الولايات المتحدة وطهران تبحثان “وقفا لإطلاق النار السياسي”


 كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن وجود اتصالات بين إيران والولايات المتحدة للتفاوض على اتفاق غير رسمي وغير مكتوب أو ما يسميه بعض الإيرانيين باتفاق لـ”وقف إطلاق النار السياسي” وهي المعلومات التي رددها قبل أيام متحدث باسم الخارجية الإيرانية أشار خلالها إلى جهود تقودها سلطنة عمان في هذا المسار.

وقالت الصحيفة الأميركية إن الهدف من التفاوض الهادئ هو الحد من البرنامج النووي الإيراني وفق خارطة طريق توضح وتحدد الخطوط العريضة للمفاوضات بما يشمل على عدم تخطي تخصيب طهران لليورانيوم الحد المسموح به أو يتجاوز مستوى إنتاجها الحالي. وتنتظر إيران في المقابل أن تتوقف الولايات المتحدة عن تشديد العقوبات والتوقف عن مساعيها لإصدار قرارات عقابية جديدة في الأمم المتحدة أو الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ونقلت الصحيفة عن علي فائز المدير الإيراني في مجموعة الأزمات الدولية، قوله “إن الهدف من الاتفاق هو وضع غطاء على أي نشاط يتجاوز بشكل أساسي الخط الأحمر أو يضع أيا من الطرفين في وضع يمكّنه من الانتقام بطريقة تزعزع استقرار الوضع الراهن”، مضيفا “الهدف هو استقرار التوترات وخلق الوقت والفضاء لمناقشة الدبلوماسية المستقبلية والاتفاق النووي”.

ويأتي ذلك بينما وصلت مفاوضات فيينا النووية غير المباشرة بين طهران وواشنطن إلى طريق مسدود وتعثرت جهود إحيائها وسط اشتراطات من الجانبين. بينما انشغلت الولايات المتحدة طيلة الأشهر الماضية بالغزو الروسي لأوكرانيا وهي جبهة مواجهة شديدة تخوضها إدارة الرئيس بايدن في سياق إضعاف روسيا.

ولا تريد إدارة بايدن على ما يبدو فتح جبهة أخرى بينما كل تركيزها على دعم أوكرانيا ومواجهة النفوذين الروسي والصيني.

وقال دينيس روس الذي ساعد في صياغة سياسة الشرق الأوسط للعديد من الرؤساء الأميركيين، إن “إدارة بايدن ليس لديها شهية لأزمة جديدة”، بحسب ما نقلت عنه نيويورك تايمز. مضيفا “اتفاقية متواضعة لتجنب الأزمات يمكن أن تكون مفيدة، لكن فقط إذا كانت محدودة زمنيا”.

وأوضح كذلك أن “إيران تقوم ببناء منشآت جديدة تحت الأرض من المحتمل أن تصمد أمام القنابل الأميركية الخارقة للتحصينات التي تهدد مواقعها النووية الحالية”.

ويأتي نشر هذه المعلومات بعد أيام من تقرير نشر في موقع ‘ميدل ايست اي’ البريطاني قال إن “طهران وواشنطن على وشك أن تتوصلا إلى اتفاق مؤقت لرفع بعض إجراءات الحظر المفروضة على إيران إزاء تجميد بعض أنشطتها في مجال تخصيب اليورانيوم”.

لكن بعثة إيران الدائمة لدى الأمم المتحدة سارعت إلى نفي صحة التقرير البريطاني أو غيره من التقارير التي رجحت أن الجانبان يقتربان من التوصل لاتفاق مؤقت.

وكانت إيران قد انخرطت منذ أبريل 2021 في مفاوضات غير مباشرة مع الولايات المتحدة برعاية أطراف في الاتفاق النووي للعام 2015 لإعادة إنعاشه بعد أن انسحبت منه أمريكا بشكل أحادي في 2018 في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب الذي وصفه بـ”الاتفاق المعيب” وردت الجمهورية الإسلامية لاحقا بانتهاك التزاماتها في الاتفاق المعروف بـ”اتفاقية العمل المشترك” وصعدت في الأشهر الماضية من عمليات تخصيب اليورانيوم بنحو 23 ضعفا عما هو منصوص عليه في خطوة تقربها أكثر من المستوى المطلوب لصناعة قنبلة نووية.

لكن المفاوضات التي كانت الآمال معلقة عليها لتهدئة التوتر وكبح برنامج إيران النووي تعثرت في سبتمبر بعد سبع جولات من محادثات تقلبت بين الشد والجذب، لكن ما أن تظهر بوادر انفراج حتى تتعثر الجهود مجددا وانتهت باعتبار الأطراف الغربية أن الرد الإيراني على مسودة تفاهم كان “غير بناء”.

Exit mobile version