بلينكن: أرى فرص اندماج إقليمي لإسرائيل بمجرد تجاوز حرب غزة
بحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم الثلاثاء مع زعماء إسرائيليين من بينهم الرئيس إسحق هرتسوغ الجهود للحيلولة دون تحول الحرب في قطاع غزة إلى صراع إقليمي في الوقت الذي أعلن فيه الجيش الإسرائيلي أن قتاله حركة حماس سيستمر طوال العام وسط توقعات بأن ينقل الوزير الاميركي للقادة الاسرائيليين نتائج اجتماعاته بقادة عرب.
من جانبه قال رئيس إسرائيل إنه “لا يوجد ما هو أكثر وحشية وسخافة” من الدعوى المرفوعة أمام محكمة العدل الدولية وتتهم إسرائيل بارتكاب أعمال إبادة جماعية ضد الفلسطينيين خلال حرب غزة.
وانتقد بقوة جنوب أفريقيا بسبب إقامتها للدعوى التي من المقرر أن تبدأ جلسات الاستماع الخاصة بها يوم الخميس. وقدم الشكر لواشنطن على دعمها لإسرائيل.
وقد أبلغ وزير الخارجية الأميركي إسرائيل بأنه يرى فرصا أمامها لبناء علاقات أوثق في المنطقة بعد أزمة غزة.
وقال في اجتماع بثه التلفزيون مع الوزير الإسرائيلي يسرائيل كاتس “أعلم بجهودكم الخاصة، على مدى سنوات عديدة، لبناء قدر أكبر من التواصل والاندماج في الشرق الأوسط، وأعتقد أن هناك بالفعل فرصا حقيقية”.
وتابع “لكن علينا أن نتجاوز هذه اللحظة الصعبة للغاية ونتأكد من أن السابع من أكتوبر/تشرين الاول لن يتكرر مرة أخرى، وأن نعمل على بناء مستقبل مختلف وأفضل بكثير”، في إشارة إلى هجوم حماس.
ووصل بلينكن إلى تل أبيب في وقت متأخر من مساء أمس الاثنين لإطلاع المسؤولين الإسرائيليين على محادثاته التي استمرت يومين مع زعماء عرب بشأن إنهاء الحرب .التي اندلعت عقب هجوم مسلحي حركة حماس على إسرائيل والذي تقول تل أبيب .إنه أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وقال الوزير الأميركي إنه سيضغط على حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو .”بشأن الضرورة الملحة لبذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين .وللتأكد من وصول المساعدات الإنسانية إلى من يحتاجون إليها”.
وأدى الهجوم الإسرائيلي إلى مقتل أكثر من 23 ألف فلسطيني .وتدمير جزء كبير من قطاع غزة وتشريد معظم السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، مما فاقم الأزمة الإنسانية.
وفي علامة أخرى على اتساع نطاق الحرب. قتلت إسرائيل قائدا كبيرا في حزب الله، حليف حماس، في جنوب لبنان أمس الاثنين، وفق مصادر مطلعة على عمليات الجماعة.
وقالت المصادر إن إسرائيل تنفذ. أيضا موجة غير مسبوقة من الضربات القاتلة في سوريا تستهدف شاحنات بضائع وبنية تحتية وأشخاصا مشاركين في نقل أسلحة إيرانية إلى وكلاء طهران في المنطقة.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت لصحيفة وول ستريت جورنال .إن بلاده عازمة على إنهاء حكم حماس لغزة وردع الخصوم الآخرين المدعومين من إيران.
وتعهد نتنياهو بمواصلة الحملة لحين تدمير حماس. لكنه يتعرض لضغوط متزايدة من الولايات المتحدة، أقرب حليف لبلاده، ومن الزعماء العرب لتقليص الهجوم.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه يعمل “بهدوء”. على تشجيع إسرائيل على تخفيف هجماتها و”الخروج بشكل كبير من غزة”. وواجه بايدن أمس الاثنين محتجين يهتفون .”أوقف إطلاق النار الآن” في أثناء زيارته لكنيسة تاريخية للسود في ساوث كارولاينا.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن العملية تدخل مرحلة جديدة من الحرب الأكثر استهدافا، لكن القتال لم يهدأ أمس الاثنين.
وذكر الأميرال دانيال هاغاري المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن .”مزيجا مختلفا من القوات” يلاحق مقاتلي حماس في الشمال. بينما يشهد وسط غزة وأنحاء مدينة خان يونس الجنوبية “نشاطا عملياتيا مكثفا”.
وقال “نخوض معارك صعبة في الوسط والجنوب”. وأضاف أن “القتال سيستمر طوال عام 2024”.
وقال بلينكن إنه يتعين على إسرائيل أن تسمح للمدنيين الفلسطينيين النازحين .بالعودة إلى ديارهم في غزة. وذلك ردا على دعوات أعضاء يمينيين في الائتلاف الحاكم في إسرائيل لهم بالانتقال إلى مكان آخر.
وأفاد موقع أكسيوس نقلا عن اثنين من كبار المسؤولين الإسرائيليين بأن القادة الإسرائيليين سيبلغون بلينكن بأنهم لن يسمحوا للفلسطينيين من شمال غزة بالعودة إذا رفضت حماس إطلاق سراح المزيد من الرهائن الإسرائيليين الذين احتجزتهم في السابع من أكتوبر/تشرين الأول. وتقول إسرائيل إن حماس لا تزال تحتجز أكثر من 100 رهينة من بين 240 أسرتهم في هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وقال سكان إن إسرائيل قصفت الجزء الشرقي من خان يونس ووسط قطاع غزة وسط اشتباكات برية. وأعلنت إسرائيل مقتل 5 جنود في المعارك البرية بقطاع غزة ليرتفع العدد خلال 24 ساعة إلى 9.
كما قالت إسرائيل إنها قصفت مخبأ للأسلحة واكتشفت فتحة نفق في وسط غزة وقتلت ما لا يقل عن عشرة مقاتلين نشطين في خان يونس.
وقالت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس إن مقاتليها أطلقوا صواريخ على تل أبيب ردا على ما أسمته “المجازر الصهيونية بحق المدنيين”.
وتوجه بلينكن إلى تل أبيب بعد محادثات في الإمارات .والسعودية لمحاولة رسم طريق للخروج من الفصل الأكثر دموية على الإطلاق في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود. وهذه هي زيارته الرابعة إلى المنطقة منذ أكتوبر تشرين الأول.
وفي حديثه للصحفيين بعد لقائه بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مدينة العلا السعودية، قال بلينكن. إنه لا يزال يجد الدعم بين الزعماء العرب لهدف إسرائيل المتمثل في تطبيع العلاقات.
لكن الوزير الاميركي، الذي أجرى محادثات في الأردن وقطر يوم الأحد. قال إن ذلك “يتطلب إنهاء الصراع في غزة ومسارا عمليا لقيام دولة فلسطينية”.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن ولي العهد شدد على أهمية وقف الأعمال العدائية .وتمهيد طريق للسلام.
وقالت الوكالة الرسمية إن الأمير محمد. الذي كان يقود قبل اندلاع الحرب تقاربا بين بلاده وإسرائيل، أكد ضرورة ضمان الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وتتهم إسرائيل حماس بالعمل بين المدنيين. وتقول إنها تخوض معركة من أجل بقائها. وتنفي حماس، التي تتعهد بتدمير إسرائيل، ذلك. ويقول مسؤولو الصحة في غزة إن الهجوم الإسرائيلي أدى حتى الآن إلى مقتل 23084 فلسطينيا.
وقال العاهل الأردني الملك عبدالله أمس الاثنين إن “العدوان والقصف العشوائيين” .لا يمكن أن يحققا السلام والأمن على الإطلاق.
وفي تصريحات ألقاها عند النصب التذكاري للإبادة الجماعية في كيجالي برواندا. قال العاهل الأردني “لقد تجاوز عدد الضحايا الأطفال في غزة عدد الضحايا من الأطفال في كل الصراعات. والحروب التي شهدها العالم خلال العام الماضي مجتمعة. وفقد العديد من الأطفال الناجين أحد والديهم أو كلاهما. أمامنا جيل كامل من الأيتام”.
وأسقطت منشورات على وسط غزة تنذر فيها السكان بإخلاء عدة مناطق قالت إنها .”مناطق قتال خطيرة”. وقالت حماس إن قناصا قتل جنديا إسرائيليا في وسط غزة.
وفر جميع سكان غزة تقريبا من منازلهم مرة واحدة على الأقل. ولا يزال العديد منهم يتنقلون، ويلجأون في كثير من الأحيان إلى خيام مؤقتة.
وبالنسبة لعزيزة عباس (57 عاما) التي تخيم بالقرب من الحدود الجنوبية مع مصر. لم يكن هناك مكان آخر تذهب إليه .بعد ما قالت إنه قصف حول مدرسة لجأت إليها بعد أن غادرت منزلها في الشمال.
وقالت “قد يقتلوننا هنا. هذا لا يهمهم.” وأضافت أنها لا تريد مغادرة غزة إلى مصر التي أغلقت الحدود خوفا من نزوح جماعي.
وحث رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الثلاثاء الدول الإسلامية .على “دعم المقاومة بالسلاح” مع استمرار الحرب مع إسرائيل في قطاع غزة.
وقال هنية في كلمة له أمام مؤتمر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين. “دور الأمة وعلمائها دور كبير على محور دعم المقاومة. ونرى أن دول العالم تصب السلاح إلى الاحتلال عبر جسور جوية وحاملات طائرات. وآن الأوان لدعم المقاومة بالسلاح. لأن هذه معركة الأقصى. وليست معركة الشعب الفلسطيني وحده”.
من جانب اخر افاد رئيس المكتب السياسي لحماس إن إسرائيل “فشلت في تحقيق أي من أهدافها” في الحرب على قطاع غزة. رغم “التدمير وحرب الإبادة” قائلا ان “الأهداف المعلنة للحرب على غزة هي القضاء على حركة حماس واسترداد الأسرى. وتنفيذ خطة التهجير، وإن العدو رغم التدمير والمجازر وحرب الإبادة، فشل في تحقيق أي هدف من أهدافه”.
وأردف “بعد 100 يوم فشلت الاستخبارات الصهيونية وحليفتها الغربية .(في إشارة إلى الولايات المتحدة) وطائرات مسيرة تحلق فوق غزة. في تحرير أسير واحد على قيد الحياة من قطاع غزة”.
وتقدر إسرائيل وجود حوالي “137 رهينة ما زالوا .محتجزين في قطاع غزة”، وفق تقارير إعلامية متطابقة، وتصريحات مسؤولين إسرائيليين.
وزاد “الطريقة الوحيدة لخروج الأسرى الصهاينة أحياء من غزة. هي الإفراج عن كل أسرانا في سجون الاحتلال”.
وبخصوص ما يحدث في الضفة الغربية قال إن “ما يجري فيها خطير وكبير. والعدو ينكل بأهلها وقد ارتقى قرابة 350 شهيدا منذ بداية عملية طوفان الأقصى “.
وبحسب معطيات فلسطينية رسمية. ارتفع عدد القتلى الفلسطينيين بالضفة الغربية إلى 340 منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الاول.
وعن هدف التهجير مضى هنية قائلا: “سقط الهدف بفعل صمود شعبنا .وانغراسه في أرضنا فقد دخل أهل غزة العالقين خارجها إليها، ولم يخرج سكانها خارجها (أثناء الحرب)”.
أما عن خسائر إسرائيل في الحرب، قال هنية إنها “تحدث يومياً على يد أبطال المقاومة. وهي أكبر بكثير مما يعلن عنه الاحتلال”.
وتابع “جبهة المقاومة في غزة قوية متماسكة واعدة ولديها نفس استراتيجي طويل. وقيادة وتحكم وسيطرة، وهذا مبعث فخر لكل أبناء الأمة وأحرار العالم”.
ووجه كلامه للحاضرين قائلا: “السادة العلماء يمكن أن يشكلوا فرقا ووفودا ويزوروا المسؤولين في دولهم وحتى يمكنهم تشكيل وفود لزيارة العديد من الدول. للحديث حول فلسطين والقدس وضرورة وقف العدوان على غزة”.
ودعا هنية الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين لإصدار رسالة خاصة إلى أهل غزة. تضمد جراحهم، وتساند مُجاهديهم. وتؤكد لهم التزامات علماء الأمة تجاههم، مجددا الدعوة لدعم صمود أهل غزة بكافة الوسائل الطرق”.