انطلق في العاصمة الفرنسية باريس، الأربعاء، المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب بحضور ممثلين عن 72 من وزراء وسياسيين وخبراء في الأمن والقانون تحت عنوان لا أموال للإرهاب، إذ تتعلق الأنظار على نجاح المؤتمر في الضغط على الدول الداعمة والممولة للإرهاب وفي مقدمتها قطر للتخلي عن تلك السياسات.
وأعلن بيير ديبوسكين، منسق عام أجهزة المخابرات الفرنسية والمسؤول عن تنظيم المؤتمر، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يهدف من المؤتمر الذي يعقد على مستوى الوزراء والخبراء، إلى تعبئة المجتمع الدولي ضد وباء تمويل الإرهاب، من خلال تبادل الخبرات بين الدول والأجهزة المعنية ليس فقط أجهزة المخابرات ولكن أيضا أجهزة وزارات الدفاع والمالية والمجتمع المدني.
وقال: إن ماكرون يعتقد أننا في سباق خطير مع تكنولوجيا جديدة لتمويل الإرهاب بشكل مستتر، لذا سيكون هناك تركيز في الفترة المقبلة علي 3 ظواهر مهمة وهي: الجمعيات الخيرية التي تقدم المساعدات المادية للأفراد والمنظمات، وظاهرة الاتجار بالآثار التي سيتسع مداها في الفترة القادمة لتمويل العمليات الإرهابية.
أما المحور الثالث فيناقش رفع السرية عن الحسابات البنكية، لاكتشاف مسارات تمويل الارهاب؛ إذ إن تنظيم داعش الإرهابي مازال لديها رصيد يقدر بـ3 مليارات دولار سوف تقوم باستخدامها في تمويل مشروعات اقتصادية حول العالم؛ للحفاظ على ديمومة تمويل عملياتها الإرهابية.
وقال اللواء رضا يعقوب، الخبير الدولي في مجال مكافحة الإرهاب، إن المؤتمر لابد أن يشهد إجماعا من جميع الدول حول آليات محددة لردع الدول الداعمة للإرهاب والممولة له، وأن تتخلى بعض الدول عن سياستها الغامضة اتجاه ممولي الإرهاب وخاصة قطر وإيران.
وأوضح يعقوب في تصريح لـ”العين الإخبارية” أن تحرك المجتمع الدولي لردع السياسات القطرية تأخر كثيرًا، مؤكدًا أن وزير خارجية قطر تحدث عن أن تمويل الإرهاب لا يتم من قطر فقط، ولكن من دول عدة، وهو ما يعد اعترافا بأن قطر تمول الجماعات الإرهابية.
من جانبه، قال السفير محمد عرابي، وزير الخارجية المصري الأسبق وعضو مجلس النواب المصري الحالي، لـ”العين” إن جرائم قطر لن تسقط بالتقادم، وحتى لو تم الضغط عليها دوليا لتعديل مسارها وتوقفت في المستقبل عن دعم الإرهاب فهي تتحمل مسؤولية قتل الأبرياء وتدمير جزء كبير من المنطقة العربية، وهي تتحمل إعادة إعمار مدن كاملة في سوريا وليبيا والعراق والسودان وغيرها، التي تدمرت أجزاء منها بسبب سياسة قطر.
وتابع: لو خصصت قطر نصف ما أنفقته على تمويل الإرهاب لتعليم أبناء الوطن العربي كانت ستحقق إنجازا تاريخيا، ولكن ليس لديها رشد في إنفاق تلك الأموال.
وقال السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن قطر دائمًا تغرد خارج السرب العربي، وتأبي الاعتراف بأن الإخوان تنظيم إرهابي، موضحًا أن مؤتمر مكافحة تمويل الإرهاب في باريس يهدف إلى تجفيف منابع الإرهاب والتطرف.
وأوضح أن الدول الأوروبية تعاني من العمليات الإرهابية التي تقع في منطقة الشرق الأوسط لأنها وصلت إلى قلب أوروبا.