سياسة

اليمن 2025: اختراقات محورية تقرب من تفكيك الحوثي وتحقيق السلام


مع الضربات التي تلقاها حلفاء إيران في المنطقة اتجهت أنظار العالم واليمنيون صوب مصير الحوثيين، بوصفهم إحدى أذرع ما يُسمى بـ«محور المقاومة».

وألهم انهيار نظام بشار الأسد في سوريا اليمنيين لتوقع مصير مماثل لمليشيات الحوثي، غير أن الجماعة المختبئة في مرتفعات أقصى جنوب الجزيرة العربية استفادت وتعلمت الكثير من أحداث سوريا وغزة ولبنان، وقبلها الحروب الداخلية التي أشعلتها منذ عام 2004.

فخلال حروبها الداخلية تدحرجت المليشيات الحوثية من جبال مران أقصى شمالي البلاد ككرة ثلج مستفيدة من الهدن وأكثر من 110 اتفاقيات سلام، وكذا تراخي المجتمع الدولي والغرب تجاه المليشيات التي اجتاحت مدينة صنعاء ونهبت سلاح الدولة ومؤسساته.

ردة الفعل الدولية

أما مؤخرا فقد كشفت المليشيات الحوثية عن كونها ذراعا لمحور إيران في خاصرة البحر الأحمر، ما عرض الممر الملاحي للخطر، وأحال وضع اليمن فجأة إلى أزمة عالمية بعيدة المدى ومرتبطة ارتباطاً وثيقاً بردة الفعل الدولية.

ويبدو أن إدارة الرئيس الأمريكي المنُتخب دونالد ترامب القادمة للبيت الأبيض ستأخذ ذلك بالحسبان، إذ إن محطات السلام مع الحوثيين كانت طوق نجاتهم طيلة عقد، فيما لعبت الجغرافيا دورا في عدم تلقي الجماعة مصيرا مشابها لما حدث لحماس وحزب الله على يد إسرائيل أو ما تعرض له نظام الأسد، وفقا لمراقبين.

وعلى الأرض، بدأت مليشيات الحوثي ترتيب صفوفها منذ فوز ترامب وكثفت نشاطها مؤخرا عقب انهيار نظام الأسد، إذ فرضت الجماعة حالة طوارئ غير معلنة، وبدأت تأطير خلاياها في الأحياء والقرى واحتجاز الرهائن وضخ الأموال لزعماء القبائل وتقديم إغراءات لحزب “المؤتمر جناح صنعاء”، لاتخاذه مظلة سياسية وتخفيف النقمة الشعبية عنها في مناطق نفوذها.

كما دفع الحوثيون مؤخرا بتعزيزات لكافة الجبهات وبالأخص محافظة الحديدة، تحسبا لأية عملية عسكرية.

6 محاور

ونلخص مجموعة من المحاور المتوقع أن يشهد الملف اليمني تطورا فيها خلال عام 2025، على ضوء تراجع حلفاء طهران بالمنطقة، وحال منح المجتمع الدولي خاصة الولايات المتحدة الضوء الأخضر للمجلس الرئاسي اليمني لإنهاء الانقلاب الحوثي.

تشديد العقوبات

يتوقع أن تُقر إدارة ترامب حملة ضغط قصوى على مليشيات الحوثي بما في ذلك تصنيفها منظمة إرهابية أجنبية على غرار حزب الله والحرس الثوري الإيراني، بدلا عن التصنيف السابق المخفف، إلى جانب عقوبات على إيران الداعم لهذه الجماعة.

قال رئيس “مركز نشوان للدراسات” في اليمن عادل الأحمدي إن الحملة جارية ضد مليشيات الحوثي، خاصة أن ترامب لا يريد فوضى في الشرق الأوسط، وهذه المليشيات أثبتت أنها ليست مع السلام، وأنها عامل فوضى وزعزعة للاستقرار باليمن والمنطقة.

وأضاف الأحمدي “يبدو أن العام القادم 2025 سيشهد انهيار مليشيات الحوثي كونها مصدر تهديد في ممر الملاحة البحرية الدولي في البحر الأحمر، وخليج عدن والبحر العربي، وقناة السويس”.

وتابع “إذا ظلت مليشيات الحوثي تمتلك القوة العسكرية التي لديها والدعم الإيراني ستظل تهديدا داخل اليمن وخارجه، ويجب أن تذهب التحركات الدولية والغربية للتخلص منها، وعدم الاكتفاء بفرض العقوبات ومحاولة تجفيف منابع تمويلها”.

مزيد من العزلة

ومن المتوقع أن يتم تشديد العزلة على مليشيات الحوثي، بمطالبة الدول التي تستضيف القيادات السياسية للجماعة بطردها، وكذا ملاحقة أي كيانات سياسية أو اقتصادية بالداخل تتعامل مع الجماعة، حال صُنفت منظمة إرهابية مثل حزب الله اللبناني.

ردع الهجمات البحرية

هناك مؤشرات مبكرة إلى أن صورة ترامب كرجل قوي قد تسهم في ردع هجمات مليشيات الحوثي في البحر الأحمر، إما بضربات قاصمة على أهداف عالية القيمة للجماعة وإما اتخاذ سياسات صارمة كدعم الحكومة اليمنية لإطلاق عملية عسكرية لتحرير محافظة الحديدة باعتبارها رئة تنفس المليشيات، بجانب تنسيق جهد المكونات والقوى اليمنية للانتفاضة من الداخل والإطاحة بحكم الجماعة.

ورأى الخبير الاقتصادي اليمني فارس النجار أن العام المقبل سيشهد خطوات أمريكية أكثر جرأة لضرب منابع تمويل الحوثيين، في ظل استمرار تهديداتها في البحر الأحمر ومهاجمة إسرائيل، للتأثير على مصادر التمويل، من خلال ضرب الأفراد والجماعات والكيانات المرتبطة بمليشيات الحوثي سواء داخليا أو خارجيا.

كما ستكون الشركات والتجار في الداخل اليمني، في مرمى العقوبات الأمريكية، وستشمل هذه الملاحقات الكيانات الداعمة للمليشيات.

وقال النجار إنه من المتوقع أن تتخذ الإدارة الأمريكية الجديدة موقفا أكثر حزما تجاه الحوثيين، ما سيؤدي إلى تغليظ العقوبات المفروضة على المليشيات وعلى الجهات التي تمولها، وسيؤثر على تجفيف منابع التمويل.

كما تشير المعطيات وفقا للنجار إلى أنه ستتم إعادة تصنيف مليشيات الحوثي جماعة إرهابية دوليا، ما سيؤدي إلى تقليص تعاملاتهم الاقتصادية.

وتوقع أن تكون هناك تحالفات قوية لردع الحوثيين في البحر الأحمر، وتحركات برية بهدف إضعاف سيطرة الحوثيين على الشريط الساحلي في اليمن.

قطع طرق التهريب

ومن المتوقع أن تعمل التحالفات الدولية على تشديد الخناق على مليشيات الحوثي وقطع خطوط إمدادها بالأسلحة المهربة من بحر العرب والبحر الأحمر، وكذا تكثيف عمليات الاعتراض البرية بالتنسيق مع الشرعية والتحالف العربي.

تفكيك الحوثي

ومن المتوقع تفكيك الهيكل القيادي للحوثيين من خلال استهداف قيادات المليشيات، ما سيؤدي إلى إضعاف عملياتها وتعطيل قدرتها على الإفلات من العقاب، وفقا للحكومة اليمنية.

سلام يحميه السلاح

وكشف قمع الحوثيين لليمنيين بالداخل وتعاظم تهديداتهم مصالح القوى الدولية، مدى أهمية التحذيرات الحكومية والإقليمية المبكرة من انهيار البلاد والحاجة الملحة إلى استراتيجية صحيحة يتم من خلالها دعم حماية السلام بالسلاح واستعادة مدن الثقل مثل الحديدة وصنعاء سلما أو حربا، على أن يقرر الشعب اليمني لاحقا مصير حكمه.

 

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى