سياسة

المساومة مع الطغاة.. تقارير أجنبية تحذر بايدن من روسيا وقطر


أفادت وكالة الأنباء “جويش نيوز سينديكيت” أن لكل من قطر وروسيا موقف مناقض حول أزمة إمدادات الغاز الطبيعي الأوروبية. والتي أثارتها مخاوف من غزو روسي محتمل لأوكرانيا.

وقد جرى تأطير قطر بأنها المنقذ السابق والذي من المرجح أن يقوم بتعويض الخسائر الروسية المحتملة.
ولقد حذرت الوكالة من مواجهة هذا التصور إذ تجمع البلدين مواقف سياسية مشابهة تجاه أوروبا والولايات المتحدة. فيشكل أمير قطر تميم تهديدا بالغرب كما الرئيس الروسي فلاديمير. معتبرة أنه اللجوء إلى مستبد لمعالجة مشكلة سببها طاغية آخر: بوتين.

مضيفة أن المفاوضة مع الطغاة لتوفير موارد الطاقة بالعالم الحر تعد سياسة شنيعة وأمر يقلب السلطة الأخلاقية للغرب ويهدد الأمن القومي للولايات المتحدة واستقلال الطاقة. حيث ينتهي الامر بخسارة أمريكا لتكون مكسبا لقطر بكل صفقة بين البلدين.

وكان الهدف الرئيسي لسياسة الإدارة الأمريكية السابقة هو الهيمنة على الطاقة وزيادة صادرات الغاز الطبيعي المسال. وقام ترامب بتحرير التدخل الحكومي ليكون الغاز الطبيعي الأمريكي متاح للعام. الشيء الذي يجعل قوة الشركات العملاقة المصدرة للغاز كروسيا وقطر تنهار.

أزمة الغاز الطبيعي بأوروبا

وقام بايدن بفترة وجيزة من توليه الرئاسة من قطع كل طاقته. ومنع الزيادة المخططة لإمدادات الغاز الطبيعي الأمريكية لأسواق العالمية عبر مجموعة من الأوامر التنفيذية. الشيء الذي تسبب بالتراجع عن إجراء ترامب.

أعاق انعكاس الطاقة بإدارة بايدن قدرة أمريكا على تخطي أزمة الغاز الطبيعي بأوروبا. حيث تقوم سياسات بايدن عل تقييد تنمية الطاقة المحلية ببلاده عبر زيادة الضرائب. علاوة على عرقلة الحركة عبر تعليق نقل الغاز الطبيعي على السكك الحديدية الأمريكية. وإلغاء بناء خط أنابيبKeystoneXL؛ وخنق العرض المستقبلي للغاز بخفض الاستثمار العام في المشاريع الجديدة. مما يجعله يدفع بالخطر لمحطات جديدة لتصدير الغاز الطبيعي بالداخل في أوروبا الشرقية ومنطقة البحر الكاريبي.

في ظل حماقة الطاقة هذه، التي تهدف جاهدة لتأمين تعويض لروح الشوفينية الروسية، تسعى إدارته إلى شريك أميركي ضال بالشرق الأوسط لنيل المساعدة.

لافتا لقطر، قائلا إنه لن يقوم باستقبال أكثر حكام الشرق الأوسط خداعًا ومكرا للحصول على المساعدة. ومن التناقض أنه دعا قطر لزيادة إنتاجها من النفط الغاز الشي الذي يسعى لإيقافه حاليا.

وأضاف التقرير بخصوص علاقاتهم مع بايدن، أنه لا يمكن أن يكون بوتين وتميم أكثر تميزًا. حيث اعتبر بأن بايدن بوتين “لا روح له”، وقام بتهديده بالعقوبات ووصفه إياه ب “قاتل”. وأشاد بعلاقته الشخصية مع تميم، وتناول العشاء معه خلال وجبات الإفطار في البيت الأبيض واستكشف سبل تعزيز العلاقات الأميركية القطرية.

روسيا وقطر تتشابهان

وأشار التقرير بأن الشيء الأكثر إثارة للقلق هو أن السياسة الخارجية والأولويات الاقتصادية لروسيا وقطر تنتهي بعدم التوافق بكثير من المرات. خاصة حينما تكون لعنة على المصالح الأمريكية.

وأشار التقرير أيضا إلى أن قطر وروسيا تتشابهان بمسألة تشكليها تهديدا لمصالح الولايات المتحدة وأمن حلفائها. وتستثمر قطر بقوة بالبنوك الروسية الخاضعة للعقوبات حيث استثمرت 11.3 مليار دولار لدعم صناعة الغاز الروسية. واستولت على جزء كبير بأحد أكبر المطارات الروسية.

وعبر وكلاء أجانب وغير مسجلين ومدانين سعت روسيا للتأثير على الانتخابات الرئاسية الأمريكية بعامي 2016 و2020. علاوة على تقديم قطر لعشرات الملايين من الدولارات لمسؤولي إدارة ترامب وبايدن للضغط لصالحها. كان لديها أيضًا نصيبها من العملاء الأميركيين غير الشرعيين الذين جرى إرسالهم للسجن بسبب أنشطة التأثير السياسي غير المصرح بها نيابة عن الدوحة.

وقامت وزارة العدل الأمريكية بتصنيف ارتي منفذ الدعاية الحكومية الروسية كعميل أجنبي. وأيضا قناة الجزيرة القطرية جراء ترويجها للأنشطة السياسية الهادفة إلى التأثير على الأميركيين تحت ستار منظمة إخبارية.
وبرسالة له كتب رئيس قسم مكافحة التجسس بوزارة العدل جاي آي برات أن الصحافة التي تلح للتأثير على للتصورات الأمريكية لقضية سياسية داخلية وأنشطة دولية أجنبية قيادتها مؤهلة لتكون” أنشطة سياسية “بموجب التعريف القانوني”. يطالب بالتعيين.

وقامت روسيا بشراء كأس العالم 2018 وأعطت رشوة لمسؤولي الفيفا لتأمين بطولة 2022. فقد وصفت المدعية العامة لوريتا لينش المخطط بأنه الفاسد التفشي بالخارج والولايات المتحدة.

روسيا وانتهاك حقوق الإنسان

وتعد روسيا هي أكثر منتهكي حقوق الإنسان بأوروبا، تتبع قطر بالشرق الأوسط نظام السخرة. كما لفت جاك بيرغمان عضو الكونجرس إلى أن نظام الكفالة الخاص بهم يستمر بإساءة معاملة العمال المهاجرين واستغلالهم

يشير التقرير بأن تميم ليس أفضل حال من بوتني الذي يقوم بإغتيال منتقديه الذين يطلبون اللجوء للدول المتحالفة مع الولايات المتحدة. ويقوم بزج معارضيه بمعسكرات الإعتقال بسيبيريا ويتسقبل خونة أمركيين أمثال إدوارد سنودن في موسكو. فتيميم يمول ويستقبل منظمات إرهابية كداعش وحزب الله والحوثيين وطالبان وحماس الذي يشكلون جميعهم أعداء للولايات المتحدة.

ولا يزال بايدن يدعو قطر للبيت الأبيض لإنقاذ برغم الخلافات الأمريكية الصارخة معها والتشابه القائم بين تميم وبوتين.

احتياطي قطر من الغاز

ولدى قطر ثالث أكبر حصة من احتياطي الغاز الطبيعي بالعالم بحسب منتدى الدول المصدرة للغاز. حيث تقوم بمد أوروبا بـ5% من صادراتها.

وأغلب التزاماتها طويلة الأجل بمجال الطاقة موجهة لليابان وكوريا الجنوبية. لكن الدولة لفتت لجاهزيتها للمساعدة بتعويض مقاطعة الغاز الروسية لأوروبا.

 

بخلاف الروس يحضى القطريون بقدرة عجيبة لتناول كعكة أمريكا. حيث يتمتعون بنفوذ عبر احتضان أولئك الأقرب إلى الرئيس في السلطة. وكمثال لذلك قوضت قطر أثناء إدارة ترامب حملة الضغط الأقصى التي شنتها واشنطن ضد إيران.

جاء ذلك رداً على حصار دول مجلس التعاون الخليجي لقطر، وهي خطوة أيدها ترامب بعد بضعة أشهر من توليه منصبه. ولفت أن قادة الشرق الأوسط اتهموا قطر بتمويل التطرف. ورغم ذلك، احتضن مستشار الرئيس للأمن القومي، روبرت أوبراين، في نهاية إدارته، الدوحة في خطاب ومنح السفير القطري لدى الولايات المتحدة أعلى وسام مدني لوزارة الدفاع.

وقالت الوكالة، إن الأمير وحده يدرك بالضبط ما سيطلبه من الرئيس في المكتب البيضاوي، ولكن بأي ثمن للولايات المتحدة وحلفائها، وبأي فائدة تعود على القطريين؟

وأجابت الوكالة عن التساؤل، قائلة: 

أولاً، ستقوم قطر بطلب الولايات المتحدة حث أوروبا على إغلاق تحقيق بممارسات السوق المناهضة للمنافسة من طرف المفوضية الأوروبية.

ثانيًا، ستعمل الدوحة على استعمال لعبة الغاز الطبيعي كطريقة لزيادة وضعها كحليف مرغوب فيه مع الولايات المتحدة والاعتماد على المسؤولين الأميركيين.

سيغتنم القطريون هذه الفرصة انيل التزامات من الولايات المتحدة بخصوص سلسلة كاملة من مشاريع المشتريات، من شراء طائرات بوينج إلى تأمين صفقات طائرات التجسس التجارية في ساوث كارولينا.
لكن ليس على أميركا أن تعقد صفقة فاوستية أخرى مع قطر من أجل إنقاذ أوروبا من قبضة الطاقة الروسية. ينبغي على بايدن أن يعكس سياسات إدارته التي أعاقت تطوير الغاز الطبيعي المسال.

علاوة للتعقب السريع لتصدير الغاز الطبيعي الأميركي إلى أوروبا، ينبغي على بايدن تخطي قطر لفائدة الدول الأخرى الصديقة المصدرة للغاز كالنرويج وكندا. ينبغي جعل محاسبة القطريين على سلوكهم لا أن يكافؤوا، خاصة على حساب الولايات المتحدة وحلفائها.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى