بين التجاهل والخوف: كيف ينظر الإيرانيون لتهديدات الحرب مع إسرائيل؟


تتباين مشاعر الإيرانيين تجاه تهديد إسرائيل بالرد عسكريا على الضربة الصاروخية بين التجاهل والخوف من سيناريوهات كارثية، لا سيما وأن بلادهم تئن تحت وطأة أزمة اقتصادية يدفعون ثمنها بسبب العقوبات الغربية والأميركية المفروضة عليها.

وفي سائر أنحاء العاصمة الإيرانية، حافظت الشوارع على زحمتها المرورية المعتادة بينما قصدت الأسر الحدائق مع بدء عطلة نهاية الأسبوع.

وانشغل رواد مقاه بدردشاتهم وغاب عنهم القلق من احتمال تنفيذ إسرائيل وعيدها بمهاجمة عدوتها اللدودة إيران.

وقالت إلهام، ربة المنزل البالغة 42 عاما والتي طلبت أن يتم ذكر اسمها الأول فقط “لست قلقة على الإطلاق”.

وأضافت بينما كانت تسير مع زوجها وابنتها في ساحة ولي عصر المزدحمة في طهران “إذا ضربتنا إسرائيل فسنصبح شهداء”.

وأطلقت إيران في الأول من الشهر الجاري نحو 200 صاروخ على إسرائيل ردا على اغتيال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية والأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله إضافة إلى جنرال في الحرس الثوري الإيراني.

وتوعّدت إسرائيل منذ ذلك الحين بردّ “فتاك ودقيق ومفاجئ”، وفق تصريح لوزير الدفاع يوآف غالانت الأربعاء.

وقال حامد الطالب الجامعي الذي يبلغ 29 عاما “لا أعتقد أننا حاليا في وضع تسعى فيه الدولتان إلى حرب مباشرة شاملة”، مضيفا أن عواقبها الاقتصادية والعسكرية ستكون وخيمة على البلدين.

وهجوم الأول من أكتوبر/تشرين الأول على إسرائيل هو الثاني المباشر من إيران على الدولة العبرية بعد هجوم أول بصواريخ وطائرات مسيرة أتى ردا على غارة نسبت إلى تل أبيب واستهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق، بينما تصدت الدفاع الجوية الإسرائيلية لمعظم الصواريخ التي أطلقتها طهران.

وحذرت إيران من أنّ أيّ هجوم إسرائيلي على “بنيتها التحتية” من شأنه أن يستدعي “ردا أقوى”. وأعلن البيت الأبيض الأربعاء أنّ الرئيس جو بايدن ورئيس الوزراء بنيامين نتانياهو اتفقا خلال اتصال هاتفي على “البقاء على اتصال وثيق خلال الأيام المقبلة” بشأن الردّ الإسرائيلي المتوقع.

وفي ميدان ولي عصر، حيث رفرفت الأعلام الفلسطينية وكذلك علم حزب الله اللبناني المتحالف مع طهران، أعرب البعض عن قلقهم بشأن ضربة إسرائيلية محتملة.

وقال الأستاذ الجامعي إيراج البالغ 40 عاما “نحن قلقون بالطبع بشأن أمننا”، مضيفا “لا نريد أن تدخل إيران حالة حرب حرجة أو أن يمتد الصراع إلى هذا البلد”.

وأعربت ليلي المدرسة البالغة 55 عاما والتي وصلت إلى طهران اليوم الخميس، عن مخاوف مماثلة، مضيفة “كنت أفكر في أن صاروخا قد يسقط عليّ في أيّ ثانية”.

Exit mobile version