سياسة

تقارب السعودية وإيران يخلط أوراق حزب الله


لم يكن الأمر ليتطلب أكثر من أيام لتختلط أوراق حزب الله لدرجة أن دوران عقارب مواقفه بدت أسرع من الزمن الفيزيائي المفترض للتراجع عنها.

هكذا تغيرت بوصلة المليشيات بنسبة 180 درجة في أيام قليلة. وتغيرت اللهجة والمضامين لتسقط ساعات حروبا كلامية استمرت لسنوات، في تضارب كشف كواليس لافتة.

“سينتظر طويلا”

ومساء الإثنين الماضي، بدا الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله على تمام الثقة وهو يقول “لا نراهن على أي تسويات ولا ننتظر تسويات ونقول للبنانيين لا تنتظروا تسويات، ولا نقبل أن يفرض (فيتو) من الخارج لا على مرشحينا أو على المرشحين الآخرين ونقبل المساعدة لتقريب وجهات النظر”.

وأضاف نصر الله في تصريحات متلفزة، على هامش تعليقه على انتخاب رئيس للبنان: “لاعلاقة للملف النووي الإيراني بأي شيء آخر في المنطقة، ومن ينتظر تسوية إيرانية أمريكية سينتظر 100 سنة، ومن ينتظر تسوية إيرانية سعودية سينتظر طويلا، فحل موضوع اليمن هو في يد اليمنيين وقيادة أنصارالله”.

لكن لسوء حظه، لم يطل الانتظار كثيرا، حيث أعلنت إيران والسعودية، بعد أيام قليلة فقط، وتحديدا مساء الجمعة، استئناف علاقاتهما الدبلوماسية المقطوعة منذ 2016، إثر مفاوضات استضافتها الصين، في خطوة يرى خبراء أنها ستقود نحو تغييرات إقليمية دبلوماسية كبرى.

إعلان يبدو أن نصر الله ومليشياته لم يكونوا على دراية به، وإلا لما جازف بتصريحات التقطها المغردون من جميع أنحاء العالم العربي للتندر والسخرية، وكشفت الهوة الفاصلة بين إيران وحزب الله.

صدمة وانحناء

ولأنه ملزم بالتعليق -لأسباب عديدة- على الاتفاق السعودي الإيراني، لم يكن أمام نصر الله سوى الانحناء أمام العاصفة، والتراجع عن تصريحات لا تزال تتصدر مواقع التواصل، مجازفا بكل ما تمنحه المقارنات من مجال للسخرية وتأكيد لأن قرار المليشيات يدار عن بعد حسب التطورات والتوازنات.

ولم يكن أمام نصر الله من حل سوى الدخول مباشرة في الموضوع، بالقول إن “هذا التحول طيب، ونحن سعداء لأنه عندنا ثقة إن هذا لن يكون على حساب شعوب المنطقة بل لمصلحة شعوب المنطقة ويساعد في لبنان واليمن وسوريا والمنطقة”.

وأضاف في كلمة متلفزة، أنه “في حال سار التقارب السعودي الإيراني في المسار الطبيعي فيمكن أن يفتح آفاقا في المنطقة وفي لبنان أيضا”.

وكان ذلك كل ما يحتاجه رواد مواقع التواصل للانقضاض على التصريحات ومقارنتها، لتبدأ سيول التعليقات مستشهدة بمقاطع فيديو وصور.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى