سياسة

الهدنة في غزة.. لماذا تأخر التنفيذ؟


بينما كان العالم يترقب دخول الهدنة بين إسرائيل وحماس حيز التنفيذ، أرجأت تفاصيل اللحظات الأخيرة بدء سريانها، فيما واصلت إسرائيل عملياتها العسكرية على القطاع.

ولم تعلن الأطراف تراجعها عن الاتفاق الذي تم بعد أسابيع من المفاوضات المضنية ولكن لم يحدد موعد جديد بشكل دقيق وإن كانت إسرائيل أشارت إلى أن البداية لن تكون قبل غد الجمعة.

وتم التأجيل بعد لقاء عقد في الدوحة بين المسؤولين الإسرائيليين المكلفين بقضية الرهائن الإسرائيليين رئيس الموساد ديدي بارنيع ونيتسان ألون (مسؤول ملف المختطفين)، مع كبار المسؤولين القطريين، وسط مباحثات حول إطلاق سراح المختطفين.

ووصل الوفد الإسرائيلي إلى الدوحة من أجل تسلم قائمة بأسماء 10 إسرائيليين كان من المقرر إطلاقهم اليوم وتسليم قائمة بأسماء 30 معتقلا فلسطينيا كان من المقرر أن تطلق إسرائيل سراحهم.

وقالت الهيئة العامة للبث الإسرائيلي، الخميس: “تبين خلال لقاءات الأمس في قطر، وجود ثغرات في عدة أجزاء مختلفة من الاتفاقية حسب ما تقول حماس“.

وقال مصدر إسرائيلي للهيئة العامة للبث الإسرائيلي: ” حماس أبلغت عبر الوسيط رغبتها في إجراء تغييرات”.

وأشار المصدر ذاته إلى أن “حماس وجهات إسرائيلية أعلنت بدء تنفيذ الهدنة الإنسانية اليوم الساعة 10 صباحا وذلك قبل مغادرة بارنيع وألون متجهين إلى قطر، ما اعتبر إبراما نهائيا للاتفاق”.

وأضاف: “لم نولِ هذا الإعلان أي أهمية لسبب بسيط وهو أننا نعلم جيدا أن الاتفاق لم يبرم بعد”.

ولكن بعد عقد اللقاءات بالدوحة، قال رئيس هيئة الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي في بيان: “الاتصالات الجارية من أجل الإفراج عن مخطوفينا تتقدم باستمرار. بدء الإفراج عنهم سيتم وفقا للاتفاق الأصلي بين الأطراف وليس قبل يوم الجمعة”.

وعلى إثر ذلك، قال مقربون من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لوسائل الإعلام، إنه “طالما لم يتم التوقيع على الاتفاق فإن الحرب ستستمر”.

واستدركوا “ليس هناك تراجع ولا وقف لإطلاق النار”.

وقالت الهيئة العامة للبث الإسرائيلي “ثمة تفاؤل في إسرائيل بأن الاتفاق سيتم التوقيع عليه بالفعل”.

ونقلت عن مسؤول سياسي إسرائيلي أن “القطريين أبلغونا حوالي الساعة 23:00 من مساء أمس بأن حماس لم توقع على الاتفاق. ويبدو أن الأمر داخلي يخصهما”.

وأوضح مسؤول في مكتب نتنياهو “أن أحداً لم يعلن أنه سيتم إطلاق سراحهم غدا (اليوم)، باستثناء وسائل الإعلام”.

غير أن مصدرا إسرائيليا قال للقناة 12 الإسرائيلية: “لم يتم استلام قوائم محددة بأسماء المختطفين الذين سيتم إطلاق سراحهم، لكن هناك تفاؤلا حذرا بإمكانية إحراز تقدم وتم التوصل إلى مخطط متفق عليه”.

واستدرك: “التأخير ليس كبيرا ولكنه تقني”، موضحا أن هناك “ثغرات” في الاتفاقية، التي لا تزال بحاجة إلى إغلاقها. نعتقد أن الصفقة ستمضي قدما وأن هذا تأخير في اللحظة الأخيرة”.

وإضافة إلى عدم تسلم قائمة الأسماء فقد أشار المصدر الإسرائيلي إلى أنه” لم يتم الانتهاء من آلية التبادل بسبب نزاع حول شروط وقف إطلاق النار”.

ومن جهتها، قالت أدريان واتسون، المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي: “تمت الموافقة على الاتفاق ولا يزال متفقا عليه. يعمل الطرفان على التفاصيل اللوجستية النهائية قبل تنفيذ الصفقة”.

وأضافت: “وفي رأينا، لا ينبغي ترك أي شيء للصدفة عندما يحتجز الرهائن. هدفنا الرئيسي هو ضمان عودتهم إلى ديارهم بأمان. نحن نسير في هذا الطريق ونأمل أن يبدأ تنفيذ الاتفاق في وقت مبكر من صباح الجمعة”.

ومن المقرر أن تشمل الصفقة 50 امرأة وطفلا إسرائيليا مقابل إطلاق إسرائيل سراح 150 امرأة وطفلا فلسطينيا من سجونها على مدى 4 أيام.

وخلال التبادل، تسود هدنة إنسانية قطاع غزة ويتم إدخال 300 شاحنة يوميا من المواد الغذائية والوقود.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى