سياسة

تفوّق إماراتي جديد في التعامل مع كورونا

سيف الدرعي


عندما قرأت خبر أن الإمارات تسلمت دفعة أولى شحنات عقار “إيفوشيلد”، العلاج الجديد لـ”كورونا”، تذكرت مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حين قال: “لا تشلون هم”.

لقد شعرت بالفعل أنا وكل أبناء هذا الوطن كيف كان للرجل نظرة مستقبلية بعيدة ورؤية ثاقبة لتحقيق آمال شعبه.. فقد نجحت الإمارات في توفير لقاحات فيروس كورونا، وتحقيق تنوع جيد في مصادر اللقاحات، وأطلقت برنامجا شاملا لتطعيم المواطنين والمقيمين مجانا، مع تحديد قائمة أولويات تشمل الفرق الطبية وكبارَ السن وأصحابَ الأمراض المزمنة.

ومع نجاح تلك الجهود يتعيّن على المجتمع التجاوب معها عبر الاهتمام بالحصول على اللقاح، وتضييق فرص انتشار الفيروس بكل الوسائل.

فمنذ أن سجلت الإمارات أول حالة إصابة بفيروس كورونا في 29 يناير 2020، عملت على مواجهة الفيروس، بل تصدرت دول العالم في كثافة التطعيم ضد كورونا، وقد أدى ذلك -إلى جانب عوامل أخرى من بينها جهود الفريق الطبي واستخدام التكنولوجيا الرقمية- إلى لحظة إعلان دولة الإمارات بداية تعافيها من الجائحة، وعودة الحياة إلى طبيعتها.

وقد أسفرت الجهود المستمرة، التي تم بذلها على مستويات الدولة كافة، عن تصدر الإمارات العديد من المؤشرات والتصنيفات الدولية التي اهتمت بتقييم أوضاع الدول من حيث جهود مواجهة جائحة كورونا، فقد تم تسجيل تراجع حالات الإصابة بكورونا نتيجة للتوسع في إجراء الفحوصات واختبارات الكشف عن الفيروس المستجد، والأرقام المُعلنة من جانب وزارة الصحة ووقاية المجتمع في الإمارات تعكس بدقة المستوياتِ الحقيقية حجم انتشار الفيروس في الدولة، الأمر الذي أسهم وبشكل كبير في توفير العلاج المناسب للحالات المصابة، وتحجيم انتشار كورونا.

ومن خلال تتبُّع عدد الحالات المصابة في دولة الإمارات، يتضح لنا تقلصها بشكل كبير.

ومن أبرز دلائل نجاح الإمارات في مواجهة فيروس كورونا هو انخفاض أعداد الوَفَيات الناتجة عن الفيروس، حيث أدى الاكتشاف المُبكر لحالات الإصابة به والمنظومة الصحية ذات درجة الاستعداد العالي إلى تقلص حالات الوفيات بنسبة كبيرة، بل تُعد حالات الإصابة بالفيروس في الإمارات هي الأدنى على مستوى العالم -“0.3%” من إجمالي حالات الإصابة المؤكدة بالفيروس- فيما تُعدُّ الإمارات في مقدمة الدول التي تُجري اختبارات وفحوصات الكشف عن فيروس كورونا، كما أن الأمر لا يتوقف عند إجراء الاختبارات، بل وصل إلى أن الإمارات من الدول التي تبنّت سياسة تعقب ومتابعة الحالات المصابة حتى اكتمال شفائها، ما أسهم في تقليص معدلات انتشار الفيروس بين السكان في الدولة.

وتميزت الإمارات بتنفيذ أعلى معدلات تطعيم ضد كورونا، سعياً إلى الوصول إلى المناعة المجتمعية المكتسبة والناتجة عن التطعيم الكامل، حيث نظمت الحكومة الإماراتية برنامج تطعيم قوياً، بالاعتماد على أنواع مختلفة من اللقاحات المتاحة مجاناً من خلال أكثر من 200 مركز تطعيم في جميع أنحاء الدولة، كما يمكن لكبار السن وفئات أخرى حجزُ مواعيد للتطعيم في المنزل، كذلك تم توفير جرعات معزِّزة من اللقاحات.

ومنذ 20 سبتمبر الماضي أصبح يتعين على الأفراد، الذين تلقَّوا الجرعة الثانية من لقاح “سينوفارم” الصيني قبل أكثر من 6 أشهر، تلقِّي الجرعة الداعمة لتعزيز مناعتهم، التزاماً بالبروتوكول المعتمد لكل لقاح.

نجاح حكومة الإمارات في مواجهة الجائحة تؤكده لغة الأرقام، حيث احتلت الإمارات المرتبة الرابعة عالمياً -وفقاً لمؤشر “نيكي” للتعافي من الجائحة لشهر سبتمبر الماضيThe Nikkei COVID-19 Recovery Index- والذي يصنِّف قدرة أكثر من 120 دولة ومنطقة على التعافي من الجائحة في نهاية كل شهر.

أخيرًا.. كُلّي أملٌ في غدٍ مشرق لوطني الإمارات، الذي يعيش فيه شعبٌ غالٍ على قيادته، مطمئنا على مستقبل أجياله القادمة في ظل رعاية مستدامة، لتصدُق دائما مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: “لا تشلون هم”.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى