تجربة زراعة القلب: هل تحمل الأعضاء المزروعة أثرًا من المتبرع؟
أبلغ العديد من مرضى زراعة القلب عن تجارب غريبة بعد العملية، حيث شعروا بتغيّرات في شخصياتهم وأذواقهم وحتى ذكرياتهم.
طرحت هذه الظاهرة تساؤلات حول إمكانية انتقال “شخصية” المتبرع إلى المتلقي عبر العضو المزروع.
زراعة الأعضاء: شريان حياة
تُعد زراعة الأعضاء إنجازًا طبيًا عظيمًا أنقذ حياة ملايين المرضى منذ أول عملية ناجحة لزراعة الكلى عام 1954. منذ ذلك الحين، توسعت العمليات لتشمل زراعة القلوب والرئات وحتى الوجوه. ومع ذلك، يبرز سؤال مثير: هل يمكن للأعضاء المزروعة نقل الذكريات أو التأثير على شخصية المتلقي؟
تغيّرات مثيرة بعد زراعة القلب
وفقًا لمراجعة علمية أجريت عام 2024، يبدو أن هذا السؤال يبرز بشكل خاص بين مرضى زراعة القلب. أبلغ المرضى عن تغيّرات تشمل:
الأذواق: تفضيلات جديدة للطعام مثل اشتهاء أطعمة لم تكن مفضلة سابقًا.
-
دراسة تحذر : تناول الطعام بمفردك يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب
-
الزواج بعد الستين: كيف يساهم في حماية القلب وفق الأبحاث الحديثة؟
المخاوف: تطوير فوبيا جديدة، مثل الخوف من الماء لدى متلقي عضو من غريق.
الشخصية: تغيّرات في الميول الفنية والموسيقية وحتى التوجه الجنسي.
أحد الأمثلة الشهيرة يعود إلى راقصة رياضية أصبحت فجأة مولعة بوجبات دجاج كنتاكي بعد زراعة قلب شاب كان يحمل قطع دجاج في جيبه عند وفاته.
كيف يتواصل القلب مع الدماغ؟
تشير الأبحاث إلى وجود عدة آليات محتملة قد تفسر هذه الظاهرة، منها:
الذاكرة الخلوية: احتمال تخزين الذكريات في خلايا غير عصبية.
التعديلات الجينية: تغيّرات على مستوى التعبير الجيني نتيجة إدخال عضو جديد.
التفاعلات الطاقية: تأثير الحقل الكهرومغناطيسي للقلب الجديد على الجسم.
شبكة القلب العصبية: دور معقد لشبكة عصبية داخل القلب تتواصل مع الدماغ.
الأبحاث مستمرة
على الرغم من هذه الفرضيات، لم يتم التوصل إلى آلية واضحة لشرح التغيّرات التي يبلغ عنها المرضى. يرى العلماء أن العوامل النفسية والجسدية للعملية، إلى جانب الأدوية المستخدمة، قد تكون عوامل مؤثرة.
خلصت دراسة عام 2024 إلى أن هذه الظاهرة تستحق مزيدًا من البحث لفهم العلاقة بين الدماغ والقلب وتأثيرها على الهوية البشرية، ما قد يسهم في تحسين رعاية المرضى وإلقاء الضوء على أسس جديدة للعلم والوجود الإنساني.