بإقامة صلاة موحدة.. مساعي التيار الصدري للعودة الى الواجهة السياسية


من خلال دعوته الى إقامة صلاة موحدة في العاصمة بغداد وفي بقية المحافظات الأخرى يوم الجمعة المقبل. يسعى التيار الصدري للعودة الى الواجهة السياسية من جديد.

 وذلك في محاولة لإرباك خصومه السياسيين خاصة المنضوين في الإطار التنسيقي. واثبات قدرة التيار على تحشيد الشارع وكذلك اعادة ترميم البيت الداخلي.

ويحاول الصدريون استغلال العديد من الأحداث التي يمر بها العراق سواء فيما يتعلق بتنظيم بطولة كاس الخليج ” خليجي 25″. وانتقادهم مواقف إيران الرافضة لإطلاق زعيم التيار مقتدى الصدر لعبارة “الخليج العربي” عوض “الفارسي” من اجل استعادة زمام المبادرة. عبر ارتداء العباءة الوطنية والقومية المجمعة لاستقطاب الشارع من جديد.

ونشر التيار وثيقة أكد من خلالها انه “بمناسبة الذكرى السنوية للفتح المبين واللسان الناطق بسم الله ورسوله وأمير المؤمنين. إقامة صلاة الجمعة المباركة في عموم العراق. والتي أخرجت من الظلمات الى النور، على يد ولي أمير المسلمين الشهيد السعيد محمد الصدر (والد مقتدى الصدر) والتي تزامنت مع الولاية المباركة لمولاتنا الزهراء (عليها السلام)”.

ووفق الوثيقة فقد تقرر “ان تكون الجمعة المقبلة جمعة موحدة في عموم المحافظات. وكلٌ في محافظته وبان تكون الجمعة الموحدة في محافظة بغداد في مدينة الصدر” معقل الصدريين.

ويرى مراقبون ان الصدر يريد من العودة الى المشهد السياسي عبر الصلاة الموحدة والجامعة اختبار شعبيته وقدرته على التحشيد في الشارع. وبالتالي سحب البساط شعبيا من الإطار التنسيقي الماسك بالسلطة والداعم لحكومة محمد شياع السوداني.

ويحاول التيار الصدري إعادة ترميم البيت الداخلي واستعادة ثقة مؤيديه وقواعده الذين شعروا في مرحلة معينة بنوع من الخذلان بعد فشل التيار في مواجهة مشاريع خصومهم المدعومين من ايران.

ويؤكد الصدر من خلال الوثيقة انه لا يزال قادرا على التغيير في المشهد السياسي وانه لن يغادره وفق ما تريده بعض الأطراف السياسية.

وتأتي الخطوة بالتزامن مع توقيت “المئة يوم” لمحاسبة الحكومة من حيث المنجز. حيث يشعر المواطن العراقي بكثير من الغضب من التدهور الاقتصادي وارتفاع الاسعار وانهيار العملة امام الدولار وهو ما سيستغله الصدريون جيدا رغم الجهود التي يقوم بها السوداني خاصة في مجال مكافحة الفساد.

ويعتقد ان الدعوة للصلاة الموحدة تمهد لتحرك أقوى في الشارع في المستقبل. خاصة وان التيار الصدري لديه قدرة كبيرة على تحريك الشارع واستقطاب الأنصار في محطات سابقة.

ويسعى التيار الصدري للعودة الى الحياة السياسية من خلال التمسك بالشعارات الوطنية والاقليمية في مواجهة انتقادات إيرانية على خلفية اطلاق عبارة ” الخليج العربي” على بطولة كاس الخليج الخامسة والعشرين.

والشقاق بين الصدر وإيران بدا واضحا، من خلال مساعيه السابقة لتشكيل حكومة “لا شرقية ولا غربية”. الذي يقصد بها “لا إيران ولا أمريكا”. بعد الفوز الذي حققته الكتلة الصدرية في الانتخابات التشريعية المبكرة في خريف 2021. قبل أن يقرر سحب نوابه واعتزال العمل السياسي نهائيا عقب إعلان كاظم الحائري، وهو مرجع التقليد لأنصار التيار الصدري، اعتزاله العمل الديني.

ويبدو ان التيار الصدري لم ينسى الموقف الإيراني الداعم للاطار التنسيقي لذلك فمن المرجح ان يتخذ مسارا أكثر حدية في وجه التدخلات الإيرانية في الفترة المقبلة وهو ما لوحظ من خلال تأكيد قيادات في التيار على “الحاضنة العربية والخليجية”.
 

Exit mobile version