سياسة

تاريخ طويل من العلاقات الإسرائيلية التركية… التفاصيل


عدة فترات صعود وهبوط مرت العلاقة بين تركيا وإسرائيل منذ إضفاء الطابع الرسمي على العلاقات بين البلدين في عام 1949.

وكانت تركيا من أوائل الدول التي اعترفت بإسرائيل في عام 1949. وافتتحت أول بعثة دبلوماسية لتركيا في إسرائيل رسميًا في 7 يناير 1950 وأول رئيس للبعثة التركية، كان سيف الله إيسن، وفقا لوثائق الخارجية التركية.

ونتيجة للتطورات الإيجابية في العلاقات الثنائية، تمت ترقية البعثة التركية في تل أبيب إلى مستوى “مفوض” في يوليو 1963 ورفعها إلى مستوى “سفارة” اعتبارًا من يناير 1980.

وعند قيام إسرائيل بضم القدس الشرقية وإعلانها عاصمة أبدية لم ينقطع التعاون الدبلوماسي لكن تم خفض التمثيل إلى مستوى “سكرتير ثان” في 30 نوفمبر 1980.

وأتاح المناخ الإيجابي لعملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية في أوائل التسعينيات من القرن الماضي رفع العلاقات الدبلوماسية مرة أخرى إلى مستوى السفراء. وقدم السفير التركي أوراق اعتماده آنذاك إلى الرئيس حاييم هرتسوغ، في 23 مارس 1992، في تل أبيب.

وفي انتخابات عام 2002 في تركيا، حقق حزب العدالة والتنمية، فوزًا ساحقًا. وزار رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان إسرائيل في عام 2005 عارضا أن يكون وسيطا للسلام في الشرق الأوسط ويتطلع إلى بناء علاقات تجارية وعسكرية.

واصطحب أردوغان معه مجموعة كبيرة من رجال الأعمال في رحلته التي استغرقت يومين. والتي تضمنت محادثات مع رئيس الوزراء أرييل شارون والرئيس موشيه كاتساف.

كما وضع أردوغان إكليلاً من الزهور على النصب التذكاري للهولوكوست، ياد فاشيم. وقال أردوغان لشارون إن حزبه العدالة والتنمية يعتبر معاداة السامية باعتبارها “جريمة ضد الإنسانية”. وأضاف أن طموحات إيران النووية تشكل تهديدا ليس فقط لإسرائيل ولكن “للعالم بأسره”.

أبرز محطات التعاون العسكري  

وشهد التعاون العسكري بين البلدين تعاونا مطردا أسفر عن تحديث طائرات فانتوم إف-4 وإف-5 التركية، وتحديث 170 دبابة من دبابات إم60 إيه1 التركية. إضافة إلى صفقة صواريخ صواريخ بوب آي 1 وبوب آي2.

ونصت اتفاقية بين البلدين على تبادل الطيارين 8 مرات سنويا. بما سمح للطيارين الإسرائيليين بممارسة “التحليق بعيد المدى فوق الأراضي الجبلية” في ميدان نيران قونية التركي. ويسمح للطيارين الأتراك بالتدريب في ميدان الرماية بالكمبيوتر الإسرائيلي في مطار نيفاتيم.

وأجرى الأسطولان مناورات عروس البحر الآمنة وشاركت فيها الولايات المتحدة أيضًا في يناير 1998.

لكن العلاقات توترت بينمها، وفي سبتمبر 2011 ، تم تعليق الاتفاقات العسكرية بين تركيا وإسرائيل. حيث جمدت تركيا 16 عقدا دفاع بقيمة مليارات الدولارات منذ مارس 2010.

كما علقت تركيا صفقة بقيمة 5 مليارات دولار لشراء 1000 دبابة من طراز ميركافا إم كيه3. كما ألغت تركيا عطاء إسرائيل في تركيب نظام الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية آرو-22 التابع لشركة صناعات الفضاء الإسرائيلية بقيمة 2 مليار دولار. مع السماح للشركات الأمريكية والأوروبية والصينية فقط لتقديم عطاءاتها

بداية جديدة مع إسرائيل

لكن العام الماضي شهد تكثيف تركيا جهودها لاستعادة العلاقات مع العديد من جيرانها الإقليميين، ووفقا لتحليل معهد واشنطن، كان تولي إدارة بايدن الحكم في واشنطن. والمخاوف بشأن النشاط الإقليمي الإيراني حافزاً لهذا التحول في السياسة الخارجية التركية.

كما دفعت الأزمة الاقتصادية المتصاعدة أنقرة الى تحسين علاقاتها مع بعض الدول العربية وإسرائيل، بغية تعزيز العلاقات الاقتصادية الإقليمية بشكل أفضل.

ويرى التقرير، الذي أعده جلال سلمي، أن تبني إدارة بايدن نهجًا أكثر إنصافًا. وتوازنًا تجاه القضية الإسرائيلية الفلسطينية إلى جانب الانتخابات الإسرئيلة التي أجريت في آذار 2021.

والتي أنهت حكم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي دام 12 عامًا. وأتت بحكومة ائتلافية أكثر اعتدالاً، أرضية مناسبة لتركيا لإصلاح علاقاتها مع إسرائيل بعدما أكدت التزامها بقيام دولة فلسطينية.

وأوضح التقرير أن التعاون بين البلدين قد يسهل تحقيق مشاريع بديلة من شأنها خفض حاجة تركيا للغاز واعتماد أوروبا على روسيا في مجال الطاقة.

وأشار التقرير إلى أنه “تركيا وإسرائيل، لديهما مصالح واسعة في إقامة نظام أمنى يهدف إلى استقرار المنطقة ويعمل على مواجهة الحركات الإرهابية. وتحقيق نوع من توازن القوى أمام تنامي النفوذ الإيراني في سوريا. وتخفيف مستوى الدعم الإسرائيلي للحركات الكردية الانفصالية في شمال العراق”.

 وأضاف: “بناء على ذلك، ستمهد الخطوات التي اتخذها البلدان الطريق لتركيا للانضمام . إلى المحور الأمني المدعوم من الولايات المتحدة في شرق البحر الأبيض المتوسط على المدى المتوسط. وهنا ستحظى أنقرة بدعم الدول الغربية، خاصة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

وأبرز مجالات التعاون المحتملة بين تركيا وإسرائيل عقب استعادة العلاقات بين البلدين ستأتي في مجالات مثل التجارة وتبادل المعلومات الاستخباراتية والتعاون في مجال الطاقة والدفاع.

والعلاقات في مجال الدفاع بين إسرائيل وتركيا ليست بالجديدة، ففي عام 2007، ناقشت إسرائيل وتركيا بيع أقمار صناعية إسرائيلية وأنظمة الدفاع الجوي الصاروخية آرو لتركيا لتحديث القدرات العسكرية والاستخباراتية التركية.

كما ساعدت شركات الدفاع الإسرائيلية في تحديث أسطول مقاتلات فانتوم إف-4 التركية. كما تضمنت الاتفاقات التعاون الجوي والبحري والبرية والاستخباراتي وتصنيع الطائرات والأسلحة والصواريخ والزيارات العسكرية المتبادلة والتدريب والمناورات وإرسال مراقبين للإشراف على التدريبات العسكرية، وتبادل زيارات لقادة الأركان.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى