سياسة

بزشكيان في أربيل: محادثات أمنية واقتصادية لتعزيز التعاون


يبحث الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال وصوله الخميس إلى أربيل عاصمة إقليم كردستان الذي يحظى بحكم ذاتي العديد من الملفات الاقتصادية والامنية وذلك في ثاني يوم زيارته إلى العراق حيث يركّز على تعزيز العلاقات الثنائية.

واستقبل رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني الرئيس الإيراني في مطار أربيل الدولي، غداة لقاء بزشكيان مسؤولين سياسيين في بغداد. وعقد الرجلان فيما بعد اجتماعا مع رئيس وزراء الإقليم مسرور بارزاني وكذلك قوباد طالباني نائب رئيس حكومة الإقليم.
وقال نيجيرفان في مؤتمر صحفي وفق ما نقلته موقع شفق نيوز الكردي العراقي ان “العلاقات بين الاقليم وايران بأنها “تاريخية”، مجدداً التأكيد على عدم السماح في استخدام أرض كوردستان في تهديد أمن ايران.
وأضاف “تحدثنا خلال اللقاءات التي جمعتنا مع الرئيس الإيراني عن تعزيز العلاقات الثنائية وخاصة في المجال الأمني، و أكدنا أن أرض اقليم كوردستان لن تشكل تهديدا للجمهورية الإسلامية الإيرانية بأي شكل من الأشكال”.

وتابع “نعم توجد هناك بعض المشاكل ولكننا عازمون على حلها” قائلا ان “اقليم كوردستان مستعد لتعزيزات العلاقات مع إيران وعلى المستويات كافة”.
بدوره قال بزشكيان “قدمنا الى هنا لتعزيز أواصر العلاقات المشتركة مع العراق وإقليم كوردستان، و لمعالجة المشاكل التي تواجهنا”.
وأكد قوباد طالباني أن الزيارة تمثل “فرصة تاريخية” لتعزيز العلاقات بين الإقليم والجمهورية الإسلامية مؤكدا “بأنها تأكيد على استمرار وتطوير العلاقات التاريخية بين إقليم كوردستان والحكومة الايرانية التي أرساها الرئيس الراحل جلال طالباني”.
وشدد في رسالته على أن هذه الزيارة تمثل فرصة تاريخية لتعزيز العلاقات بين الإقليم وإيران في مختلف المجالات.

وقد زار الرئيس الإيراني السليمانية حيث توجه إلى مزار الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني ووضع اكليلا من الزهور على قبره وكتب رسالة خطية في سجل الزيارات.
وأفاد موقع شفق نيوز أن بزشكيان توجه إلى “دەباشان” حيث التقى ببافل طالباني رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني وعقد اجتماعا موسعا مع قيادات الحزب لمناقشة ملفات عديدة أهمها الملف الأمني،
وفي الآونة الأخيرة، تحسنت العلاقات بين طهران وكردستان بفضل جهود السلطات العراقية الرامية إلى احتواء المعارضة الكردية الإيرانية المتمركزة في الإقليم منذ عقود.

وتعتبر طهران مجموعات المعارضة الكردية الايرانية المتواجدة في إقليم كردستان العراق منذ عقود منظمات “إرهابية” تتهمها بشنّ هجمات على أراضيها.
وكشف مستشار الامن القومي العراقي قاسم الأعرجي قبل ايام عن خطوات قامت بها الحكومة المركزية لتنفيذ بنود الاتفاق الأمني مع إيران لملاحقة الأحزاب والتنظيمات الكردية المعارضة للسلطة في طهران بالتعاون مع إقليم كردستان.
وتشمل هذه الخطوات اغلاق 77 مقرا للأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة وتسليم أسلحتها الثقيلة للبشمركة.

وفي آذار/مارس 2023، وقّع العراق وإيران اتفاقا أمنيا بعد أشهر قليلة على تنفيذ طهران ضربات ضد مجموعات كردية معارِضة في شمال العراق.
وتتّهم طهران هذه المجموعات بتهريب أسلحة الى أراضيها انطلاقا من العراق وبتأجيج التظاهرات التي هزت إيران في أعقاب وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني ففي 16 ايلول/سبتمبر 2022 بعدما أوقفتها شرطة الأخلاق لعدم امتثالها لقواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية..

وقال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الأربعاء خلال مؤتمر صحافي مشترك مع بزشكيان إن بغداد أكّدت “موقفها المبدئي والدستوري والقانوني بعدم السماح لأي جهة بارتكاب عدوان أو عمل مسلح أو تهديد عابر للحدود ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية يتخذ منطلقا من الأراضي العراقية” مضيفا “نجحنا في الاتفاق على ضبط الأوضاع الأمنية عند المناطق الحدودية”.
وفي كانون الثاني/يناير، شنّت القوات الإيرانية هجوما في إقليم كردستان العراق، مشيرة إلى أنّها استهدفت “مقرا لجهاز الموساد”، الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية فيما نفت حكومة إقليم كردستان تلك التهم.

وتحظى أربيل بعلاقات قوية مع العديد من العواصم الغربية خاصة واشنطن وهو ما يثير مخاوف إيرانية.
وتنظر طهران وحلفائها في العراق بسلبية للحزب الديمقراطي الذي يقوده برزاني بسبب العلاقات الوطيدة مع الولايات المتحدة وكذلك تغليب المصالح التركية في الإقليم على حساب المصالح الإيرانية.
ويحاول رئيس إقليم كردستان اقناع الجانب الإيراني ان العلاقات التي باتت تتعزز أكثر مع الجانب التركي خاصة من جانبها الاقتصادي ليس لها تهديد للمصالح الإيرانية او لنفوذ الجمهورية الإسلامية في المنطقة.
 

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى