سياسة

تعرف على «سيارة العضلات» في عالم الطيران


لدى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ذوق رائع فيما يتعلق بالطائرات الخاصة مثل طائرته من طراز بوينج 757 التي تعد طائرة لا مثيل لها فمنذ إطلاقها في عام 1982، أصبحت واحدة من أكثر الطائرات قدرة وتنوعًا واحترامًا في السماء.

ومثلما هو شائع في صناعة الطيران التجاري، فإن الطائرة الخاصة ليست رفاهية وإنما آلة زمن الهدف منها توفير وقت ركابها وزيادة إنتاجيتهم لأن الوقت هو المال، والوقت الذي يتم توفيره عن طريق الطيران الخاص بدلاً من الطيران التجاري يستحق أكثر من التكلفة الإضافية.

ومن هذا المنظور، ربما لا تكون الطائرة 757 هي الطائرة الأكثر فعالية من حيث التكلفة أو الكفاءة بالنسبة لترامب حيث استهلكت الطائرة 2.6 مليون دولار من الوقود من عام 2023 إلى عام 2024.

ومن المؤكد أن طائرات “غلف ستريم” أو “بومباردييه جلوبال” هي خيارات أفضل فكلاهما أحدث وأكثر كفاءة ولديهما مدى للوصول إلى أي وجهة في العالم تقريبًا لكن لا يمكن لأي منهما أن يضاهي الحضور الهائل والدراما التي يصاحبها الوصول إلى الوجهة على متن طائرة بوينج لكبار الشخصيات.

وبالنسبة لرجل تسويق بارع مثل ترامب، لا توجد طائرة خاصة أفضل من لوحة إعلانية طائرة يبلغ ارتفاعها ثلاثة طوابق وطولها 155 قدمًا ومغطاة بشعاره وذلك وفقا لما ذكره موقع “بيزنس إنسايدر” الأمريكي.

وتتفوق قيمة التسويق والعلامة التجارية التي تخلقها لوحة الإعلانات الطائرة على التكلفة الإضافية لتشغيل طائرة عمرها عقود من الزمن، ومجهزة بغرفتي نوم وغرفة طعام، وكلها مبطنة بالذهب عيار 24 قيراط.

وفي عام 2016، أشارت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية إلى تصريح الرئيس السابق في فيلم وثائقي قال فيه إن “الطائرة هي إلى حد كبير امتداد لعلامة ترامب التجارية”.

كان ترامب قد حصل على طائرته بوينج 757، ذات التسجيل N757AF، من المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت الراحل بول ألين في عام 2010 لتحل محل طائرته الأقدم من طراز بوينج 727.

وكانت بداية الطائرة من شركة الطيران الدنماركية منخفضة التكلفة ستيرلنج إيرلاينز التي تسلمتها عام 1991 كما طارت لفترة وجيزة لصالح شركة الطيران المكسيكية TAESA. قبل أن يلتقطها قدب التكنولوجيا عام 1995.

ورغم أن الطائرة أصبحت الآن في الثلاثينيات من عمرها. إلا أن الطائرات الأقدم والتي تتم صيانتها جيدًا يمكنها العمل بأمان وفعالية في هذا العمر.

وأمضت طائرة ترامب 757 ما يقرب من عام بعيدة عن السماء حيث حصلت على تجديد كامل وطلاء جديد قبل العودة إلى الخدمة في أواخر عام 2022.

وفي مجال خدمات الطيران، تتمتع الطائرة 757 بالمدى والأداء الذي يمكنها من التغلب بسهولة على الرياح المعاكسة عبر المحيط الأطلسي في الرحلات الطويلة من باريس إلى نيويورك. كما أنها ستنقل الركاب في رحلات جوية مدتها 45 دقيقة إلى مطارات أصغر لا تمتلك البنية التحتية اللازمة لدعم الطائرات ذات الجسم العريض.

ولكن أكثر ما يبرز في طائرة بوينج 757 هو أنها سيارة العضلات في عالم الطيران بفضل القوة المستمدة من زوج من المحركات التوربينية القوية للغاية من طراز Rolls-Royce RB211 (أو Pratt & Whitney PW2000).

كما اكتسبت الطائرة سمعة طيبة بين الطيارين لكونها طائرة ذات قدرة على الإقلاع في الطقس الحار أو على ارتفاعات عالية.

لكن هذه المميزات قضت عليها أيضا لأنه حتى في ذروة نشاطها في الثمانينات والتسعينات. كانت الطائرة سابقة لعصرها، ويمكن القول إنها كانت أكبر بكثير مما تحتاجه معظم شركات الطيران.

وبحلول أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. تمكنت طائرة بوينج 737 أو إيرباص A321 الأصغر من التتعامل مع معظم واجبات الطائرة 757 بسعر أقل.

وبعد سنوات من عدم الحصول على طلب جديد للطائرة. أوقفت بوينغ تصنيع الطائرة 757 في عام 2004 وفي المجمل، تم إنتاج 1050 طائرة بوينغ 757 على مدار 22 عامًا.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى