برواية العثور على لقطات لرهائن.. إسرائيل تبرر اقتحام مستشفى الشفاء


 زعم مسؤول في الجيش الإسرائيلي اليوم الخميس العثور على لقطات مصورة على صلة بالرهائن لدى حركة حماس على أجهزة حاسوب في مستشفى الشفاء وأسلحة ومواد استخباراتية، فيما تسعى الدولة العبرية إلى تبرير اقتحامها للمنشأة الصحية وتدمير أجزاء منها، في خطوة وصفت بـ”الجريمة” وأثارت موجات إدانة واسعة، في حين أعربت الولايات المتحدة عن ثقتها في معلومات استخباراتية حول استخدام حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية للمستشفى كمركز قيادة في الحرب الدائرة.

وقال المسؤول في بيان إنه تم العثور على تلك اللقطات في معدات تخص حماس التي اقتادت نحو 240 رهينة إلى داخل قطاع غزة.

وأصبح مستشفى الشفاء الأكبر في قطاع غزة محورا للعملية العسكرية التي تنفذها إسرائيل وتقول إن حماس تستخدم المنشأة كمقر قيادي وهو ما تنفيه الحركة.

وأكد المسؤول العسكري أيضا أن قواته تفتش مجمع مستشفى الشفاء “المكون من عدة مبان في عملية دقيقة”، مضيفا أن المتعلقات الخاصة بحماس صودرت “لمزيد من الفحص”.

واقتحم مئات الجنود المستشفى وحاصروا كافة المباني ومنعوا أي شخص من الخروج، فيما هدمت الجرافات هدمت جدرانه الجنوبية ودمرت عشرات المركبات.

وأعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الخميس أنه عثر قرب مستشفى الشفاء في مدينة غزة على جثة رهينة إسرائيلية خطفتها حركة حماس.

بدورها وجهت وزارة الصحة التابعة لحماس “نداء استغاثة” قالت فيه إن الجيش الإسرائيلي اقتحم ودمّر قسم الأشعة وفجّر قسم الحروق والكلى في المستشفى.

وأفاد بيان للوزارة على لسان المتحدث باسمها أشرف القدرة بأن “الجيش الاسرائيلي يقتحم المستشفى ويدمّر الأقسام. قام بتدمير قسم الأشعة وتفجير قسم الحروق والكلى”. وأشار إلى القوات الإسرائيلية تقوم “بالتحقيق مع الأطباء والمصابين والنازحين”.

وأكدت جمعية إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني أن الدبابات الإسرائيلية تحاصر المستشفى الأهلي العربي في غزة وسط هجوم عنيف في الوقت الذي تصر فيه الدولة العبرية على أن حماس تستخدم المنشآت الصحية كقواعد لها.

وكانت الأمم المتحدة قدرت أعداد المتواجدين بالمستشفى بنحو 2300 ما بين مرضى وموظفين ونازحين احتموا في المستشفى قبل اقتحامه من قبل الجيش.

وبحسب القدرة هناك “آلاف النساء والأطفال والمرضى والمصابين مهددون بالموت من الجوع ومن القصف الاسرائيلي“.

ووفقا للمسؤول الإسرائيلي فإنهم عثروا في العملية ضد مستشفى الشفاء التي تنفذها وحدة “شالداغ” الخاصة، على أسلحة ومواد استخباراتية تتعلق بالهجوم ومراكز قيادة وسيطرة.

وقال جون كيربي المتحدث باسم البيت الأبيض اليوم الخميس إن الولايات المتحدة واثقة من تقييم مخابراتها بأن حركة حماس استخدمت مستشفى الشفاء في غزة كمركز قيادة وربما كمنشأة تخزين. 

وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن الصور التي نشرتها إسرائيل لأسلحة تقول إن جنودها عثروا عليها داخل أكبر مستشفى في قطاع غزة ليست كافية لتبرير إلغاء وضع المستشفى باعتباره محميا بموجب قوانين الحرب.

وقال لويس شاربونو مدير قسم الأمم المتحدة في هيومن رايتس ووتش “المستشفيات تتمتع بحماية خاصة بموجب القانون الإنساني الدولي. يجب السماح للأطباء والممرضات وسيارات الإسعاف وغيرهم من العاملين بالمستشفيات بالقيام بعملهم ويجب حماية المرضى”.

وأضاف “لا تفقد المستشفيات تلك الحماية إلا إذا أمكن إثبات ارتكاب أعمال ضارة من داخل مبانيها. ولم تقدم الحكومة الإسرائيلية أي دليل على ذلك”.

وقال مسؤول كبير في منظمة الصحة العالمية اليوم الخميس إن الأمم المتحدة تبحث عن سُبُل لإخلاء مستشفى الشفاء في غزة، لكن الخيارات محدودة بسبب القيود الأمنية واللوجستية.

وأضاف ريك برينان مدير برنامج الطوارئ بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط أن إحدى العقبات تتمثل في أن الهلال الأحمر الفلسطيني يفتقر إلى الوقود الكافي لتشغيل سيارات الإسعاف داخل غزة لإجلاء المرضى.

وأردف قائلا إن القاهرة منفتحة على عبور سيارات إسعاف مصرية إلى غزة للمساعدة في إجلاء الناس طالما يمكن توفير الضمانات الأمنية والمرور الآمن.

وقال برينان إن منظمة الصحة العالمية علمت أنه لا يزال هناك نحو 600 مريض، من بينهم 27 في حالة حرجة، في مستشفى الشفاء، الذي دخلته القوات الإسرائيلية هذا الأسبوع بعد حصار استمر أياما.

وأضاف “نحن ننظر في مسألة الإخلاء الطبي الكامل ولكن هناك الكثير من المخاوف الأمنية والكثير من القيود اللوجستية. خياراتنا محدودة إلى حد ما ولكننا نأمل في تلقي بعض الأخبار الأفضل خلال الأربع وعشرين ساعة القادمة أو نحو ذلك”.

وأشار إلى أن الأولوية في عملية الإخلاء تشمل المرضى المصابين بأمراض خطيرة و36 طفلا حديثي الولادة لا يجدون حضانات بسبب نقص الوقود اللازم لتوليد الطاقة، مضيفا أن خطط الإخلاء تعقدت بسبب انقطاع الاتصالات مع المستشفى معظم الوقت، كاشفا أن “الفكرة هي أن ننقل غالبية المرضى على مدى أيام أو أسابيع من مستشفى الشفاء”.

وتابع قائلا “كنا سننقل الجزء الأكبر منهم إلى المستشفيات في جنوب غزة، لكن تلك المستشفيات مكتظة بالفعل، وهذا عامل تعقيد آخر. والخيار الآخر بالطبع هو نقل عدد منهم إلى مصر”.

وحث مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إسرائيل اليوم الخميس على ألا يعميها الغضب في ردها على هجوم حركة حماس الشهر الماضي، قائلا إن “رعبا واحدا لا يبرر آخر”.

وأدلى بوريل بتصريحاته خلال زيارة لإسرائيل، حيث تحدث إلى جانب وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين بعد أن زار الرجلان تجمع بئيري السكني وهو نقطة تركيز في هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

وتابع قائلا “أتفهم غضبكم ولكن دعوني أطلب منكم ألا يعميكم الغضب. أعتقد أن هذا ما يمكن أن يقوله لكم أفضل أصدقاء إسرائيل”.

وفي حديثه في مقر مجلس إقليمي يبعد مسافة قصيرة بالسيارة من التجمع السكني. أكد بوريل تضامن الاتحاد الأوروبي مع إسرائيل ودعمه لحقها في الدفاع عن نفسها بما يتماشى مع القانون الدولي، مستدركا “لكن الدفاع عن إسرائيل شيء والعناية بالمحتاجين شيء آخر”.

وتابع “لهذا السبب يطلب الاتحاد الأوروبي أيضا. إلى جانب دعمه لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، مساعدات إنسانية وغذاء وماء ووقودا وحماية للناس في غزة” .ونوّه إلى أن الجيش “يخوض العملية بناء على معلومات حول بنية تحتية مخبأة جيدا في المجمع”.

بدروها وصفت الخارجية الفرنسية عنف المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية بأنه “سياسة إرهاب” تهدف إلى تهجير الفلسطينيين.

Exit mobile version