سياسة

تأثير دعم حزب الله وحماس على هدنة غزة: ما هو الوعد؟


دعم أبداه حزب الله اللبناني لموقف حماس بمفاوضات هدنة غزة متعهدا بأن ينهي التوصل لاتفاق بين الحركة وإسرائيل هجماته من جنوب لبنان.

واليوم الأربعاء، أعرب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله عن دعمه موقف حركة حماس في المفاوضات الجارية مع إسرائيل بشأن وقف إطلاق النار في غزة.

وأوضح نصر الله أن التوصل الى اتفاق ينهي فوراً هجمات حزبه من جنوب لبنان.

وأولت وسائل إعلام إسرائيلية أهمية لإعلان نصر الله الالتزام بوقف إطلاق نار في حال التوصل إليه في غزة.

ولم تعلق إسرائيل رسميا على القرار، ولكن بقي السؤال إلى أي مدى يمكن أن تساهم هذه التصريحات في تعزيز فرص الاتفاق؟.

وتزامنت التصريحات مع لقاء رباعي عقد في الدوحة بمشاركة رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز، ورئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، ورئيس “الموساد ” الإسرائيلي دافيد بارنياع، ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن: “هناك عدة نقاط خلاف بين إسرائيل ومنظمة حماس، بما في ذلك آلية إنهاء الحرب، وعدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم وحق النقض الإسرائيلي على هويتهم، وإخلاء ممر فيلادلفيا ومعبر رفح وتوقيت بدء إعادة إعمار قطاع غزة”.

وأضافت: ” كان الهدف من اللقاء الرباعي في قطر هو صياغة حلول لهذه القضايا، حيث تسعى إسرائيل إلى إطلاق سراح أكبر عدد ممكن من المختطفين الأحياء الذين يستوفون تعريف الإفراج الإنساني”.

وأشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن مجلس الوزراء الأمني السياسي الإسرائيلي سيجتمع غدا ومن المتوقع أن يطالب الوزراء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بإجراء مناقشة حول ما ستقدمه إسرائيل في إطار صفقة المختطفين وتقديم رد حماس”.

توقعات بلا ضمانات

ثمة توقعات بأن تصريحات نصر الله ستؤثر على الموقف الإسرائيلي ولكن ليس ثمة ضمانات بأنها ستؤدي فعلا إلى اتفاق.

وقال فراس ياغي، المحلل السياسي الفلسطيني: “أعتقد أن تداعيات تصريحات نصر الله اليوم في حديثه حول وقف إطلاق النار في الجبهة الشمالية في حال تم التوافق على وقف إطلاق النار في قطاع غزة، سيكون له انعكاسات على صعيد الرأي العام الإسرائيلي خاصة مع تصاعد ما يحدث في جبهة الشمال”.

وأضاف أن الانعكاسات ستكون “في سياق الضغوطات على نتنياهو وإشارة إلى الرأي العام الإسرائيلي بأن المعطل في وقف إطلاق النار في الحدود الإسرائيلية -اللبنانية وليس فقط في غزة هو رئيس الوزراء نتنياهو ومواقفه”.

وتابع: “لذلك هذا سيعطي فرصة للوسيط الأمريكي ليضغط أكثر لأن واشنطن كانت تأمل دائما أن وقف إطلاق النار في غزة سيؤدي إلى وقف إطلاق نار في الجبهة الشمالية ثم الذهاب إلى مبادرة دبلوماسية بين الجانبين الإسرائيلي واللبناني”.

واعتبر ياغي أنه “لا توجد أعذار لدى نتنياهو ليحاول أن يناور، فكل ما يحاول القيام به من مماطلة وعدم الذهاب إلى صفقة لوقف إطلاق النار الآن تتم محاصرته حتى في جبهة الشمال”.

وتساءل “هل يؤدي هذا بنتنياهو إلى الذهاب باتجاه وقف إطلاق النار؟”، مضيفا: “من المعروف أن نتنياهو يكذب كثيرا ولا ينظر إلى أي ضغوطات بقدر ما ينظر إلى مستقبله الشخصي وحكومته”.

ضغوطات إضافية

ووفق الخبير ذاته، فإن “هذه التصريحات ستزيد من الضغوطات على نتنياهو محليا وإقليميا ودوليا وحتى من قبل الجيش والمستوى الأمني”.

وأوضح أن “الجيش والمستوى الأمني يرون أن صفقة وقف إطلاق النار هي فرصة قد لا تتكرر وستنعكس على الجبهة الشمالية مما يعطي المجال للجانب الأمريكي لإيجاد ترتيبات أمنية بين الطرفين مما يؤكد أن لبنان وتحديدا نصر الله لا يريد الذهاب إلى حرب شاملة مع الجانب الإسرائيلي”.

من جانبه،  اعتبر المحلل السياسي وديع أبو نصار أنه “يتوجب النظر إلى ما يجري من اتصالات وتصريحات من 3 زوايا عند الحديث عن فرص التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار”.

وقال أبو نصار: “أولا، نحن لا نتحدث عن لاعبين وهما إسرائيل وحماس وإنما نتحدث عن لعبة متعددة اللاعبين”.

وأوضح أن “هناك إسرائيل وحماس وحزب الله وواشنطن وأطراف إقليمية وحتى في حماس هناك عدة اتجاهات وفي إسرائيل اتجاهات كثيرة سواء نتنياهو وأطراف في حكومته مؤيدة وأخرى معارضة وهناك المعارضة وعائلات الرهائن وهناك الجيش والمخابرات”.

وأشار في هذا السياق إلى أنه “لو كان الحديث عن إسرائيل كحكومة واحدة وحماس كحركة واحدة بدون تدخلات لكان بالإمكان التكهن بفرص الاتفاق ولكننا نتحدث عن لاعبين كثيرين وهذا قد يعقد الموقف”.

وأضاف: “ثانيا، نحن نتحدث عن مصالح متناقضة وليس فقط متباعدة، فحماس تريد وقف الحرب بينما نتنياهو يريد استمرار الحرب من أجل ضمان بقائه السياسي وبقاء حكومته”.

ولفت إلى أن “الإشكالية الأكبر تكمن في أنه لا يوجد ضامن حقيقي للاتفاق في حال التوصل إليه، فهل الولايات المتحدة قادرة أو لديها الإرادة لضمان الاتفاق؟ الجواب على السؤال يبرز صعوبة الموقف”.

و”ثالثا”، يتابع الخبير، “نحن نتحدث عن صفقة مركبة ومعقدة فيها الكثير من الجوانب مثل الأسرى ووقف إطلاق النار وانسحاب القوات وعودة النازحين والتواجد على الحدود وفي داخل القطاع ومرحلة ما بعد الحرب من حيث إعادة الإعمار وغيرها وأيضا من يحكم غزة بعد انتهاء الحرب”.

وخلص إلى أن “الأمور معقدة جدا، وعندما تكون على هذا الحال فإنه من الصعب جدا التفاؤل بحل حقيقي”.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى