سياسة

بالتصعيد العسكري.. البرهان يقابل مساعي ‘ايغاد’ لوقف القتال


 

 دعا الرئيس الجيبوتي رئيس الدورة الحالية لمنظمة “إيغاد” إسماعيل عمر قيلي أعضاء المنظمة لعقد قمة استثنائية بأوغندا نهاية الأسبوع المقبل لمناقشة الأوضاع في السودان، التي تشهد عودة التصعيد واحتدام المعارك رغم تكثف المساعي المحلية والإقليمية لاحتواء الصراع وجمع قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلوحميدتي” وقائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان إلى طاولة المفاوضات بينما يصر الأخير على لغة الحرب لتعويض خسائره التي تضعف موقفه التفاوضي ويرى أن لا مصلحة له بوقف الحرب.

وكانت المنظمة أقرت خلال قمة طارئة عقدت في 9 ديسمبر/كانون الأول الماضي عقد اجتماع مشترك بين قائدي الجيش والدعم السريع خلال أسبوعين، لكن الخطوة تعذرت لأسباب وصفتها جيبوتي بأنها فنية قبل أن تحدد منتصف يناير الجاري موعدا جديدا لاجتماع البرهان وحميدتي.

وقال بيان أصدرته وزارة الخارجية الجيبوتية الخميس إن رئيس الدورة الحالية لمنظمة “إيغاد” “وجه الدعوة للدول الأعضاء والشركاء الدوليين إلى قمة استثنائية في أوغندا الخميس المقبل الموافق 18 يناير/كانون الثاني الجاري”. وأشار الى أن القمة ستناقش تطورات الوضع في السودان على ضوء القتال المستمر بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ نحو تسع أشهر.

وتكثف إيغاد ضغوطها على طرفي النزاع العسكري في السودان لتوقيع اتفاق وقف عدائيات يسهم في إيصال المساعدات الإنسانية للمتأثرين من النزاع وذلك ضمن جهود إقليمية ودولية ترمي لوقف القتال في السودان الآخذ في التمدد، وبينما يتجاوب حميدتي مع هذه المساعي عبر التصريحات وخلال اللقاءات مع الوسطاء الإقليميين والدوليين، إلى أن البرهان يتخذ موقفا متعنتا وكرر أكثر من مرة أن رده سيكون في الميدان مجهضا آمال السودانيين بإنهاء الحرب التي يعانون ويلاتها منذ تسعة أشهر.

وناقش حميدتي مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتريش خلال اتصال هاتفي الخميس الأوضاع في السودان والآثار الناجمة عن الحرب وسبل تخفيف المعاناة الإنسانية عن المدنيين. وقال على منصة اكس انه قدم شرحا لغوتيريش حول الأوضاع الراهنة في البلاد والانتهاكات الخطيرة التي تمارسها من اسماها “مليشيا البرهان الانقلابية” بحق المدنيين الأبرياء من قصف للطيران والقتل والاعتقال على أسس عرقية إلى جانب منع المنظمات الإنسانية من توصيل المساعدات الإنسانية للمدنيين والتضييق على العاملين في الحقل الإنساني.

وأضاف “طرحت على السيد غوتيريش رؤيتنا لإنهاء الحرب وبدء التفاوض لحل الأزمة من جذورها بما يقود إلى إعادة بناء الدولة السودانية على أسس جديدة عادلة تحقق الأمن والاستقرار والسلام الشامل والدائم”، ورحب بتعيين رمضان العمامرة مبعوثا خاصا للأمين العام للأمم المتحدة في السودان مؤكدا الالتزام بالتعاون معه ومع جميع منظمات الأمم بما يساهم في معالجة الأوضاع الإنسانية التي يواجهها المدنيون في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع.

وأظهر حميدتي امتنانه للجهود المبذولة من الأمم المتحدة مبديا الأمل في مزيد من الدعم والمساندة بما يخفف حجم المعاناة الإنسانية التي يواجهها السودانيون بسبب الأزمة التي تحيق بالبلاد.
وتواصلت الجمعة، العمليات العسكرية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم. كما قُتل 33 مدنيا على الأقل في الخرطوم، قضى 23 منهم في قصف جوي للجيش على منطقة تقع في جنوب شرقي العاصمة، وفق ما أفادت منظمة “محامو الطوارئ” المستقلة التي ترصد الانتهاكات وتحصي الضحايا المدنيين. وأعلنت المجموعة الخميس أن 10 مدنيين قتلوا بنيران المدفعية في منطقة السلمة القديمة جنوب الخرطوم.

والجمعة أفاد شهود بسماع دوي انفجارات وتصاعد لأعمدة الدخان من مناطق تمركزات الدعم السريع بأحياء شرق النيل والجريف شرق الخرطوم، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من أحياء الأزهري ومايو جنوب الحزام ومنطقة أبوآدم جنوب العاصمة، إثر قصف الجيش.

وفي الأثناء استخدمت قوات الدعم السريع المدفعية الثقيلة، مستهدفةً محيط مقرات الجيش، حيث سمع دوي انفجارات وتصاعدت أعمدة دخان من الأحياء المحيطة بسلاح المدرعات التابع للجيش جنوب العاصمة، فيما استمرت القذائف المدفعية تجاه محيط قيادة الجيش وسلاح الإشارة بصورة متقطعة.

وفي تطورات المعارك شرق البلاد، أكد شهود عيان توغل قوات الدعم السريع في بعض القرى الواقعة في الشمال الشرقي لمحلية الفاو التابعة لولاية القضارف السودانية. وقامت بإدخال قافلة مساعدات إنسانية لمنطقة وخلاوي ود الفادني بولاية الجزيرة.

ونشر حساب قوات الدعم السريع تفاصيل التطورات الأخيرة في السودان، حيث نفذ الأهالي وقفة احتجاجية تندد بالقصف الجوي من قبل الجيش على نيالا وتطالب المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوقف الانتهاكات ضد المدنيين.
ونشر مقاطع فيديو تظهر انحياز الآلاف من قبائل الحمر والبديرية والمناصرة والشويحات والبرقو والبني فضل والمراريت لقوات الدعم السريع.

وأدى القتال الدائر في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023 إلى مقتل نحو 12 ألف شخص بحسب إحصاءات الأمم المتحدة وهو رقم قابل للزيادة مع استمرار المعارك بين الطرفين في الخرطوم ودارفور وكردفان.

وأكد المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط أحمد المنظري، أن تدهور الوضع الأمني في ولاية الجزيرة أجبر المنظمة على تعليق عملها، وحذر من أن الأوضاع الصحية في السودان تزداد سوءا في ظل الصراع القائم حالياً، وأن السودان “منسيّ في خريطة الصراعات العالمية”.

وأضاف المنظري أنه مع بداية القتال بين الدعم السريع والجيش قبل تسعة أشهر، خاصة في الخرطوم وبعض مناطق دارفور، استخدمت منظمة الصحة العالمية ولاية الجزيرة، وتحديدا مدينة ود مدني، كمركز لوجيستي، تبعتها في ذلك منظمات أممية أخرى، لافتاً إلى أن ولاية الجزيرة كانت ملجأ لما يقارب من 500 ألف مواطن، 46 بالمئة منهم من النازحين من مناطق أخرى، وتعتبر ولاية الجزيرة السلة الغذائية لكل السودان.

 

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى