سياسة

بإسم الإرهاب دواعش الحوثي شمال اليمن حراس الفضيلة


غرست مليشيات الحوثي عناصر من داعش في مسعى لتقويض الحياة العامة شمال اليمن في المدارس والجامعات والأسواق وحتى صالات الأفراح.

وأكدت مليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا من قيودها في مختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها. وسعت مؤخرا لتنصيب عناصرها كـ”حراس فضيلة” ورقيب على أخلاق المجتمع اليمني تحت مسميات مختلفة.

وأنشئت مليشيات الحوثي أساليب عدة للتضييق على حريات المدنيين. وفرض نهجها الطائفي بالقوة منها مواجهة “الحرب الناعمة” و”منع الغزو الفكري والتبرج وعدم السماح للغرب بإفساد أخلاق الشباب وخاصة الفتيات”. 

والهوية الإيمانية، وهو شعار ترفعه مليشيات الحوثي ضد كل ما يتعارض مع نهجها المذهبي. حيث تسعى جاهدة لفرض أجندتها الطائفية بشتى مناحي الحياة. عبر أساليب متعددة يصل إلى منع الاستماع الى الأغاني الوطنية. ومنع الفتيات من استخدام الهاتف النقال الحديث.

ومؤخرا منعت مليشيات الحوثي الفتيات في مديريتي كحلان عفار والشغادر وقرى شرقي عبس وبيت الحصنين والمروي والرتع في محافظة حجة (شمال) من استخدام الهاتف النقال المتطور بزعم أنها “تتيح للنساء دخول مواقع لا أخلاقية”.

وهدد دواعش مليشيات الحوثي بفرض عقوبات مالية. ودفع رأس بقر لكل من يثبت أن لدى زوجته أو أخته أو قريبته هاتفا محمولا، وفق فرمان يستهدف عزل النساء ووصل إلى منعهن من العمل في الوكالات الإغاثية.

وفي صنعاء وعموم المحافظات الخاضعة للحوثيين قامت المليشيات بتجنيد شباب وفتيات في الجامعات والمدارس وصالات الأفراح، حيث عمدت وقيدت استخدام النساء مساحيق التجميل لدى حضور حفلات الزفاف.

مضايقة طلاب الجامعات

وفي الجامعات، وصلت مضايقات متطرفي مليشيات الحوثي للطلاب لارتدائهم الملابس الضيقة ومنع حفلات التخرج والمهرجانات بحجة التشجيع على الاختلاط. 

وقال طالب في جامعة صنعاء، فضل عدم كشف اسمه، لـ”العين الإخبارية”، إن ما يتعرض له سكان العاصمة صنعاء، أكثر بكثير مما يكتب عنها، ذلك أن مليشيات الحوثي تحاول فرض أجندتها الطائفية تحت زعم عدم توافقها مع الأعراف والتقاليد اليمنية.

ولم يعرف مسبقا ما إذا كانت الأغاني والملابس المستوردة تتعارض مع التقاليد اليمنية، بحسب ذلك الطالب الذي يرى أن ذلك لم يحدث إلا في عهد مليشيات الحوثي التي تسلك الطرق نفسها التي تتبعها إيران في قمع الشعب الإيراني، تحت مسميات مخالفتها للغرب من حيث المأكل والملبس.

ويواصل حديثه أن الطلاب الجامعيين يواجهون أساليب عدة من القمع والتقييد على حرياتهم الشخصية، داخل الحرم الجامعي، بما في ذلك الأحاديث الجانبية بين الطلاب والطالبات، وحفلات التخرج وارتداء الملابس.

ويشير إلى حادثة تهجم خلالها عناصر مليشيات الحوثي على زملاء له، عندما كانوا يستمعون لإحدى الأغاني على متن سيارة، قرب حرم جامعة صنعاء وقد أذعن الطلاب تحت التهديد للعقوبات المالية التي فرضت بحقهم.

مطاردة المدارس

بنهج إرهابي، كثفت المليشيات الحوثية الإرهابية قيودها على المدارس الحكومية والأهلية لفرض هويتها الدينية والتي تستهدف إخراج اليمن من عباءتها العربية إلى ملة إيران ووصل الأمر إلى تطييق أنشطة الطلاب.

كان آخر الوقائع التي أثارت غضب الرأي العام عقوبات قاسية فرضتها المليشيات الحوثية بحق مدرسة “منارات صنعاء الأهلية” في أمانة العاصمة وتضمنت فصل مديرة المدرسة وتحويل المدرسة لتعليم الذكور فقط ومن القسم الإنجليزي إلى العربي.

وبحسب مصدر تربوي لـ”العين الإخبارية”، فإن مدرسة منارات صنعاء الأهلية أقامت أواخر نوفمبر/تشرين الأول الماضي فعالية اليوم العالمي”International Day “. التي تقام بأكثر المدارس والجامعات للتعريف بثقافات وعادات الشعوب. وكان ضمن برنامج الفعالية التي أقيمت في المدرسة فقرة التعريف بالأزياء الشعبية العربية، وهذا ما رأته مليشيات الحوثي يتعارض مع ما تسميه “الهوية الإيمانية”.

وأوضح المصدر أن وزارة التربية والتعليم الخاضعة للحوثيين ويديرها شقيق زعيم المليشيات. فرضت عبر مكاتبها في المديريات بفرض ضوابط وقيود مشددة في العملية التعليمية في المدارس الأهلية. وتقوم بفرض موظفين تابعين للمليشيات إجبارياً على كل هذه المدارس.

وأشار إلى أن المليشيات أسندت لعناصرها هؤلاء مهمة مراقبة المدارس بما فيه الإذاعة المدرسية. التي تريدها المليشيات أن تكون لخدمة خطابها الطائفي في أوساط الطلاب. وفي الحصص الدراسية لمادتي القرآن الكريم والتربية الإسلامية، والتي لغمتها المليشيات بالدروس الدينية المتطرفة.

قمع على خطى إيران

قيود مليشيات الحوثي لم تتوقف في الجامعات والمدارس لكنها طالت المحلات التجارية والمقاهي والتي كانت تمثل أملا لملاكها بكسب أرزاقهم بعدما أغلق الانقلابيون كافة فرص العمل أمامهم.

وتزعم مليشيات الحوثي أن تشجيع الشباب من الجنسين على الاختلاط في الأماكن العامة، أو داخل تلك المقاهي يفسد أخلاقهم. ويمنعهم من الالتحاق بجبهات القتال، ما يكشف حقيقة التبعية الطائفية لذلك النهج.

وتأثرت العديد من المحلات التجارية لا سيما محلات الألبسة بعدما أغلقتها مليشيات الحوثي فضلا عن تحطيم مجسمات العرض البلاستيكية للملابس النسائية في محلات أخرى وفرض غرامات مالية كبيرة عليها بزعم مخالفة ما تسميه “الهوية الإيمانية”.

وتسعى المليشيات الحوثية لتنصيب عناصرها كحراس فضيلة لضبط سلوك الناس والطلاب والنساء والمحال التجارية. وبحسب رئيس مركز جهود للدراسات في اليمن عبدالستار الشميري. فإن ما يقوم به الانقلابيون يعد جزءا من وسائل فرض المشروع الطائفي في اليمن.

ويؤكد الشميري أن مليشيات الحوثي ترمي لتحقيق مشروعها من خلال غرس الأفكار، وغسل الأدمغة وإقناع الشباب بجدوى مشروعها. هذا ليتم بعدها الدفع بهم إلى جبهات القتال، لا سيما الشباب الذين ليس لديهم مناعة من تلك الأفكار المتطرفة.

ويشكل القمع الحوثي، واحدا من آلاف الجرائم التي ترتكبها مليشيات الحوثي بحق السكان في مناطق سيطرتها. حيث يتطابق مع نفس الأساليب التي يستخدمها النظام الإيراني لتعزيز حضوره القمعي بين مواطنيه بتهم مماثلة، وفقا للباحث اليمني.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى