سياسة

تصعيد خطير.. إسرائيل تنقل المواجهة مع حماس إلى قطر


أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الثلاثاء أنه استهدفت بضربة جوية قيادة حركة حماس بشكل موجه ودقيق وذلك بعيد سماع دوي انفجارات في الدوحة، فيما تبدو محاولة اغتيال تنذر بنسف المفاوضات الدائرة من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.

وقال شاهد من رويترز إن دوي عدة انفجارات سُمع في الدوحة، فيما نقل مراسل “أكسيوس” الأميركي باراك رافيد عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن الانفجار في الدوحة هو محاولة اغتيال تستهدف مسؤولين في حركة حماس، مضيفا أن دخانا شوهد يتصاعد في سماء حي كتارا بالعاصمة القطرية. 

وفي الدوحة، أفاد صحافيون في وكالة فرانس برس بسماع دوي انفجارات وتصاعد سحب دخان. وبحسب المراسل الذي توجّه إلى المكان، فرضت الشرطة طوقا أمنيا ومنعت الاقتراب.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية نقلا عن مسؤول إسرائيلي كبير بأن الدولة العبرية “هاجمت قيادة حماس في قطر بمن فيهم خليل الحية وزاهر جبارين”، مضيفا أن “تل أبيب تنتظر النتائج”.

بدورها أكدت قناة “الجزيرة” القطرية نقلا عن مصدر في حماس “استهداف وفد الحركة التفاوضي خلال اجتماع في الدوحة”.

ونددت قطر بالهجوم الإسرائيلي الذي استهدف قيادات من حماس في الدوحة وأكدت أن التحقيقات جارية على أعلى مستوى. وقالت في بيان “هذا الاعتداء الإجرامي يشكل انتهاكا صارخا لكافة القوانين والأعراف الدولية، وتهديدا خطيرا لأمن وسلامة القطريين والمقيمين في قطر”.

وأضافت “وتؤكد أن الجهات الأمنية والدفاع المدني والجهات المختصة قد باشرت على الفور التعامل مع الحادث واتخاذ الإجراءات اللازمة لاحتواء تبعاته وضمان سلامة القاطنين والمناطق المحيطة”.

ومن المحتمل أن تؤثر محاولة الاغتيال سلبًا على المفاوضات الجارية بين إسرائيل وحماس باعتبار أن استهداف فريق التفاوض التابع للحركة، أو حتى بعض أعضائه، قد ينسف أي جهود مستقبلية للتوصل إلى اتفاق.

كما يضع هذا الهجوم الوسطاء، خاصة قطر ومصر، في موقف صعب، حيث يمكن أن ترى حماس أن التفاوض مع إسرائيل هو مضيعة للوقت طالما أن قادتها عرضة للاستهداف.

ويشبه الهجوم الذي استهدف قيادة حماس في الدوحة، عمليات اغتيال سابقة استهدفت قادة الحركة في بيروت وطهران، كما يعد استعراضًا للقوة الاستخباراتية والعسكرية الإسرائيلية. وتريد الدولة العبرية أن تثبت قدرتها على الوصول إلى قيادات الفصيل الفلسطيني أينما كانوا، في محاولة لتقويض معنويات الحركة وتشتيت صفوفها.

وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير توعّد باستهداف قادة الحركة في الخارج. وأشاد وزير المالية الاسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموطريتش بالضربة الإسرائيلية على قيادة حماس.

وقال عبر منصات التواصل الاجتماعي “الإرهابيون ليس لديهم ولن يكون لديهم حصانة من اليد الطولى لإسرائيل في أي مكان في العالم”، مضيفا “قرار صائب اتخذناه، وتنفيذ مثالي”.

واستضافت الدوحة في مراحل سابقة جولات من المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس سعيا للتوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار والافراج عن الرهائن، ضمن جهود الوساطة التي تولتها مع مصر والولايات المتحدة.

وكانت الحركة أكدت الأحد استعدادها للانخراط في مفاوضات بعد تلقيها مقترحا جديدا من واشنطن. وأتى ذلك بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب توجيه “إنذارأخير” لحماس مشدّدا على وجوب أن توافق الحركة على صفقة للإفراج عن الرهائن الإسرائيليين.

وتتالت ردود الفعل الدولية المنددة بمحاولة اغتيال قيادات حماس في الدوحة، حيث أدان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في اتصال هاتفي مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ما وصفه بـ”العدوان الإسرائيلي الجبان”، معتبرا أنه “خرق للقانون الدولي”، مؤكدا “وقوف الأردن وتضامنه مع الأشقاء في قطر”.

ودعا إلى “حشد الدعم الدولي ضد هذه الانتهاكات، وضرورة التحرك الفوري لوقفها”، مؤكدا أن “أمن قطر من أمن الأردن”، ومشددا على “موقف الأردن الرافض لأي عمل يمس أمن واستقرار وسيادة الدوحة”.

بدوره أكد ولي العهد السعودي الأمير بن محمد سلمان بن عبدالعزيز في اتصال مع أمير قطر “إدانة المملكة للهجوم الإسرائيلي السافر على الدوحة والذي يعد عملا إجراميا وانتهاكا صارخا للقوانين والأعراف الدولية”. كما أبلغه بأن الرياض “تضع كافة إمكاناتها لمساندة الأشقاء في دولة قطر وما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها والمحافظة على سيادتها”، وفق وكالة الأنباء الرسمية “واس”.

وفي الإمارات وصف المستشار الرئاسي أنور قرقاش الضربة بأنها “هجوم إسرائيلي غادر”. كما كتب وزير الخارجية الشيخ عبدالله بن زايد على موقع “اكس” أن “أبوظبي تقف في تضامن كامل مع قطر الغالية”.

من جانبها أعربت وزارة الخارجية العراقية عن إدانة واستنكار بغداد الشديدين لاعتداء الكيان الإسرائيلي باستهداف قادة حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة.

وأكدت أن “هذا الاعتداء يأتي في سياق استمرار سياسة القتل والتهجير الممنهجة التي ينتهجها كيان الإحتلال ضد الشعب الفلسطيني، بما يعرض الأمن والسلم الإقليمي والدولي لمزيد من التوتر والتصعيد”.

كما أدانت وزارة الخارجية التركية الهجوم وقالت في بيان إن “استهداف فريق حماس التفاوضي أثناء استمرار مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، يظهر أن إسرائيل تهدف إلى مواصلة الحرب وليس تحقيق السلام”.

وأشارت إلى أن “هذا الاعتداء يضيف قطر، الوسيطة في مفاوضات وقف إطلاق النار، إلى قائمة الدول المستهدفة من قبل إسرائيل في المنطقة”.

وأكدت أن “هذا الوضع يشكل دليلا واضحا على سياسات إسرائيل التوسعية في المنطقة وتبنيها للإرهاب كسياسة دولة”، مضيفة “نقف إلى جانب قطر ضد هذا الهجوم الدنيء الذي يستهدف سيادتها وأمنها، ونجدد دعوتنا للمجتمع الدولي للضغط على الدولة العبرية لوقف عدوانها المستمر في فلسطين والمنطقة”.

بدوره عبر بابا الفاتيكان البابا ليو عن قلقه إزاء عواقب الهجوم الإسرائيلي على قطر وقال للصحفيين خارج مقر إقامته الصيفي في كاستل جاندولفو “هناك أنباء بالغة الخطورة الآن: هجوم إسرائيلي على بعض قادة حركة حماس في قطر. الوضع برمته خطير للغاية”.

من جانبه اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الهجوم الإسرائيلي “انتهاكا لسيادة قطر وسلامة أراضيها”، لافتا إلى أن للدوحة دورا إيجابيا جدا في المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل لوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الأسرى.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى