تجدد الصراع العرقي.. فرار الآلاف من دارفور إلى التشاد


يشهد إقليم دارفور السوداني اعمال عنف على أساس عرقي ما دفع الآلاف الى الفرار نحو المناطق الحدودية في خضم استمرار القتال بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني.

وقال أشخاص فروا إلى تشاد إن عمليات القتل ذات الدوافع العرقية زادت في ولاية غرب دارفور بالرغم من جهود قوات الدعم لإحلال السلام مع سيطرتها على القاعدة العسكرية الرئيسية في الجنينة عاصمة الولاية.

وشاهد صحفيون أمس الثلاثاء مجموعة من الرجال يعبرون من دارفور إلى تشاد عند منطقة أدري على بعد نحو 27 كيلومترا غربي الجنينة. وقال ثلاثة من الرجال الفارين إنهم رأوا عمليات قتل استهدفت جماعة المساليت العرقية في أردمتا. وهي منطقة نائية في الجنينة تضم قاعدة للجيش ومخيما للنازحين.
وكانت تقارير اعلامية قد ذكرت في وقت سابق وجود عمليات تطهير عرقي تقوم بها قبائل عربية لكن الأخيرة نفت علانية اشتراكهم في عمليات التطهير العرقي في الجنينة. بينما قالت قوات الدعم السريع في وقت سابق إنها لم تشارك فيما وصفته بالصراع القبلي.
وقال وسطاء أمس الثلاثاء إن الأطراف المتحاربة اتفقت خلال محادثات في جدة على تسهيل توصيل المساعدات وإجراءات بناء الثقة. لكن جهود وقف لإطلاق النار تبوء بالفشل حتى الآن.

وقال نبيل مكسيا، الذي يعمل ممرضا. إن الهجوم على قاعدة الجيش في أردمتا بدأ أوائل الأسبوع الماضي وصاحبه قصف شديد قبل ان يخير الرحيل نحو التشاد.
وقال جندي بالجيش فر من قاعدة أردمتا إن هجوما بطائرات مسيرة دمر الأنظمة الدفاعية في القاعدة في وقت مبكر من يوم الجمعة.
وأضاف الجندي الذي طلب عدم نشر اسمه أن القادة العسكريين غادروا القاعدة بحلول صباح يوم السبت.

عمليات قتل ممنهجة

ومع انسحاب قوات الجيش من القاعدة. جمَّع زعماء المجتمعات المحلية في أردمتا الأسلحة التي كانوا يستخدمونها للدفاع عن أنفسهم في محاولة لتأمين ممر آمن للمدنيين. حسبما قال مكسيا وشرف الدين آدم وهو لاجئ آخر من المدنيين وصل إلى تشاد.
وقال آدم إن السكان الذين تمكنوا من الوصول إلى مركبات .وعربات فروا مضيفا أنه رأى عشرات الجثث لمدنيين ملقاة في الشوارع. كما تعرض أفراد آخرون للضرب والجلد.

وتقول المنظمة الدولية للهجرة إن الصراع في السودان تسبب في أزمة إنسانية كبيرة ونزوح أكثر من ستة ملايين. مضيفة أن أكثر من 500 ألف شخص عبروا الحدود إلى تشاد. معظمهم من غرب دارفور.
أما منظمة أطباء بلا حدود الخيرية فتقول إن عدد اللاجئين الذين وصلوا إلى تشاد ارتفع بشدة في الأيام الثلاثة الأولى من نوفمبر/تشرين الثاني ليصل إلى 7000. وأضافت أن معظم اللاجئين كانوا من النساء والأطفال. الذين تحدث العديد منهم عن أعمال عنف واسعة النطاق ضد المدنيين.
وقالت قوات حرس الحدود في تشاد إ.ن العدد اليومي للفارين من غرب دارفور ارتفع إلى 3146 يوم السبت. وقال مسؤولون بالأمم المتحدة في تشاد إنه كان من المتوقع أن يعبر آلاف آخرون الحدود.

وقالت سارة آدم إدريس (30 عاما) إن زوجها وإخوتها ورجالا آخرين في عائلتها فُقدوا بعد الهجوم. وأضافت أن منفذي الهجوم داهموا مخيم النازحين في أردمتا صباح يوم الأحد. وذكرت أنه على الرغم من محاولة زعماء القبائل الحصول على ضمانات لتوفير ممر آمن. فقد شهد المخيم احراق المنازل ونهبها وقتل الرجال.
وقال الجندي الذي فضل عدم ذكر اسمه إنه عندما وصل إلى الحدود مع تشاد تظاهر بأنه مدني وأنكر أنه من المساليت من أجل المرور.
ووصف توبي هاروارد، وهو مسؤول كبير في الأمم المتحدة معني بالوضع في دارفور. التقارير والصور الواردة من أردمتا بأنها “مقززة”. وطلب في منشور على منصة إكس (تويتر سابقا) من المسؤولين حماية المدنيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إليهم دون قيود.

Exit mobile version