سياسة

المغرب يقترب من حسم ملف نزاع الصحراء المفتعل


كشف تقرير نشره موقع قناة “دويتشه فيله” الألمانية أن المغرب يقترب أكثر من أي مضى من حسم قضية الصحراء المغربية، مسلّطا الضوء على تنامي الدعم الدولي لمقترح الحكم الذاتي تحت سيادة المملكة كحلّ وحيد لإنهاء النزاع المفتعل حول الإقليم المغربي، مشيرا إلى أن الاعترف الفرنسي بمغربية الصحراء سيعطي دفعة قوية للرباط.

وأشار التقرير إلى أن نهاية النزاع حول الصحراء المغربية الذي امتد على نحو 5 عقود باتت وشيكة بعد أن أنهت باريس ترددها إثر الرسالة التي وجهها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الـ25 لعيد العرش وتضمنت اعترافا بسيادة المغرب على صحرائه.

وتابع أن فرنسا تعهدت بدعم المغرب لإنهاء النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، لافتا إلى أن سارة زعيمي الباحثة ومديرة الاتصال في مركز الأبحاث الأميركي صرّحت للموقع الألماني بأن “الموقف الفرنسي يعدّ خطوة رمزية للعامة قد تحسم الملف”.

وكان توماس إم. هيل مدير برامج شمال أفريقيا في معهد الولايات المتحدة للسلام قد قال منذ نحو أسبوعين إن “نزاع الصحراء المغربية قد انتهى”، مشيرا إلى أن “جبهة بوليساريو الانفصالية لم يعد لديها خيار سوى قبول نوع من الحكم الذاتي داخل المغرب”، وفق موقع “الصحيفة” المغربي.

واستعرض التقرير قائمة الدول الكبرى التي تدعم سيادة المغرب على صحرائه، من بينها الولايات المتحدة، فضلا عن تأييد العديد من دول الخليج وأفريقيا للمقترح المغربي لإنهاء النزاع المفتعل، مشيرا إلى نجاح الدبلوماسية المغربية في إثبات وجاهة مبادرة الحكم الذاتي تحت سيادة المغرب باعتبارها الحل الوحيد القابل للتطبيق على أرض الواقع.

وبيّن أن فرنسا غادرت المنطقة الرمادية بإعلانها دعم المغرب في قضيته، مدفوعة برغبتها في استعادة نفوذها المتراجع في المنطقة، خاصة الساحل الأفريقي، فضلا عن مساعيها لإيجاد حلول لظاهرة الهجرة غير النظامية، لافتا إلى أن باريس تعوّل على الخبرة التي راكمتها الرباط في معالجة هذا المشكل وتفكيك شبكات الاتجار بالبشر.

وأشارت عدة تقارير دولية خلال الآونة الأخيرة إلى أن دخول فرنسا بوزنها الثقيل في مجلس الأمن بالأمم المتحدة كأحد الأطراف الكبرى الداعمة لسيادة المغرب على صحرائه من شأنه أن يطوي صفحة النزاع المفتعل.

وافتتحت عشرات الدول خلال الأعوام الأخيرة قنصليات وتمثيليات لها في مدينتي الداخلة والعيون بالصحراء المغربية ومن بينها الإمارات والأردن وجزر القمر و الغابون وكوت ديفوار وزامبيا وبوركينا فاسو وجمهرية غينيا بيساو وإفريقيا الوسطى، فيما أكد وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة في تصريح سابق أن الفترة المقبلة ستشهد افتتاح العديد من المقرات الدبلوماسية في الإقليم، ما يقيم الدليل على أهمية الدعم السياسي الذي تحظى به المملكة في هذه القضية.

ويعوّل المغرب على “دبلوماسية القنصليات” لتعزيز الإجماع شبه الدولي على المقترح الذي يطرحه لتسوية النزاع المفتعل حول صحرائه، في وقت تشهد فيه المنطقة طفرة تنموية على جميع المستويات مع تحوّلها إلى إقليم جاذب للاستثمارات الأجنبية بفضل التشجعيات والحوافز في إطار إستراتيجية ملكية تهدف إلى توفير الرفاه الاجتماعي لسكان الأقاليم الجنوبية للمملكة.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى