باتيلي يتولى دور الوسيط بين كونفدرالية الساحل وإيكواس بعد فشل المفاوضات في ليبيا
يتولّى عبدالله باتيلي المبعوث الأممي السابق إلى ليبيا وساطة بين المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا “إيكواس” وكونفدرالية الساحل التي تضم بوركينا فاسو ومالي والنيجر، بتكليف من رئيس السنغال باسيرو ديوماي فاي، فيما طرحت هذه الخطوة تساؤلات بشأن فرص نجاحها، لا سيما بعد أن أخفق باتيلي في حلحلة الأزمة السياسية الليبية.
ونقل موقع أخبار شمال أفريقيا عن فاي قوله إنه “تمكن من إقناع باتيلي بتولي مهمة المبعوث الخاص للرئاسة بشأن القضايا الدولية، وذلك بعد نحو ثلاثة أشهر من استقالته كرئيس لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا”.
وتابع “تمكنت من إقناع باتيلي بجعله مبعوثي الخاص ليس فقط في مهمة الوساطة التي أشركتني فيها إيكواس، ولكن أيضا في المهام الأخرى التي سأحتاج فيها إلى خبرته واحترامه ومكانتهي.
ويتوقع أن يؤدي باتيلي جولة تقوده إلى بوركينا فاسو ومالي والنيجر بهدف إجراء مباحثات مع القادة لإقناعهم بالعدول عن قرار الانسحاب من “إيكواس“.
وأعلنت الدول الثلاث منذ نحو أسبوعين خلال قمة احتضنتها نيامي عاصمة النيجر عن إنشاء كونفدرالية الساحل، في خطوة تنسف كافة الجهود الهادفة إلى إعادتها إلى تكتل دول غرب أفريقيا.
وفي يناير/كانون الثاني أعلنت بوركينا فاسو ومالي والنيجر قرارها بالانسحاب من “إيكواس“، متهمة المجموعة بأنها تحولت إلى أداة لخدمة مصالح فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، في وقت قطعت فيه الدول الثلاث كافة علاقاتها مع باريس، بينما وصفت بلدان أخرى مثل روسيا وتركيا وإيران بأنها “شريكة صادقة”.
وفي ديسمبر/كانون الأول أعلنت بوركينا فاسو والنيجر الانسحاب من مجموعة دول الساحل الخمس لمحاربة الجهاديين، على غرار مالي التي غادرت المجموعة في العام 2022، ما جعل بقاء المنظمة التي لم تعد تضمّ سوى موريتانيا وتشاد، على المحك.
وفتح تراجع الدور الفرنسي في المنطقة الباب واسعا لتنامي النفوذ الروسي في دول الساحل الأفريقي من بوابة التعاون الاقتصادي في مختلف القطاعات والاتفاقيات العسكرية.
وأكد قادة الدول الثلاث في تصريحات سابقة عزمهم المضي على طريق تقوية تحالفهم، وسط توقعات بإنشاء عملة مشتركة جديدة غير الفرنك الإفريقي الذي تستخدمه حاليا على غرار العديد من الدول المجاورة لها.
وقررت ‘إيكواس‘ في فبراير/شباط الماضي رفع العقوبات التي فرضتها على النيجر إثر انقلاب يوليو/تموز 2023 الذي أطاح بالرئيس محمد بازوم من السلطة، في خطوة تهدف إلى إعادة الدول الثلاث إلى المجموعة، لكن هذا الإجراء لم يفض إلى إنهاء التوتر بين الطرفين.
وكان الرئيس النيجيري بولا أحمد تينوبو قد دعا في وقت سابق “إيكواس” إلى مراجعة استراتيجيتها في التعاطي مع التطورات التي تشهدها الدول التي تحكمها المجالس العسكرية، بما يؤدي إلى إعادة الديمقراطية والبقاء في المجموعة.
ويشكك مراقبون في قدرة باتيلي على تقريب وجهات النظر بين كونفدرالية الساحل وإيكواس بما يؤدي إلى عودة الدول الثلاث إلى التكتل، استنادا إلى فشله في تحقيق أي اختراق في جدار الأزمة السياسية في ليبيا.
وفي أبريل/نيسان قدم باتيلي استقالته من البعثة الأممية إلى ليبيا، معربا عن “أسفه لأن محاولاته لمعالجة مخاوف مختلف الأطراف قوبلت بمقاومة عنيدة وتوقعات غير معقولة ولامبالاة بمصالح السكان”.