سياسة

تحرّك إماراتي فاعل لكسر الجمود الإنساني في غزة


اختراق دبلوماسي بارز، نجحت الإمارات خلاله في الاتفاق مع إسرائيل على إدخال مساعدات عاجلة لقطاع غزة، الذي يعاني من حصار مطبق منذ 11 أسبوعًا.

اختراق يتوج جهود الإمارات المتواصلة لدعم أهل غزة منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على القطاع 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

مساعدات جديدة تعزز ريادة الإمارات الدبلوماسية والإنسانية في دعم القطاع، والتي توجت بنجاحها وحدها في تقديم أكثر من 42 في المئة من إجمالي المساعدات الدولية التي دخلت إلى غزة خلال ما يقرب من العامين الماضيين.

محادثات مهمة

الاختراق الدبلوماسي لحلحلة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، جاء خلال مباحثات هاتفية أجراها الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي، مع وزير خارجية إسرائيل جدعون ساعر، مساء الثلاثاء.

أفضت تلك المباحثات إلى الاتفاق على بدء إدخال مساعدات إنسانية عاجلة من دولة الإمارات، تهدف لتلبية الاحتياجات الغذائية لنحو 15 ألف مدني في قطاع غزة كمرحلة أولى.

كما تشمل المبادرة ما يلي:
-توفير المواد الأساسية اللازمة لتشغيل المخابز في القطاع.
– توفير مستلزمات الأطفال الضرورية.
– ضمان استمرارية توفير هذه المواد لتلبية احتياجات المدنيين.

وأكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان خلال الاتصال على أهمية وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية إلى الشعب الفلسطيني الشقيق في القطاع بشكل عاجل ومكثف وآمن ودون أي عوائق.

كما بحث الجانبان الجهود الإقليمية والدولية لاستئناف اتفاق الهدنة، والتوصل إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن.

وكان الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان قد أكد، في تصريحات لشبكة “فوكس نيوز” الأمريكية قبل أيام، أن”الإمارات قدمت أكثر من 42 في المئة من إجمالي المساعدات الدولية التي دخلت إلى غزة خلال ما يقرب من العامين الماضيين من هذه الحرب”.

ولفت إلى توظيف الإمارات اتفاقيات السلام التي أبرمتها مع إسرائيل لصالح دعم غزة إنسانيا، قائلا إنه “لولا الاتفاقيات الإبراهيمية بين الإمارات وإسرائيل، والدور الكبير الذي لعبه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في هذا السياق، لما كنا قادرين على إيصال هذا الكم الكبير من المساعدات إلى غزة”.
دعم إماراتي لفلسطين لا يتوقف

مواقف قوية

ولم تمنع تلك الاتفاقيات الإمارات من اتخاذ مواقف قوية مع إسرائيل متى استدعت الحاجة.

وقبل يومين، أدانت دولة الإمارات واستنكرت بشدة القصف الإسرائيلي على مستشفى حمد للأطراف الصناعية في قطاع غزة، الذي أسفر عن مقتل وإصابة عدد من الأشخاص الأبرياء، مما يُشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي.

 وحذرت من الاعتداءات المستمرة، والتصعيد العسكري الإسرائيلي، الذي يهدد بزيادة عدد الضحايا ويفاقم المأساة الإنسانية الكارثية في القطاع.

وأكدت وزارة الخارجية الإماراتية، في بيان، رفض دولة الإمارات القاطع لاستهداف المدنيين والمؤسسات المدنية، وضرورة حماية المرافق والمؤسسات الطبية والعاملين في القطاع الصحي، مشددة على ضرورة ألا يكونوا هدفاً للصراع.

كما شددت على أن الأولوية العاجلة هي الحفاظ على أرواح المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية إلى الشعب الفلسطيني الشقيق في القطاع بشكل عاجل ومكثف وآمن ودون أي عوائق.

وطالبت الإمارات المجتمع الدولي بتعزيز كافة الجهود الإقليمية والدولية لإيجاد أفق سياسي جاد يُسهم في تحقيق السلام الشامل على أساس حل الدولتين ويحقق آمال وتطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق في بناء دولة مستقلة ذات سيادة، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

مباحثات القيادة

الوضع في غزة، كان دائما على أجندة اهتمامات القيادة الإماراتية أيضا، بحثا عن حل مستدام لدعم الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة.

وهو ما أكد عليه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات خلال مباحثاته مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أبوظبي 15 مايو/أيار الجاري.

وبحث الزعيمان خلال المباحثات عدداً من القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك تركزت حول التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وفي مقدمتها الجهود المبذولة تجاه وقف إطلاق النار في قطاع غزة واحتواء التصعيد في المنطقة الذي يهدد أمنها واستقرارها.

وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أهمية مواصلة هذه الجهود ودفعها نحو المسار السياسي لتحقيق السلام الشامل والعادل والدائم الذي يقوم على أساس “حل الدولتين ” ما يضمن الأمن والاستقرار لشعوب المنطقة كافة.

وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حرص دولة الإمارات على مواصلة تعزيز تعاونها مع الولايات المتحدة الأمريكية في ظل رؤاهما المشتركة بشأن العمل من أجل السلام والاستقرار والازدهار في منطقة الشرق الأوسط والعالم وبناء موقف دولي فاعل تجاه التحديات العالمية المشتركة..وذلك انطلاقاً من نهج دولة الإمارات الثابت تجاه دعم الاستقرار والسلام والتنمية على المستويين الإقليمي والعالمي من خلال العمل الدولي الجماعي متعدد الأطراف.

دعم إماراتي لفلسطين لا يتوقف

ملحمة إنسانية

جهود إماراتية تتواصل ضمن ملحمة سياسية وإنسانية يقودها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات لدعم غزة والقضية الفلسطينية.

على الصعيد الإنساني، تتزامن المبادرة الإماراتية الجديدة لإدخال مساعدات غذائية عاجلة لأهل غزة، مع إكمال عملية “الفارس الشهم 3” التي أمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بإطلاقها لدعم القطاع، نحو 560  يوما من العطاء الإنساني المتواصل.

ضمن أحدث الجهود المتواصلة، قامت دولة الإمارات بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية 14 مايو/أيار الجاري، بتنفيذ رحلة إخلاء جديدة قادمة من مطار رامون في إسرائيل وعبر معبر كرم أبوسالم، ضمت 101 من المرضى برفقة 87 فردا من عائلاتهم، في إطار تنفيذ توجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بتقديم العلاج والرعاية الصحية لـــ 1000 طفل فلسطيني من الجرحى و1000 من المصابين بأمراض السرطان من قطاع غزة في مستشفيات الإمارات.

 وبعملية الإخلاء الجديدة يصل العدد الإجمالي حتى اليوم إلى 2634 مريضاً ومرافقاً، ما يعكس حرص دولة الإمارات على توفير الرعاية العلاجية اللازمة للأشقاء الفلسطينيين في مستشفيات الدولة.

أيضا ضمن جهود الإمارات المتواصلة ضمن عملية “الفارس الشهم 3”، تم إطلاق مبادرة حفر آبار مياه بالتعاون مع الهيئات المحلية والبلديات في جنوب قطاع غزة للمساهمة في الحد من تفاقم كارثة النقص الحاد في المياه في خطوة إنسانية عاجلة للتخفيف من آثار الأزمة.

تأتي هذه المبادرة في ظل استمرار إغلاق معابر قطاع غزة ومنع تدفق الإمدادات الغذائية والوقود اللازم لتشغيل محطات المياه، وما ترتب على ذلك من انهيار للبنية التحتية الحيوية.

على صعيد متصل، واصلت عملية “الفارس الشهم 3” دعمها لتكيات الطعام والمخابز البدائية عبر السوق المحلي، مستهدفةً مخيمات ومراكز الإيواء في جنوب غزة، سعياً إلى توفير الحد الأدنى من الأمن الغذائي للأسر المتضررة والتخفيف من معاناتهم في ظل الظروف الإنسانية القاسية.
دعم إماراتي لفلسطين لا يتوقف

وبلغ إجمالي المساعدات المقدمة خلال 500 يوم من إطلاق عملية “الفارس الشهم3 ” أكثر من 65,000 طن من المواد الغذائية والطبية والإغاثية، بقيمة تتجاوز 1.2 مليار دولار تم إيصالها عبر مختلف الوسائل الجوية والبرية والبحرية لضمان وصول الدعم للمحتاجين بأسرع وقت.

وأقامت دولة الإمارات في إطار عملية “الفارس الشهم 3” العديد من المبادرات تضمنت إنشاء مستشفيين ميدانيين الأول داخل قطاع غزة تعامل مع 51,853 حالة، مقدما خدمات علاجية متكاملة، والثاني مستشفى عائم قبالة ساحل مدينة العريش تعامل مع 10370 حالة.. كما تم تعزيز المنظومة الصحية بـ17 سيارة إسعاف مجهزة بأحدث المعدات كما تم دعم المستشفيات المحلية بـ1200 طن من المعدات والمستلزمات الطبية.

وفي إطار الجهود لتأمين الاحتياجات الأساسية، تم إنشاء 6 محطات تحلية تنتج مليوني غالون مياه يوميا يجري ضخها إلى قطاع غزة، لتوفير مياه الشرب النقية للمتضررين،إضافة إلى 12 صهريج مياه لضمان إمدادات المياه للمرافق الطبية والمخيمات، كما تم تشغيل 21 مخبزًا ميدانيًا لإنتاج الخبز يوميا، إضافة إلى 50 تكية خيرية تعمل على تقديم الوجبات الساخنة يوميا للعائلات المتضررة.

وشكل تسيير الجسر الجوي لإرسال المساعدات عنصرا أساسيا في العملية، حيث تم تنفيذ 594 رحلة طيران حملت آلاف الأطنان من المساعدات.

كما ساهمت “طيور الخير” وهي عمليات الإسقاط الجوي، في إيصال 3,700 طن، من خلال 53 عملية إسقاط إلى المناطق المعزولة والتي لا تصل إليها المساعدات في قطاع غزة.

وعلى الطرق البرية، وصل عدد شاحنات المساعدات التي دخلت القطاع ضمن عملية “الفارس الشهم 3” إلى 3,495 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية التي تشمل المواد الغذائية، وطرود الإغاثة، وخيم الإيواء، والاحتياجات الضرورية الأخرى.في حين وصلت عبر البحر 14 سفينة، منها 7 سفن عبر ميناء العريش و7 سفن أخرى عبر قبرص، لضمان تدفق الإمدادات عبر مختلف المنافذ.

ويأتي إرسال المساعدات الإغاثية بحرا وبرا وجوا تجسيدا لالتزام دولة الإمارات التاريخي والراسخ في دعم الشعب الفلسطيني، حيث لا تتوانى عن تقديم كافة أشكال الدعم الإنساني إلى الأشقاء الفلسطينيين.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى