باريس تغيّر موقفها من الانحياز لإسرائيل إلى تحميلها مسؤولية الأزمة
غيّرت فرنسا موقفها تجاه الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، بعد أن تصدّرت الدول المنحازة إلى الدولة العبرية بتأييدها لما اعتبرته “حقها في الدفاع عن نفسها” إثر الهجوم الذي نفذته حماس في أكتوبر/تشرين الأول.
وحمّل وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورني إسرائيل مسؤولية منع وصول المساعدات الإغاثية العاجلة إلى غزة، مشيرا إلى أن “الوضع الإنساني الكارثي يؤدي إلى أوضاع لا يمكن الدفاع عنها أو تبريرها يتحمّل الإسرائيليون مسؤوليتها”، وفق صحيفة “لوموند” الفرنسية.
وتابع أن “إسرائيل لم تخفف عملياتها العسكرية في قطاع غزة بعد قرارت محكمة العدل العدولية”، موضحا أن ما “ما تطلبه أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة يتوافق مع ما كانت تطالب به الحكومة الفرنسية”
وفي 26 يناير/كانون الثاني الماضي أمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل باتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية بحق الفلسطينيين وتحسين الوضع الإنساني في غزة وذلك في دعوى قدمتها جنوب إفريقيا.
وقال سيجورني إن “الجهود لتسوية الأزمة في غزة وصلت إلى طريق مسدود”، لافتا إلى أن “الهجوم الإسرائيلي المنتظر على رفح سيكون بمثابة كارثة إنسانية جديدة”، مشددا على أن بلاده “تفعل كل شيء لتجنب ذلك”.
وكان وزير الخارجية الفرنسي قد دعا الجمعة إلى تحقيق مستقل في “المجزرة” التي ارتكتبها إسرائيل وأدت إلى مقتل أكثر من 110 شخصا خلال توزيع مساعدات في شمال غزة.
وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية كريستوف لوموان في بيان “تقع على عاتق إسرائيل مسؤولية الالتزام بقواعد القانون الدولي وحماية توزيع المساعدات الإنسانية على السكان المدنيين”.
وتفرض إسرائيل قيودا على دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، متجاهلة كافة التحذيرات الدولية من تفاقم الأزمة في القطاع الفلسطيني.
وبات سكان القطاع الفلسطيني لاسيما في محافظتي غزة والشمال على شفا مجاعة أودت بالفعل بحياة أطفال، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود مع نزوح نحو مليوني من السكان البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون والذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عاما.
وقال متحدث وزارة الصحة الفلسطينية بغزة أشرف القدرة “يشن الاحتلال الإسرائيلي حربا جديدة على سكان غزة وهي حرب التجويع”، مضيفا “عدد الشهداء جراء التجويع يتزايد، خصوصا بين الأطفال، وهناك عدد مهم الأطفال بالعناية المركزة مهددون بالوفاة جراء الجوع”.
وتابع “يعرقل الاحتلال الإسرائيلي جهود جميع المنظمات الإنسانية ويتعنت في طلب المنظمات الدولية إدخال المساعدات”، لافتا إلى أن “المنظومة الصحية في شمال غزة عاجزة تماما، لاسيما بعد توقف مستشفى كمال عدوان”.
وقالت مصادر طبية إن الجيش الإسرائيلي استهدف الأحد شاحنة مساعدات إنسانية في مدينة دير البلح، مما أدى إلى مقتل 9 فلسطينيين وإصابة آخرين.
وأفادت حركة حماس بأن “هذا الاستهداف يمثل إصرارا من الكيان المجرم على المضي قدما في حرب الإبادة والتطهير العرقي”.
وأضافت أن “التجويع الممنهج وتعميق الكارثة الإنسانية في القطاع وحرمان أهلنا من الحصول على أي مساعدات هو أحد أركان الحرب” الإسرائيلية على غزة.