سياسة

تركيا.. خطة إغاثة اقتصاديه لاحتواء المتضررين من الزلزال 


في محاولة لاحتواء الغضب الشعبي أطلقت تركيا إجراءات رسمية، لحماية العاملين والشركات من التبعات المالية للزلزال المدمر الذي ضرب جنوب البلاد. وبموجب هذا الإجراء يمنع تسريح العاملين في عشر مدن، كخطة مؤقتة لدعم الأجور.

تأتي هذه الخطوة في غمرة غضب شعبي في المناطق المنكوبة. التي اشتكى سكانها ممن نجوا من الزلزال من تأخر تقديم المساعدات لهم وتأخر التدخل الحكومية لإنقاذ ذويهم.

أسوء كارثة 

تواجه الحكومة التركية معضلات كبيرة في التعاطي مع أسوأ كارثة تضرب البلاد. في حين تعاني حتى قبل الزلزال من مشاكل مالية مستعصية.

وقد أسفر الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة في السادس من فبراير، عن مقتل حوالي 50 ألفا في تركيا وسوريا وألحق أضرارا أو دمر مئات الآلاف من المباني وشرد الملايين.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: إن 865 ألف شخص يعيشون في خيام و23500 في حاويات بينما يعيش 376 ألفا في نُزُل للطلاب ودور ضيافة عامة خارج منطقة الزلزال.

خطة الإغاثة الاقتصادية

ووفقا لصحيفة ‘أوفيشيال جازيت’، أن أرباب العمل الذين تعرضت منشآتهم “لأضرار جسيمة أو متوسطة”. سيحصلون على دعم لدفع أجور العاملين الذين تقلص عدد ساعات عملهم. بموجب خطة الإغاثة الاقتصادية، كما منعت تركيا تسريح العاملين في عشرة أقاليم ضربها الزلزال.

 ويبدو أن الهدف من هاتين الخطوتين هو تسهيل نزوح السكان من منطقة يقطنها 13 مليون نسمة.

إعادة إعمار مكلفة

وفي هذا السياق، قال الخبير الاقتصادي إنفر إركان “الأشخاص الذين تضررت منازلهم أو أعمالهم يبحثون الآن عن وظائف خارج منطقة الكارثة… من الضروري أيضا توفير حوافز للشركات التي توظف عاملين في منطقة الزلزال”.

ومن جانبها أفادت مجموعات أعمال وخبراء اقتصاديون بأن إعادة بناء المساكن. والبنية التحتية قد تكلف تركيا ما يصل إلى 100 مليار دولار وتؤدي إلى تراجع النمو هذا العام بواقع نقطة مئوية أو اثنتين.

وكان أردوغان قد تعهد بتنفيذ إعادة الإعمار بسرعة. بينما يقول خبراء إن ذلك قد يقود إلى كارثة أخرى مل لم تُتخذ إجراءات السلامة.

صعوبات خطيرة

وأظهرت استطلاعات الرأي أن الرئيس التركي كان يتعرض لضغوط حتى قبل الزلزال. بسبب أزمة غلاء المعيشة، ويخوض البلاد أزمات منذ أكثر من عشرين عاما، وقد تتفاقم بعد أن عطلت الكارثة الإنتاج الزراعي، ومع اقتراب الانتخابات يتزيد الضغوط على الرئيس.

قال مسؤول تركي، بعد أيام من الزلزال، إن حجم الكارثة شكل “صعوبات خطيرة” أمام إجراء الانتخابات في موعدها، لكن ثلاثة مسؤولين قالوا إن الحكومة عدلت عن فكرة التأجيل.

 وأفاد مسؤول حكومي “من المرجح جدا أن يتم التوصل إلى اتفاق بشأن إجراء الانتخابات في 18 يونيو”.

أزمات إنسانية

قال السوري مصطفى قزاز (25 عاما) إن فرق الإنقاذ انتهت من إزالة أنقاض المبنى الذي كان يسكنه، في أنطاكيا واحدة من أكثر المدن تضررا في تركيا، لكن لم يعثر على جثث والده وشقيقه وشقيقته.

وقد نصب خيمة بين مبنى منهار وآخر بدا متضررا بشدة. 

وقال “استمر العمل لمدة 15 يوما… أزالوا ركام المبنى بالكامل ولم يتبق منه شيء. قالوا لي إن العمل انتهى. ولا يوجد أحد آخر”.

وتستمر آثار الكارثة، إذ أن شوارع وسط مدينة أنطاكيا المهجورة مضاءة فقط بمصابيح السيارات الأمامية وأضواء مركبات الشرطة والجيش الحمراء والزرقاء.

سوريا.. استمرار للأزمات

وأفادت صحيفة الوطن بأن طائرة مساعدات وصلت من النرويج في أولى مساعدات الزلزال التي تُنقل مباشرة إلى سوريا من أوروبا، لكن الصراع المستمر منذ 12 عاما عرقل جهود الإغاثة.

وقالت الأمم المتحدة إن مساعدات وصلت جوا إلى سوريا من الإمارات وإيران، بينما وصلت شاحنات من الأردن والعراق.

وبعد أسبوعين من منعها الدخول على تويتر لفترة وجيزة، منعت هيئة الإنترنت التركية الدخول على منتدى ‘إكسي سوجلوك’ الإلكتروني الشهير مشيرة إلى انتشار معلومات مضللة.

وبتهمة إثارة الخوف والذعر من خلال “نشر منشورات استفزازية” عن الزلزال على وسائل التواصل الاجتماعي، اعتقلت الشرطة التركية عشرات الأشخاص.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى