سياسة

بايدن وماكرون يسعيان لاحتواء التوترات ومنع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله


لا تزال دول غربية مثل الولايات المتحدة وفرنسا تعول على الحلول السلمية لخفض حدة التوتر بين حزب الله وإسرائيل بعد حادثة تفجير الأجهزة اللاسلكية في لبنان والقصف العنيف الذي شنه الحزب مؤخرا على مستوطنات ومواقع عسكرية شمال الدولة العبرية فيما تتعارض هذه الآمال مع الواقع الميداني.

وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار الخميس أن الرئيس الأميركي جو بايدن لا يزال يعتقد بإمكانية التوصل الى حل دبلوماسي لوقف التصعيد بين إسرائيل وحزب الله اللبناني.
وقالت في إيجاز صحافي إن بايدن “لا يزال يعتقد بأن ذلك قابل للتحقق… لا يزال الرئيس يعتقد بأن علينا أن نكون متفائلين والحل الدبلوماسي هو الطريقة الفضلى”، وذلك بعد تفجيرات طالت الثلاثاء والأربعاء أجهزة اتصال يحملها عناصر من الحزب، وأسفرت عن مقتل 37 شخصا وإصابة نحو ثلاثة آلاف.
لكن هذه الآمال تصطدم بالتصعيد الأخير بعد تفجيرات البيجر حيث هاجمت الجماعة المدعومة من ايران مواقع في شمال إسرائيل ما أدى الى مقتل وجرح عدد من الأشخاص بينما شن الطيران الإسرائيلي هجمات طالت المئات من الأهداف في جنوب لبنان.

من جانبها قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الخميس إنه لا يوجد أي تغيير في الموقف العسكري الأميركي في الشرق الأوسط بعد تفجيرات البيجر.
وقالت المتحدثة باسم البنتاغون سابرينا سينج في إفادة صحفية “لا أرى أي تغييرات في موقف القوات في شرق البحر المتوسط أو في منطقة مهام القيادة المركزية” فيما قالت وزارة الدفاع إن أي هجوم من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد التوتر في المنطقة لن يكون مفيدا.
وأوضحت سينج عند سؤالها عن مكالمة وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أمس الأربعاء مع نظيره الإسرائيلي “في كل مكالمة تقريبا، يكرر الوزير دائما الحاجة إلى تهدئة التوتر الإقليمي… لم نرغب أبدا في رؤية صراع إقليمي أوسع” مضيفة “أن الولايات المتحدة ترى حتى الآن أن الصراع مقتصر على قطاع غزة.”

وتحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مباشرة إلى اللبنانيين مساء الخميس عبر مقطع فيديو نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدا لهم أن “المسار الدبلوماسي موجود” وأن “الحرب ليست حتمية”.

وقال “لا أحد لديه مصلحة في التصعيد”، مع تفاقم المخاوف من اندلاع حرب شاملة بعد تفجيرات البيجر مضيفا “لا شيء، لا مغامرة إقليمية، ولا مصلحة خاصة، ولا ولاء لأي قضية مهما كانت يستحق إثارة صراع في لبنان”، مؤكدا أن فرنسا تقف إلى “جانب” اللبنانيين.
وأجرى ماكرون الخميس اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري وقائد الجيش اللبناني جوزيف عون، كما تحدّث هاتفيا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.

وقالت الرئاسة الفرنسية إن ماكرون “عبر عن قلقه البالغ بعد سلسلة الانفجارات التي شهدها لبنان والتي ساهمت في تصعيد خطير للتوترات في المنطقة” ودعا “جميع الأطراف إلى التحرك لتجنب الحرب”.
وفي مقطع الفيديو، أسف الرئيس الفرنسي لسقوط “ضحايا مدنيين” جراء التفجيرات هذا الأسبوع.
وأضاف “بينما يواصل بلدكم التغلب على التحديات، لا يمكن للبنان أن يعيش في خوف من حرب وشيكة. وأقول لكم بكل وضوح، كما قلت للجميع، علينا أن نرفض هذه الكارثة”، معتبراً أن على الزعماء السياسيين اللبنانيين “أيضا العمل في هذا الاتجاه”.

وتابع “أكثر من أي وقت مضى، تحتاجون في هذه اللحظة إلى رئيس يتولى قيادة البلاد في مواجهة التهديدات”.
ويعاني لبنان من شلل سياسي، إذ تحول خلافات بين معسكر حزب الله الموالي لإيران وخصومه من دون انتخاب رئيس للجمهورية، والمنصب شاغر منذ أكثر من عامين.
وختم قائلا “أعلم أنه في حالة الارتباك والحزن، يكون الأمل نادرا، وفي هذا الارتباك، وفي هذا الحزن، تقف فرنسا إلى جانبكم”.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى