تصعيد إسرائيلي في الضفة.. مخيمات تحت التهديد بالإخلاء

هدمت قوات إسرائيلية منازل وأخلت طريقا واسعا عبر مخيم نور شمس للاجئين في الضفة الغربية المحتلة، في عملية مستمرة منذ أسابيع ضد الجماعات المسلحة أجبرت عشرات الآلاف من الفلسطينيين على ترك منازلهم.
وجرت العملية بالتزامن مع اتفاق هش لوقف إطلاق النار في قطاع غزة أوقف القتال هناك على مدى الأسابيع الستة الماضية، وأدت العملية إلى إخلاء عدد من أكبر مخيمات اللاجئين في شمال الضفة الغربية في ما يراه بعض الفلسطينيين تجربة لإخلاء أوسع نطاقا في وقت لاحق.
-
الجيش الإسرائيلي يُقرّ بإخفاق تام في التصدي لهجوم حماس
-
تقرير إسرائيلي يكشف عن “خطة الجحيم” لنتنياهو في غزة
وصار مخيم نور شمس، الواقع بالقرب من مدينة طولكرم، أحدث مخيم يتم إخلاؤه فعليا من السكان، بعد مخيم في مدينة جنين المضطربة إلى الشرق ومخيم منفصل داخل طولكرم.
ويقول السكان إن الجرافات تكسح طريقا واسعا عبر المنطقة التي كانت تقع فيها المنازل من أجل تسهيل وصول المركبات العسكرية، في استمرار لواحدة من أكبر العمليات الإسرائيلية في الضفة الغربية منذ سنوات.
وقال نهاد الشاويش رئيس لجنة خدمات مخيم نور شمس إنه لم يتبق أحد من سكان المخيم البالغ عددهم نحو 13 ألف نسمة داخل المخيم الرئيسي.
-
إسرائيل تستعد لتصعيد جديد.. ماذا ينتظر غزة؟
-
إسرائيل وقرار إبقاء محور فيلادلفا منطقة عازلة: تأثير على الهدنة
وأضاف أن “كان باقي حوالي 3000 في المخيم اليوم هجروهم كلهم لم يتبق أحد في في الجهة المقابلة ما زال يتواجد بعض الناس أما البقية فقد أجبروهم على النزوح من المخيم”.
ولم يصدر تعليق بعد من الجيش الإسرائيلي، الذي قال في وقت سابق إن العملية تهدف إلى استئصال مقاتلي الجماعات المسلحة المدعومة من إيران، بما في ذلك حماس والجهاد الإسلامي، التي أقامت معاقل في مخيمات بشمال الضفة الغربية.
وأفاد مسؤولو صحة فلسطينيون بأن 12 شخصا على الأقل قتلوا في طولكرم خلال العملية، بما في ذلك مسلحون ومدنيون.
-
هدنة غزة تحت الأنظار.. إسرائيل تريد التمديد وأمريكا تقرر المصير
-
أول دبابات إسرائيلية في الضفة منذ عقود.. وإجلاء 40 ألف فلسطيني “بلا عودة”
وقال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ مئات الاعتقالات في شمال الضفة الغربية خلال الأسابيع القليلة الماضية وصادر 120 قطعة سلاح ودمر مئات العبوات الناسفة.
وينفي الجيش الإسرائيلي إصدار أوامر إخلاء رسمية لسكان المخيم المكتظ بأحفاد الفلسطينيين الذين فروا من منازلهم أو أجبروا على تركها في 1948 بالتزامن مع إعلان قيام دولة إسرائيل.
لكن كما حدث في جنين، فر السكان بالمتعلقات التي تمكنوا من حملها في أكياس تسوق وحقائب صغيرة في وقت هدمت فيه جرافات إسرائيلية بنايات وكسحت طرقا مما ترك المخيم على حال تماثل الركام المنتشر في قطاع غزة.
-
عودة الدبابات الإسرائيلية إلى الضفة الغربية بعد 23 عامًا من الغياب
-
حماس تنقل رفات أربعة رهائن إسرائيليين إلى الصليب الأحمر
وقال الشاويش “وضع الناس صعب جدا.. الناس نازحة في أماكن النزوح. الناس طلعت دون أي شيء سوى الملابس إللي لابستها. بدها احتياجات كبيرة.. بدها غذاء.. ملابس.. حليب أطفال.. بدها كل الاحتياجات”.
وأشار إلى أن العملية هي اختبار فيما يبدو للاستعداد لتحركات مماثلة في مخيمات لاجئين أخرى في الضفة الغربية.
وقال “هذا مخطط يستهدف مخيمات الشمال. وإللي بيعملوه في جنين بدهم يعملوه في طولكرم. وإللي بيعملوه هناك بدهم يعملوه في الأماكن التانية. هم بيعتبروها تجربة أمنية سياسية في مخيمات الشمال، إذا نجحت.. رح يصدروها على كل المخيمات”.
-
تفاصيل مروعة.. الجيش الإسرائيلي “يعدم” فلسطينياً وزوجته بدم بارد في غزة
-
تهجير جماعي في الضفة الغربية.. هل بدأ تنفيذ أخطر عمليات إسرائيلية؟
وتتزامن العملية مع تحركات إسرائيلية لإقصاء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” بإغلاق مقراتها في القدس.
وأثارت العملية في المخيم انتقادات دولية على نطاق واسع وتأتي في وقت تتصاعد فيه المخاوف بين الفلسطينيين من جهد منظم من إسرائيل لضم الضفة الغربية رسميا.
ولم يشر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد إن كان سيؤيد فكرة الضم وهي خطوة من شأنها أن تعقد جهود تعزيز العلاقات مع السعودية. واعترف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل خلال ولايته الرئاسية الأولى.
-
إسرائيل تُحشد استعداداتها للانسحاب من لبنان.. هل تنجح المهلة والجداول؟
-
غزة في مفترق طرق: رهائن إسرائيليون قيد الإفراج في إطار الهدنة
وطرح ترامب بالفعل نقل الفلسطينيين لخارج قطاع غزة وتحويله إلى منتجع أمريكي وقال إنه سيفصح عن موقفه بشأن الضفة الغربية في المستقبل القريب.
وبالنسبة للفلسطينيين، تستدعي تلك الأفكار والتطورات ذكريات النكبة التي فقد فيها نحو 750 ألف فلسطيني منازلهم وتحولوا إلى لاجئين بعد حرب 1948.