سياسة

تركيا.. انتخابات تحت مجهر العالم


انطلقت انتخابات تركيا في الخارج، اليوم السبت، وتستمر حتى 24 مايو الجاري، في اقتراع تحت مجهر دولي يشكل فيه رهاب المجهول فرس الرهان.

وعندما يذهب الناخبون الأتراك في غضون أسبوع إلى صناديق الاقتراع بالداخل لانتخاب رئيس، ستتردد أصداء اختيارهم في شتى أنحاء العالم. وقد يبدو مستقبل تركيا مختلفا للغاية بناء على الفائز – ولذا العالم يراقب السباق عن كثب.

وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان موجود في السلطة منذ عقدين. وقد صاغ علاقات مع الشرق والغرب، ولكن تسببت طريقة حكمه في احتكاكات مع بعض الحلفاء.

ووعد منافسه مرشح المعارضة كمال كليجدار أوغلو باستعادة الديمقراطية التركية وتحسين حقوق الإنسان. لكن يتساءل بعض الأتراك عما إذا كان يتمتع بوجود على الساحة العالمية ولديه التزام تجاه الأمن الذي جعله أردوغان علامته التجارية.

ورجحت استطلاعات الآراء قبل الجولة الأولى من الانتخابات في 14 مايو أن التصويت سيكون متوازنا بشكل كبير بين الرجلين. لكن عند فرز الأصوات. تحدى أردوغان التوقعات، بصدارة يبدو الآن أنه من الصعب على منافسه قلبها.

وأوضحت البارونة كاثرين آشتون ممثلة السياسة الخارجية السابقة لدى الاتحاد الأوروبي: “تركيا هي بلد اعتدت أن أصفه بإحدى دولنا المتأرجحة. ما يحدث في تركيا فيما يتعلق بديمقراطيتها وفيما يتعلق بمكانها في المنطقة له تأثير كبير على أوروبا، وآسيا. وبالطبع جميع القضايا العالمية التي نتصدى لها جميعا. لذا فهي مهمة حقا”.

ومنذ الحرب الروسية على أوكرانيا في 2022، عززت تركيا مكانها كوسيط دبلوماسي قيم؛ حيث سهلت بعض المحادثات المبكرة بين البلدين المتحاربين. لكنها أحرزت تقدما حقيقيا فقط عندما تفاوضت على اتفاق الحبوب البالغ الأهمية الذي ساعد في إبقاء تدفق الصادرات الأوكرانية عبر البحر الأسود.

وبحسب “بي بي سي”، يفخر أردوغان أيضًا بخطوط الاتصال التي يبقيها مفتوحة مع الجميع من رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك والرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينغ.

وقال إيفرين بالتا، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة أوزيجين بإسطنبول: “لطالما كان لدى تركيا هذا الطموح بأن تكون جزءا من الغرب. ولم يتغير ذلك خلال عقدين من حكم حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان.”

وأضاف: “لكن التحالفات الدولية لتركيا تنوعت. ولقد اتبعت ما نسميه استقلالية استراتيجية. وفي الفكرة القائلة إنه يمكن للدول أن تكون ضمن تحالفات أو مواءمات مع أكثر من بلد واحد أو مظلة أمنية.”

وأشارت “بي بي سي” إلى أن علاقات تركيا المتعددة وقدرتها على التوفيق بينها أثبتت أهميتها، لكن الصورة ليست وردية تماما.

واستشهدت “بي بي سي” بتحالف الناتو العسكري كمثال. حيث تشكل القوات التركية ثاني أكبر جيش، حيث وافق أعضاؤه بسهولة على أن ضم فنلندا والسويد سيعزز أمن التكتل بأكمله.

لكن كانت تركيا الصوت المعارض الوحيد، الأمر الذي أبطأ عضوية فنلندا، ويواصل منع عضوية السويد. وقالت إنها لن تدعم عضوية السويد حتى ترحل عشرات من أعضاء حزب العمال الكردستاني، وهي جماعة متمردة كردية تصنفها أنقرة كجماعة إرهابية.

ولفتت “بي بي سي” أيضًا إلى كليجدار أوغلو وعد بحل ما يسمى مسألة إس-400 وهي استخدام تركيا لمنظومة الدفاع الصاروخي الروسية التي اعتبرتها الولايات المتحدة غير متوافقة مع برنامج طائراتها المقاتلة “إف-35”. وأخرجت تركيا من برنامج إف-35 عام 2019، لكن وعدت المعارضة باتخاذ خطوات لاستعادته.

وهناك أيضًا الاتحاد الأوروبي، بحسب “بي بي سي”، حيث جرى الاعتراف رسميا بتركيا كمرشح للعضوية عام 1999. لكن تعثرت العملية في 2016. مع انتقاد بروكسل للسجل الحقوقي في تركيا والحريات الديمقراطية، لكن وعد كليجدار أوغلو والمعارضة بتحريك الأمور.

ولفتت “بي بي سي” أيضًا إلى أنه منذ الجولة الأولى للتصويت، أصبح وضع الـ3.6 مليون لاجئ سوري في تركيا – وهو رقم قدمته مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة – قضية رئيسية.

وفي الحملة الأصلية، وعد الطرفان بإعادة أكبر عدد ممكن من اللاجئين السوريين إلى ديارهم في غضون أسابيع من الانتخابات الرئاسية. ولكن مع اقتراب جولة الإعادة، تبلور ذلك ليصبح موضوع نقاش رئيسيا.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى