سياسة

المالكي يساند تركيا في ملاحقة حزب العمال الكردستاني في العراق


أعرب رئيس ائتلاف دولة القانون العراقي نوري المالكي عن أهمية الحوار لحل المسائل العالقة بين بغداد وأنقرة خلال لقائه برئيس جهاز المخابرات التركي، إبراهيم كالن والوفد المرافق له، بينما تركز الحديث على ملاحقة “كل الجماعات التي تستهدف زعزعة الامن والاستقرار “في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني حيث أبدى المالكي استعداده للتعاون مع تركيا لملاحقة عناصره.

وأكد المالكي أن العراق يعمل مع دول الجوار على احترام سيادة الدول والوصول إلى تفاهمات حول أمن الحدود، وهي المسألة التي توليها أنقرة أهمية قصوى إذ تقوم بجهود مضنية للتنسيق مع الجانب العراقي بهدف وقف الهجمات التي يشنها بين الحين والآخر مسلحو حزب العمال الكردستاني انطلاقا من كردستان وسط حديث عن اتفاقية أمنية شبيهة بالاتفاقية بين بغداد وطهران.

ونقلت وكالة الأناضول للأنباء عن مصادر أمنية الثلاثاء، أن قالن التقى الرئيس العراقي ورئيس الوزراء وممثلي طوائف السنة والشيعة والتركمان. وأوضحت أنه تناول خلال لقاءاته مكافحة الإرهاب وتهديدات “بي.كي.كي الإرهابي” والخطوات المشتركة التي يمكن اتخاذها في مكافحة هذا التنظيم.

كما بحث قالن خلال لقاءاته في العراق، مسائل التعاون الأمني وكيفية مواصلة التعاون في مكافحة تنظيم داعش الإرهابي. وتطرق أيضا إلى مستجدات الأوضاع في قطاع غزة وانعكاساتها على العراق ودول المنطقة.

وبدأ حزب العمال الكردستاني، المصنف جماعة إرهابية في كل من تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، شن هجمات ضد الدولة التركية عام 1984. وفي المقابل تنفذ تركيا بصورة متكررة ضربات جوية في العراق في إطار استهداف مقاتلي الحزب المتمركزين هناك وهو ما ترفضه الحكومة المركزية في بغداد وتعتبره تهديدا وانتهاكا لسيادتها الوطنية.

وتصعد القوات التركية من هجماتها في جبال كردستان رغم فشل عمليات سابقة متتالية في الحد من خطر المتمردين الأكراد رغم تأكيد الجيش التركي القضاء على العديد من قيادات حزب العمال الكردستاني.

وتستخدم القوات التركية الطائرات المسيرة لاستهداف قيادات كردية مناوئة لأنقرة لكن ذلك لم يحد بعد من خطر المتمردين الاكراد فيما تكشف حجم الخسائر في صفوف القوات التركية قوة حزب العمال الكردستاني وقدرته على تنفيذ هجمات.

وقد دعا رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني مرارا لتعزيز التعاون الأمني مع تركيا من خلال تامين الحدود عبر عقد اتفاقية أمنية شبيهة بالاتفاقية مع إيران لكن ذلك لا يزال بعيد المنال وفق مراقبين.

ونجحت إيران في عقد اتفاقية أمنية مع العراق لإبعاد المعارضة الكردية من الحدود وانهاء المظاهر المسلحة في الشريط الحدودي بعد أن تعرضت تلك المناطق لهجمات ايرانية سواء بالمدفعية أو المسيرات.

وتعتقد تركيا انه لا يمكن مواجهة خطر المسلحين الاكراد دون تنسيق وتفاهمات مع الحشد الشعبي حيث التقى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في أكتوبر الماضي رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي فالح الفياض، ورئيس تحالف السيادة العراقي خميس الخنجر، في العاصمة أنقرة وذلك عقب زيارة وزير الدفاع العراقي ثابت محمد العباسي لأنقرة للقاء نظيره التركي يشار غولر.

ووجه الرئيس التركي مرارا تحذيرات قوية لمن وصفهم بأطراف تريد تطويق تركيا بالتنظيمات الارهابية فيما فهم انه رسالة لواشنطن التي حذرت انقرة من شن عملية عسكرية واسعة شمال سوريا.

وذكر بيان لمكتب المالكي أنه في مستهل اللقاء جرى استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها، فضلا عن التحديات التي تشهدها المنطقة إثر تداعيات العدوان الصهيوني على قطاع غزة.  وأشار إلى أن المالكي أكد لكالن على ضرورة تعزيز العلاقات وتطويرها بين البلدين في مختلف المجالات سيما قطاع الطاقة والإعمار، مشددا على أهمية اعتماد الحوار لحسم المسائل والقضايا العالقة بين بغداد وأنقرة.

وبشأن الاحداث الجارية في فلسطين المحتلة دعا رئيس ائتلاف دولة القانون جميع دول المنطقة الى دعم الشعب الفلسطيني في نيل حقوقه المشروعة وإيقاف الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني الغاصب بحق الشعب الفلسطيني الأعزل.

وقالت الأناضول أن رئيس جهاز المخابرات التركي قدم تحيات الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، معربا عن دعم بلاده لأمن واستقرار العراق، والتطلع لتعزيز علاقات التعاون خاصة في مجالات الأمن والاقتصاد والنقل.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى