المغرب يقاوم لوبيات تشوش على علاقته مع الاتحاد الاوروبي
يقاوم المغرب اقلية داخل الاتحاد الاوروبي تسعى بدفع من لوبيات للاضرار بعلاقات المملكة مع الاتحاد الاوروبي. وهي علاقات تم تعزيزها خلال السنوات الماضية في مختلف المجالات وهو ما اثار غضب وقلق جهات اقليمية معادية للرباط على غرار الجزائر.
واتهم الناطق باسم الحكومة المغربية مصطفى بايتاس، الخميس، جهات بالاتحاد الأوروبي (لم يسمّها) باستهداف بلاده. واصفا إياها بأنها “أقلية” وذلك على خلفية انتقادات تعرض لها منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل اثر زيارته للمغرب يومي 5 و6 يناير الجاري في محاولة مبيتة من قبل بعض اللوبيات الغاضبة من حجم الشراكة بين المغرب والاتحاد الأوروبي لإقحام الرباط في قضية تتعلق بدفع أموال في البرلمان الأوروبي للتأثير على السياسات الأوروبية والتي تورطت فيها قطر.
ويرفض المغرب الحملة التي تستهدفه من لوبيات بعضها مدفوع من الجزائر تهدف للإضرار بمصالح المملكة في أوروبا عبر الترويج لمعطيات مغلوطة. وذلك بعد ان ساءتها نجاحات الرباط إقليميا ودوليا خاصة منها في ما يتعلق بتعزيز شراكاتها الاقتصادية والتجارية والسياسية مع الأوروبيين ومع شركاء غربيين تتقدمهم الولايات المتحدة.
وقال بايتاس في مؤتمر صحفي عقده عقب اجتماع المجلس الحكومي في العاصمة الرباط إن “العلاقات بين المغرب والاتحاد الأوروبي قوية وقديمة. وتتميز بالثقة” مؤكدا ان بلاده “حريصة على تعزيز هذه العلاقات وتطويرها، ولكن للأسف هناك أقلية منزعجة منها وتحاول استهداف المغرب إما إعلاميا أو عبر بعض المؤسسات”.
ولفت إلى أن المغرب يتعامل على أساس أن “هذه الجهات أقلية، فيما توجد مجالات أخرى واسعة في الاتحاد الأوروبي للتعاون والشراكة”.
وكان وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة دعا خلال مؤتمر صحفي مع بوريل في الرباط بداية الشهر الجاري إلى حماية الشراكة التي تربط بلاده مع الاتحاد الأوروبي من “هجوم ومضايقات قضائية وإعلامية مستمرة داخل مؤسسات أوروبية خاصة البرلمان الأوروبي”.
واكد وزير الخارجية المغربي حينها ان بلاده تتعرض “لمضايقات قضائية وإعلامية مستمرة، وهجومات داخل مؤسسات أوروبية، خاصة البرلمان الأوروبي. عبر أسئلة تستهدف المغرب لتصفية الحسابات والضرر بالشراكة المتميزة التي تربطه بالاتحاد الأوروبي”.
وجاءت زيارة بوريل حينها بعد طي المغرب صفحة الخلاف معه، فيما كانت الرباط قد ألغت في سبتمبر الماضي. اجتماعا ثنائيا كان مقررا في العاصمة المغربية مع المسؤول الأوروبي احتجاجا على تصريحات أدلى بها على قناة إسبانية تخص ملف الصحراء المغربية.
وخلال 10 أعوام، تضاعف التبادل التجاري بين المغرب والاتحاد الأوروبي 3 مرات، وفي 2021 تجاوز حجمه 45 مليار يورو (47.7 مليار دولار). وهو ما اثار غضب بعد الجهات الاقليمية من تصاعد حجم التعاون.
وبخصوص المضايقات القضائية، قال بوريطة إن المغرب “أبرز من خلال العاهل المغربي محمد السادس (عبر خطاب متلفز في أغسطس 2022)، أن ملف الصحراء هو النظّارة التي ينظر بها إلى العالم، وهو المعيار الذي يقيس به صدق الصداقات ونجاعة الشراكات”.
وفي سبتمبر 2021، أصدرت محكمة العدل الأوروبية حكما يلغي قرارين لمجلس الاتحاد الأوروبي، يتعلقان باتفاقيتين أبرمهما المغرب والتكتل حول الصيد البحري والزراعي، تشملان سواحل ومنتجات إقليم الصحراء.
وجاء قرار المحكمة عقب شكاوى تقدمت بها جبهة “البوليساريو” ضد الاتفاقيتين، وتشملان سواحل ومنتجات إقليم الصحراء ما يشير الى محاولات الجبهة الانفصالية للإضرار بمصالح الشعب المغربي بدفع من الجزائر.
وسعت البوليساريو للإضرار بمصالح المغرب في أوروبا عبر تشكيل لوبيات تسعى لتشويه صورة الرباط خاصة في عدد من البرلمانات الأوروبية على غرار البرلمان الفرنسي الذي استقبل قبل أشهر وفدا من الجبهة ما اثر سلبا على العلاقات المغربية الفرنسية.
ويؤكد حجم التعاون الأوروبي مع المغرب إضافة الى اعتراف عدد من الدول الأوروبية المؤثرة على غرار اسبانيا وألمانيا بمشروع الحكم الذاتي المغربي فشل كل تلك السياسات والمخططات.