سياسة

بعد 10 سنوات من القطيعة.. التطبيع بين دمشق والرياض يعيد الحجاج السوريين إلى مكة


 يسافر آلاف الحجاج السوريين من المناطق التي تسيطر عليها حكومة الرئيس بشار الأسد إلى السعودية مباشرة لأداء الفريضة لأول مرة منذ أكثر من عشر سنوات، فيما يأتي هذا التطوّر ليعزز المصالحة بين الرياض ودمشق بعد عودة الأخيرة إلى الجامعة العربية تتويجا لجهود دبلوماسية عربية قادتها المملكة ضمن مساعيها لفكّ عزلة النظام السوري.

 

وألقت السعودية بثقلها الإقليمي لإعادة سوريا إلى الحضن العربي، فيما أنهت قمة الجامعة العربية التي احتضنتها جدة في مايو/أيار 2023 والتي حضرها الأسد بدعوة رسمية من الرياض نحو 12 عاما من شغور مقعد دمشق.

وفتح المدّ التضامني إثر الزلزال الذي ضرب شمال سوريا وتركيا في فبراير/شباط 2023 وأسفر عن آلاف القتلى السوريين، الباب واسعا أمام عودة مياه العلاقات بين دمشق وعديد الدول العربية إلى مجاريها.

وقطعت الرياض العلاقات مع الأسد بعد اندلاع الصراع السوري عام 2011 ودعمت شخصيات معارضة له، بما شمل منح المعارضة السورية الآلاف من تأشيرات الحج لتوزيعها على سوريين في لبنان والأردن ومصر وتركيا.

لكن المملكة أعادت العلاقات مع الأسد العام الماضي وعينت في مايو/أيار أول سفير في سوريا منذ قطع العلاقات كما عادت الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين، مما سمح للحجاج بالتوجه مباشرة من دمشق إلى جدة لأداء الفريضة.

وقالت الحاجة برلنتا الدمشقية (84 عاما) وهي من سكان دمشق إنها في غاية السعادة وما زالت غير مصدقة أنها ستؤدي فريضة الحج.

وبينما تمكن بعض السوريين الذين يعيشون في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة من أداء فريضة الحج في السنوات الماضية عبر رحلات جوية طويلة تتوقف في دول أخرى، فقد ثبت أن مثل هذه الرحلات الطويلة شاقة للغاية لا سيما بالنسبة لكبار السن.

وقالت هدى أبوشعر عن مشاعرها لدى معرفة نبأ عودة الرحلات الجوية المباشرة قائلة “بصراحة وقت سمعت الخبر كتير كانت فرحة كبيرة لنا ولسوريا كلها كانت فرحة كبيرة. ليه؟ لأن فيه ناس كتير كبيرة عندنا بسوريا مشتهيين (متمنين) هاي الطلعة، نحنا ظلينا 12 سنة تقريبا ما عندنا حج”.

وحضرت هدى حقيبتها بعناية، بما في ذلك ورقة بها قائمة طويلة بالدعوات التي طلب منها أقاربها الدعاء بها لهم في مكة.

وقال الحاج حسن المجبر من حلب “الشعور ما طبيعي يعني عندي الوالدة هي يا اللي تريد أن تذهب يعني بعد 13 سنة هي بدها تطلع، هي غالية بس على الغالي (الحج) ليست غالية، الحمد لله فيه أموال والحمد لله تيسرت الأمور”.

وقال باسم منصور، مدير عام المؤسسة العامة للطيران المدني السوري، إن سبعة آلاف سوري على الأقل سافروا بالفعل إلى مكة منذ استئناف الرحلات الجوية. مضيفا “تجهيزاتنا ومطاراتنا آمنة، مهابطنا جيدة، طائراتنا بشكل جيد”.

وتعرض مطار دمشق الدولي مرارا لما يشتبه أنها ضربات جوية إسرائيلية في السنوات القليلة الماضية في إطار حملة إسرائيلية ضد منشآت سورية تقول إن إيران تستخدمها لنقل أسلحة.

وبعد 13 عاما من الحرب تأمل سوريا في الحصول على تمويلات لإعادة الإعمار، فيما يسعى الأسد إلى إيجاد منافذ لتنفيس الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها البلاد. وسط تنامي الاحتقان الاجتماعي بسبب ارتفاع الأسعار. فيما أشار آخر تقرير للبنك الدولي إلى أن أكثر من ربع السوريين يعيشون في فقر مدقع.

وأسفرت الحرب عن مقتل أكثر من نصف مليون شخص. وشرّدت ما يفوق نصف سكان سوريا داخل البلاد وخارجها كما حوّلت البلاد إلى ساحة مواجهة مفتوحة بين قوى إقليمية ودولية. 

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى