باشاغا: رغم أنف الكارهين ليبيا ستكون دولة محترمة
أوضح فتحي باشاغا رئيس الحكومة الليبية المكلف من مجلس النواب أن الاستمرار في السلطة بقوة السلاح شكل من أشكال “الإرهاب”.
أتى هذا في كلمة مصورة وجهها باشاغا، مساء الأحد، للشعب الليبي وتابعتها “العين الإخبارية”.
وصرح باشاغا إن “التشبث بالسلطة بقوة السلاح هو شكل من أشكال الاستبداد والديكتاتورية – واستخدام القوة للاستمرار في الحكم هو نوع من أنواع الإرهاب والقمع الذي لم ولن نقبله أبدًا”.
ومنذ تعيينها من قبل مجلس النواب مطلع مارس الماضي لم تتمكن حكومة فتحي باشاغا من استلام السلطة وذلك لرفض حكومة عبدالحميد الدبيبة التي انتهت مدتها التسليم وهو ما دعا الأول لاتخاذ مدينة سرت مقرا لحكومته.
وتابع باشاغا، في كلمته، أن “الاستمرار في السلطة بقوة السلاح أمر لم نرضه على أنفسنا عندما كنا في السلطة وسلمناها طواعيةً. ولن نرضى لكائن من كان أن يفرض نفسه على الليبيين بقوة السلاح أو شراء الذمم بالأموال”. في إشارة لفترة تقلده لمنصب وزير للداخلية بحكومة فائز السراج التي سلمت لحكومة الدبيبة قبل نحو عامين.
مضيفا: “نحن كحكومة ليبية لم ولن نسمح لانقسام الوطن بل حرصنا كل الحرص على جمع شتاته وقد تشكلت حكومتنا بتوافق ليبي ليبي وبإرادة ليبية خالصة وكان هدفنا المشترك جميعاً هو ليبيا وحدتها وعزتها واستقلالها”.
واستطرد: “لم نستخدم القوة يوما ولم نقفل الطرق ولم نقتحم المنازل والمساكن. ولم نصدر أوامر قبض ضد من يعارضنا بل بالعكس فتحنا كل قنوات التواصل مع المعارضين”.
وأكد باشاغا أن حكومته “ستعمل بقوة على تهيئة كل المتطلبات اللازمة لإجراء الانتخابات وعلى رأس هذه المتطلبات المصالحة الوطنية ونبذ الفرقة والتطرف وتعزيز العدالة الاجتماعية وإعلاء الروح الوطنية”.
وفي كلمته وجه فتحي باشاغا رسالة للمعارضين قائلا: “أنتم جزء لا يتجزأ من ليبيا كما نحن جزء لا يتجزأ من ليبيا – ليبيا لن تكون إلا بنا جميعاً دون إقصاء ودون استبداد ودون تخوين وسنبدأ من المستقبل ولن نبدأ من الماضي”.
وفي هذا السياق أضاف أيضا: “لن نضيع وقتنا في محاسبة بعضنا البعض لأن الوطن في خطر ولا يحتمل مزيداً من الصراعات”.
مؤكدا: “نمد أيدينا للجميع ومن أراد الوطن والأمن والاستقرار والمصالحة فنحن معه وندعم بعضنا بعضا”.
وتابع رسالته لآخرين لم يسمهم قائلا: “المتخوفين من إجراءات الحكومة الليبية – أقول لهم بوضوح لم نأتي للانتقام ولا لتصفية الحسابات أتينا للملمة هذا الوطن الذي ضاعت خيراته وثرواته وسيادته وكرامته أتينا لرد الاعتبار للمواطن الليبي الذي يعاني من الفقر والمرض وتردي الخدمات وانقطاعات الكهرباء ونقص الوقود”.
ومضي بالقول: “دولتنا سنبنيها جميعًا بسواعد المؤيدين وبتعاون المعارضين نحن أمامنا تحد وطني ويجب أن نتحلى بالشجاعة والمسؤولية للنهوض ببلادنا وتأمين وجودها ومستقبلها”.
باشاغا قال أيضا: “من كان ولاؤه للأشخاص أو لمصالحه الشخصية أو باع الوطن بالدينار والدولار، فهذا قراره وهذا خياره ولن نفرط في ليبيا ونتركها للسماسرة والفاسدين الذين يعتقدون أنهم يستطيعون الحكم بالسلاح وشراء الذمم بالمال الحرام”.
وفي الختام قال: “ليبيا ستكون دولة محترمة مدنية ديمقراطية مستقلة رغم أنف الكارهين”.