تفاصيل تهريب إيران الأسلحة إلى الحوثيين
تم ضبط أول من أمس شاحنة تحمل مولدات كهربائية تخفي بداخلها 45 صاروخاً، كانت في طريقها إلى ميليشيات الحوثي الإرهابية.
وقد تمّ تفتيش شاحنة تحمل مولدات كهربائية. ليتضح أنّ على متنها حوالي 45 صاروخاً نوع كورنيت روسية الصنع حسب ما كشفته مصادر صحفية نقل عنها موقع “نيوز يمن” .
تمّ تحميل البضاعة من السوق الحرة في منطقة المزيونة العُمانية متجهة إلى العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الميليشيات الموالية لإيران حسب ما أفاد به سائق الشاحنة.
وقد كشف تحقيق أمني بريطاني مع مهرب أسلحة محتجز شبكات وطرق تهريب الأسلحة الإيرانية لميليشيا الحوثي في اليمن، عبر سواحل سلطنة عُمان.
وقد استجوب محقق بريطاني بحاراً محتجزاً منذ أشهر، يُدعى “محمد”، عمل ضمن شبكة تهريب على متن قارب ضبطته البحرية الأمريكية. أثناء ما كان ينقل شحنة أسلحة مهربة، في الطريق إلى الحوثيين.
وحسب التحقيقات، كان “محمد” يعمل صياداً في البحر. قبل أن يتمّ تجنيده في شبكة تهريب أسلحة معقدة، تضمّ مهربين من إيران واليمن وسلطنة عُمان، وآخرين من جنسيات أفريقية.
وبعد تغيير مهنته أصبح “محمد” خبيراً في الملاحة البحرية، وتورط في الأنشطة البحرية الأخرى مثل التهريب، وفق ما جاء في نص التحقيق الأمني الذي حصل عليه “نيوز يمن”.
وانتزع المحقق من “محمد” معلومات مهمّة عن شبكات تهريب الأسلحة للحوثيين، بعدما أوهمه بأنّه يعمل مع الأمم المتحدة، ويقوم ببعض الأبحاث حول الأمن والأسلحة في اليمن والصومال.
وقال المهرب إنّ مهمتهم كانت بالاتفاق مع بعض المتورطين في عمليات التهريب. أخذ شحنة سلاح من قارب آخر ليتم تهريبها بحراً إلى ميناء الحديدة لتسليمها للحوثيين.
وكشف “محمد” خلال استجوابه من قبل المحقق البريطاني عن اسم القارب الآخر، الذي أوصل شحنة السلاح (صادرتها البحرية الأمريكية في بحر العرب في وقت سابق) إلى قاربهم، وقال إنّه قارب عُماني واسمه (شامسي).
عمليات التهريب
وقال إنّه لم يعرف مالك القارب الآخر أو طبيعة عمله، حتى أوضح له الأعضاء الآخرون على القارب أنّهم قادمون من السواحل العُمانية.
وتابع محمد: “وبعد 4 أيام من الانتظار، قدم قارب آخر بعد غروب الشمس، فأمرنا قبطان القارب بالتنحي جانباً. وبعد ذلك قام الأعضاء الآخرون الذين أحضروا الشحنة بالتعامل مع نقل الأسلحة من قارب المورد إلى القارب الذي نحن فيه.”
وذكر أنّ عملية نقل شحنة الأسلحة من القاربين استمرت من الساعة 7 مساء حتى 1 صباحا (6 ساعات). ثم بعد أن انتهوا سأل قبطان قاربهم (عبد الكريم): من هم هؤلاء الذين قاموا بالنقل؟ فقال القبطان: “الإيرانيون“.
وحسب اعترافات المهرب المحتجز، فإنّهم تحركوا بعد استلام شحنة الأسلحة الإيرانية في السواحل العُمانية، باتجاه بوصاصو (الصومال).
وظهرت مروحية تحلق فوقهم أثناء ما كانوا في طريقهم إلى الصومال، لكنّهم واصلوا الإبحار، وبعد ذلك وصلت سفينة أمريكية وخرج منها حوالي 10 الى 12 ضابطاً. وصعدوا على متن القارب وقاموا بتفتيشه، وعندما عثروا على الأسلحة اقتادوا المهربين إلى سطح السفينة. وجعلوهم يستلقون على بطونهم، وبعد ذلك استجوبهم الضباط الأمريكيون كلّ واحد على حدة.
إيصال السلاح
يقول محمد: إنّ قبطان القارب كان قد أخبره بأن يجيب عن أيّ أسئلة بأنّهم جاءوا من (شِكر) وذاهبين الى سقطرى. مقابل منحه 100 ألف ريال يمني، رغم أنّ وجهتهم الفعلية كانت بوصاصو، وليست سقطرى.
وكانت خطة إيصال السلاح إلى الحوثيين في اليمن، (لو لم تتمّ مصادرة القارب من قبل الأمريكيين) التوجه إلى “بوصاصو”. وهناك سيتمّ نقلها إلى قارب آخر، ثم سيأخذها المهربون إلى اليمن.
بعد انتهاء البحرية الأمريكية من الفحص والقيام بجميع عمليات نقل الأسلحة من القارب إلى السفينة ومغادرة الأخيرة، واصل المهربون رحلتهم إلى (بوصاصو) في الصومال.
وعندما وصلوا إلى الصومال اتصلوا بمهرب أسلحة وسألوه: ما الخطة؟ فقال لهم الأخير: “اذهبوا نحو الحديدة اليمنية”. وهو ما تمّ بالفعل.
وقد غيّر قبطان القارب مسار وجهتهم إلى الحديدة، ووصلوا بعد رحلة استغرقت 4 أيام، وهناك استقبلهم قيادي حوثي ومهرب أسلحة خطير، وتمّ نقلهم إلى صنعاء، ومكثوا فيها عدّة أيام.
وقام القيادي الحوثي بنقل المهربين مرة أخرى إلى الحديدة، وهناك أخضعوهم لدورات تثقيفية في مزارع بمنطقة الصليف، ثم وعودهم بإعطائهم في المقابل 1500 دولار.
وبعدها عاد محمد إلى مسقط رأسه في (بوزار) لزيارة أمّه المريضة، وهناك اعتقلته السلطات، ومعظم الطاقم مكثوا في الحديدة.