بالروبوتات والمتفجرات.. إسرائيل تخوض حربا على أنفاق حماس
تشكّل شبكة أنفاق حركة حماس أكبر تحدّ تواجهه إسرائيل التي تستخدم الروبوتات وغيرها من الوسائل التكنولوجية للوصول إلى مخابىء الفصيل الفلسطيني المسلح، فيما تشكّ الدولة العبرية بأن الرهائن يتواجدون داخلها.
ورصد ضباط من سلاح الهندسة العسكرية في الجيش الإسرائيلي ما قالوا إنه فتحة لأحد أنفاق حركة حماس تحت مستشفى شاغر بعد إخلائه في شمال غزة، ثم ملأوا الممر بمادة هلامية متفجرة وضغطوا على زر التفجير.
وأظهرت لقطات كاميرات المراقبة أن انفجارا أحاط بالمبنى وأدى إلى تصاعد الدخان من ثلاث نقاط على الأقل على طول طريق مجاور في أحد أحياء مدينة بيت حانون.
وقال ضابط في الجيش للصحفيين في قاعدة تسئيليم للقوات البرية بجنوب إسرائيل “انتشر الهلام وفجر كل ما عساه كان ينتظرنا في النفق”.
وتطهير الأنفاق جزء مهم من الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد حماس في قطاع غزة ردا على الهجوم الذي شنته الجماعة الفلسطينية المسلحة على جنوب إسرائيل في السابع من الشهر الماضي.
ويقول الجانبان إن الأنفاق تمتد مئات الكيلومترات تحت غزة ويجنح الجيش إلى استخدام الروبوتات وغيرها من وسائل التكنولوجيا المتقدمة التي تعمل عن بعد.
ورفض الضابط تقديم تفاصيل أخرى حول القتال تحت الأرض ولم يحدد اسم المستشفى في بيت حانون وقال “أعتقد أن هناك وسائل أخرى يجري تطويرها. هذا هو المجال الذي يكون فيه الإبداع والابتكار مفيدا”.
وأضاف أنه في “بيت حانون، حيث كانت قواته تعمل، هاجم بعض المسلحين الجيش الإسرائيلي من فتحات الأنفاق لكن جنود الجيش قتلوهم”.
وتقول مصادر أمنية إن حماس لديها أنفاق للهجوم والتهريب والتخزين وقد تؤدي عشرات الفتحات إلى كل نفق على عمق يتراوح بين 20 و80 مترا. وقال الجيش الإسرائيلي الأسبوع الماضي إنه دمر 130 فتحة حتى الآن، لكنه لم يذكر عددا للأنفاق استطاع هدمها.
وتدمير الأنفاق عمل صعب، إذ قال الضابط إن تفجير بضع مئات من الأمتار من النفق يحتاج بضعة أطنان من المادة الهلامية المتفجرة التي رفض إعطاء أي تفاصيل فنية عنها بخلاف القول إنها تأتي محمولة على متن شاحنات.
وحتى بعد التفجير من الصعب معرفة نتيجته وأفاد الضابط بأنه دمر نحو نصف الفتحات في منطقة عملياته في بيت حانون، لكنه أقر بإمكانية إعادة بنائها، قائلا “من الصعب تحديد عدد الأنفاق التي جرى تدميرها لأنها كلها متصلة ببعضها البعض”.
وقالت إسرائيل إن حماس أخذت نحو 240 رهينة إلى غزة في هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الذي قتلت فيه أيضا نحو 1200 شخص.
وقالت امرأة أفرج عنها ضمن ضمن عدد محدود من المفرج عنهم إنها وعشرات آخرين على الأقل كانوا محتجزين في نفق وقال ضابط الجيش إن هناك حرصا على عدم استهداف الأنفاق التي قد يكون بها رهائن.
وأضاف “في بعض الأحيان نحصل على مؤشرات تشير إلى أن هذا الهدف قد يكون له علاقة بالرهائن عندئذ نعرف أنه يتعين علينا عدم مهاجمته إلا إذا حصلنا على موافقة”.
ومثل معظم مناطق شمال غزة، رحل سكان بيت حانون المدنيون وفروا جنوبا بأوامر من إسرائيل بعد أن دفعت إسرائيل بقواتها البرية إلى القطاع في محاولة للقضاء على حماس.
وقال الضابط إن “السكان الوحيدين المتبقين إرهابيون”، مضيفا أن المسلحين الفلسطينيين الذين أسرتهم إسرائيل قدموا معلومات محدودة عن شبكة الأنفاق.
وتابع أن الأمر قد يستغرق شهورا لتدمير شبكة الأنفاق بأكملها في غزة، قائلا “أعتقد أن الأمر أكثر تعقيدا من شبكة أنفاق قطارات مدينة نيويورك”.