بزشكيان يعترف: حزب الله غير قادر على مواجهة إسرائيل بمفرده


أقرّ الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان اليوم بعدم قدرة حليفه حزب الله على مواجهة إسرائيل بمفرده، داعيا المجتمع الدولي إلى التحرك حتى لا يتحول لبنان إلى غزة أخرى، وسط تساؤلات عمّا إذا كانت إيران ستتخلى عن موقفها الرافض للانخراط بشكل مباشر في الصراع الدائر والاقتصار على تهديد إسرائيل والدعم الكلامي لحلفائها. 

وقال بزشكيان في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” تُرجمت من الفارسية إلى الإنكليزية “لا يمكن حزب الله أن يواجه بمفرده دولة تدافع عنها وتدعمها دول غربية والولايات المتحدة وتزودها بالإمدادات”.

ودعا المجتمع الدولي إلى “عدم السماح بأن يصبح لبنان غزة أخرى”، حيث تشن إسرائيل هجوما جويا وبريا ردا على هجوم غير مسبوق لحركة حماس الفلسطينية، حليفة ايران وحزب الله، على جنوب الدولة العبرية في السابع من تشرين الاول/أكتوبر.

ومنذ أيام عدة، انتقل مركز ثقل الجبهة من قطاع غزة إلى لبنان مع استمرار التصعيد العسكري بين حزب الله والدولة العبرية وبروز مخاوف من نشوب حرب إقليمية.

وأعلن وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض الثلاثاء ارتفاع حصيلة الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان وشرقه الاثنين إلى 558 قتيلا غالبيتهم “من العزل الآمنين”، وأكثر من 1800 جريح، في أعلى حصيلة تسجّل في يوم واحد منذ حرب 2006 بين إسرائيل وحزب الله.

وسيلقي الرئيس الايراني الجديد أول خطاب له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تبدأ أعمالها اليوم الثلاثاء في نيويورك.

واتهم بزشكيان إسرائيل الاثنين بتوسيع النزاع في الشرق الأوسط، مؤكدا أن هذا الأمر “ليس في مصلحة أحد”، مشددا على أن طهران لا تسعى إلى زعزعة استقرار المنطقة.

وخلال لقاء مع صحافيين، لم يجب بزشكيان في شكل مباشر على سؤال يتصل بمعرفة ما إذا كانت طهران سترد في صورة مباشرة على إسرائيل.

من جهته، كتب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على منصة “إكس” الإثنين أن “إيران لن تبقى لا مبالية”، مضيفا “نقف بجانب شعبي لبنان وفلسطين”.

وكان الرئيس الإيراني قد أكد في يوليو/تموز الماضي في رسالة وجهها إلى حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله دعم بلاده للجماعة اللبنانية، متهما إسرائيل بارتكاب جرائم بحق الشعب الفلسطيني والشعوب الأخرى.

ومنذ اندلاع الحرب على غزة والمواجهات بين حزب الله وإسرائيل تفادت إيران الانخراط في توسيع الصراع، بينما لم يكن ردها على القصف الإسرائيلي الذي دمّر قنصليتها في دمشق في أبريل/نيسان الماضي وأسفر عن قتل العميد زاهدي، القيادي البارز في الحرس الثوري، سوى رفع عتب.

وأكد الجيش الإسرائيلي حينها أنه أحبط الهجوم الإيراني باعتراض 99 بالمئة من الطائرات المسيّرة والصواريخ التي أطلقتها طهران.

كما لم تردّ إيران بعد على اغتيال إسرائيل لإسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خلال مراسم تنصيب بزشكيان رغم تهديدها بردّ قوي.

ويثير اقتصار طهران على الدعم الكلامي لحزب الله وحماس ورفضها الانخراط بشكل مباشر في الصراع الدائر تساؤلات عما إذا تخلت عن حلفائها مدفوعة برغبتها في حلحلة جمود مباحثات إحياء الاتفاق النووي المبرم في العام 2015 وبالتالي رفع العقوبات الغربية والأميركية التي أنهكت اقتصادها وفاقمت الاحتقان الاجتماعي.

ومنذ نحو أسبوعين قال المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي إنه “لا ضير في التراجع التكتيكي أمام العدو”، موضحا أن “التراجع قد يكون في الميدانين العسكري أو السياسي”.

وسعت إيران خلال الآونة الأخيرة للترويج لرواية مفادها أنها ترفض مخطط رئيس الوزراء الإسرائيلي لجرّها إلى الحرب.

وقال محسن رضائي، رئيس الحرس الثوري الإيراني السابق في تصريح سباق لشبكة “سي إن إن” “لقد حققنا في العواقب المحتملة ولن نسمح لنتنياهو الذي يغرق في المستنقع، بإنقاذ نفسه”، مضيفا أن “الإجراءات الإيرانية ستكون محسوبة للغاية”.

Exit mobile version