سياسة

بانجاز تاريخي.. ‘لبؤات الأطلس’ يثبتن المغرب في قلب خريطة كرة القدم


حققت المغربيات إنجازاً تاريخياً عربياً ببلوغهن ثمن نهائي مونديال السيدات في كرة القدم، بعد فوزهن على منتخب كولومبيا 1-0، في الجولة الثالثة والأخيرة من منافسات المجموعة الثامنة الخميس، في انجاز يضع مجددا تحت الأضواء نجاح الاستثمار المغربي الملكي والحكومي في اعادة تشكيل خارطة كرة القدم العالمية ووضع المملكة في قلبها.

وجاء فوز “لبؤات الأطلس” بفضل هدف أنيسة لحماري (45+4)، لتعبر سيدات المغرب إلى دور الـ16 مع كولومبيا نفسها.

ولكن الفضل يعود قبل كل شيء الى اهتمام شخصي ومباشر من العاهل المغربي الملك محمد السادس ونفس طويل تشهد عليه أكاديمية  كرة القدم الحاملة لاسمه والتي تم تدشينها سنة 2010 بسلا الجديدة بمبادرة ملكية، وسريعا ما تحولت اللى مصنع للنجوم.

وبهذا الفوز، أنهت المغربيات دور المجموعات في المركز الثاني مع ست نقاط على غرار كولومبيا المتصدّرة بفارق الأهداف، وثأرت من الألمانيات اللواتي فزن عليهن بسداسية نظيفة في الجولة الأولى وودّعن المنافسة بتعادلهن مع كوريا الجنوبية 1-1.

وأنهت ألمانيا مشوارها ثالثة مع أربع نقاط، أمام كوريا الجنوبية متذيلة الترتيب بنقطة يتيمة.

وبقيت “لبؤات الأطلس” اللواتي يشاركن للمرة الأولى في المونديال وسجّلن أيضاً أول مشاركة عربية في المنافسات، على مسار نظرائهن الرجال الذين حققوا إنجازاً تاريخياً عربياً وإفريقياً باحتلالهم المركز الرابع في مونديال قطر 2022.

“مواصلة الحلم” 

وبعد دخولهن تاريخ كرة القدم النسائية العربية في القارة السمراء باعتبارهن أول منتخب يبلغ نهائيات كأس العالم، تمنّي سيدات المغرب النفس بترك بصمة تاريخية والذهاب بعيداً في العرس العالمي.

ومتسلحات بإنجازهن على أرضهن في نهائيات كأس أمم إفريقيا العام الماضي عندما بلغن المباراة النهائية وخسرن أمام جنوب إفريقيا وتأهلن إلى أولمبياد باريس 2024، ضمنت “لبؤات الأطلس” البقاء على مسار تشريف الكرة المغربية في أول مشاركة في المونديال.

وللمفارقة، فإن المغربيات سيواجهن فرنسا في الدور المقبل، في فرصة أخرى للثأر لـ”أسود الأطلس” الذين أقصاهم منتخب “الديوك” من نصف نهائي المونديال القطري.

وقالت قائدة المنتخب المغربي غزلان الشباك بعد التأهل “كانت مباراة صعبة وقدمنا المستوى المطلوب، كان يهمنا الفوز وانتظار لقاء ألمانيا”.

وأضافت أن “المنتخب لم يخيب ظن الجماهير المغربية والعربية. كنّا نفكّر في جماهيرنا لأنها ساهمت في هذا الإنجاز بالدعم الكبير. نحن عازمون على مواصلة الحلم”.

 لحماري في المرصاد 

وقدمت سيدات المغرب أداء جيداً وفرضن إيقاعهنّ على مدار الشوط الأول من المباراة، مع فرص ضائعة عدة من ابتسام الجريدي.

وفي الوقت البدل عن الضائع من الشوط الأول، احتسبت حكمة المباراة الإيطالية ماريا كابوتي ركلة جزاء للمنتخب المغربي بعد خطأ على الجريدي، غير أن الحارسة الكولومبية كاتالينا بيريس تصدّت لتسديدة ضعيفة من القائدة غزلان الشبّاك، لكن لحماري كانت في تمركز جيد بمتابعة الكرة في الشباك (45+4).

وفي الشوط الثاني، حاولت الكولومبيات العودة بالمباراة وكانت لهن شخصية هجومية، لكن الحارسة الرميشي تألقت في أكثر من مناسبة، لتصمد المغربيات حتى الأنفاس الأخيرة ويحققن الإنجاز.

في المقابل، ستواجه كولومبيا في الدور المقبل، منتخب جامايكا.

تأهل المغربيات رغم فوزهن، كان رهن خسارة أو تعادل نظيراتهن الألمانيات مع كوريا الجنوبية، وكان ذلك بتعثّر الـ”مانشافت” أمام الكوريات 1-1.

وهذا الإقصاء هو الأسرع لسيدات ألمانيا في تاريخ مشاركاتهن المونديالة، وبالتالي، لحقن بالبرازيل وإيطاليا خارج المنافسات.

رعاية ملكية تؤتي ثمارها

والترشح المغربي النسائي ليس الا احدث حلقة نجاح في مسيرة طويلة للمملكة في الدبلوماسية الرياضية والانجازات على الأرضية المعشبة.

والرعاية والاهتمام الذي منحه العاهل المغربي للمجال الرياضي وخاصة كرة القدم التي تعرف شعبية عالمية منقطعة النظير في المملكة وفي العالم كانا قبل الان وراء النجاحات التي حققها اسود الأطلس بوصوله إلى المربع الذهبي  لمونديال قطر.

وأذهل المنتخب المغربي العالم في نهائيات قطر 2022 عندما أصبح أول منتخب أفريقي يصل إلى قبل النهائي حيث خسر أمام فرنسا. واحتل في النهاية المركز الرابع خلف كرواتيا.

وتتحدث الصحف العربية والعالمية عن النجاحات الباهرة لكرة القدم المغربية ودور الرعاية الملكية في هذا الجانب من خلال مراكز تكوين اللاعبين الشبان حيث وصل اللاعبون المغاربة إلى اعتى الفرق الأوروبية وحققوا بطولات وانجازات قارية.

ويرى الملك محمد السادس ان الرياضيين خاصة في مجال كرة القدم يمكن ان يكونوا سفراء للمغرب في الخارج خدمة لصورة بلادهم وهو ما ظهر جليا من خلال الانجاز الأخير فجميع الشعوب في العالم تهتف باسم المغرب وتدعم منتخبه فيما ترفرف رايته الوطنية في كل مكان.

وكان العاهل المغربي أعلن في 14 مارس/آذار الماضي عن قرار ترشيح المغرب إلى جانب البلدين الجارين على أمل أن تصبح ثاني دولة عربية تستضيف النهائيات بعد قطر العام الماضي، والثانية في أفريقيا بعد جنوب أفريقيا 2010.

ونجح المغرب في استضافة عدد من البطولات الدولية، وبرزت فرقه ولاعبوه في مسابقات عالمية، فضلا عن الحضور البارز لمسؤولين في المنظمات الدولية الرياضية.

كما استطاع المغرب تأسيس بنية تحتية قوية داخل البلاد، فقد تمكن من توظيف ذلك من أجل ترويج لصورته الخارجية.
وتحولت المملكة مؤخرا لمقصد لعدد من الدول الإفريقية التي تجري فترات إعدادية، أو تجري مباريات رسمية في إطار البطولات الإفريقية بملاعب المغرب.
كما شكل مونديال قطر، فرصة كبيرة للمغرب لتسويق صورته.

وهذه المنجزات على الأرضية المعشية تشكل قوة ديبلوماسية ناعمة، خصوصا أن المسؤولين المغاربة أكدوا ارتفاع وتيرة زيارة المغرب من طرف السياح، بعد النجاح الذي حققه المغرب في مونديال قطر.

ويعيش المغرب على وقع انجازات ليست فقط في الجانب الرياضي ولكن في الجانبين السياسي والاقتصادي.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى