الكواليس تنكشف.. ماذا دار في عُمان قبل أن تنتقل المفاوضات الأميركية الإيرانية إلى روما؟

أكد موقع “أكسيوس” الأمريكي، أنه من المنتظر أن تُعقد جولة ثانية من المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران في العاصمة الإيطالية روما يوم السبت المقبل، وفقًا لما كشف عنه مصدران مطلعان.
وتشير هذه التطورات إلى تحوّل مهم في شكل الحوار بين البلدين، في ظل رغبة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مواصلة التفاوض بصيغة مباشرة، بعد نجاح الجولة الأولى التي جرت في سلطنة عُمان.
وبحسب المصادر، فإن إدارة ترامب كانت راضية عن الجولة الأولى التي سارت كما هو مخطط لها، وحققت هدفها الأساسي المتمثل في الانتقال من المفاوضات غير المباشرة، التي كانت تُدار عبر وسطاء، إلى حوار مباشر بين مسؤولين من الجانبين.
-
“ثاد” الأمريكية في إسرائيل: هل تفتح الأبواب لهجوم ضد إيران؟
-
استهداف القواعد الأمريكية في سوريا: تركيز وكلاء إيران
روما بديلاً لعُمان
وأكد الموقع الأمريكي، أن اختيار روما كموقع للجولة الثانية جاء باقتراح من الجانب الأميركي، الذي يسعى لترسيخ النمط الجديد من الحوار المباشر. وقد استبقت المحادثات الرسمية لقاء مطوّل استغرق حوالي 45 دقيقة بين المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف .ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يوم السبت الماضي، وهو لقاء وصفه مصدر مطلع بأنه كان الأعلى مستوى بين مسؤولين من البلدين خلال السنوات الثماني الماضية.
ووصف المصدر اللقاء بأنه كان جادًا ومثمرًا، واتسم بجو من الجدية والمضمون العميق. ما يعكس استعداد الطرفين للتقدم في المسار التفاوضي رغم العقبات.
-
التوجهات الأمريكية المتوقعة تجاه الرئيس الإيراني الجديد
-
كيف تسبّبت الاستراتيجية الأمريكية تجاه إيران في زعزعة الشرق الأوسط؟
مخاوف متبادلة
وأشار الموقع الأمريكي، أنه رغم الأجواء الإيجابية، فقد بدأت المحادثات بشعور واضح من عدم الثقة المتبادلة. فقد أعرب الجانب الإيراني عن قلقه من انسحاب الرئيس ترامب سابقًا من الاتفاق النووي. وأبدى خشيته من تكرار الانسحاب في حال التوصل إلى اتفاق جديد، بحسب ما أفاد المصدران.
وتابع، أن في المقابل، عبّر المسؤولون الأميركيون عن شكوكهم تجاه نوايا إيران الحقيقية. بشأن برنامجها النووي، لا سيما في ظل تراكم اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهو مستوى قريب من الاستخدامات العسكرية.
وأضاف، أنه رغم هذا التباين، اتفق الطرفان بعد ساعات من النقاش على وجود مسار محتمل للمضي قدمًا. إلا أن المسؤولين الإيرانيين قلّلوا من احتمالية أن تكون الجولة الثانية من المفاوضات بصيغة مباشرة بالكامل، على الرغم من التقدّم الذي أحرز.
-
معاملات سرية تكشف حيلة إيرانية للتهرب من العقوبات الأمريكية
-
استراتيجية الرئيس الأمريكي لردع وكلاء إيران تثير غضبا في البنتاغون
تحركات ويتكوف
وأكد الموقع الأمريكي، أنه عقب انتهاء الجولة الأولى من المحادثات. التقى المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف بالرئيس ترامب – يوم الأحد-. وأطلعه على تفاصيل ما جرى، وفقًا لما أكده مصدر مطلع.
كما أجرى ويتكوف لقاءً مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، بحسب مسؤول إسرائيلي.
وتعكس هذه اللقاءات حساسية الملف النووي الإيراني بالنسبة لإسرائيل. التي ما تزال متشككة في جدوى المفاوضات، وتدفع باتجاه تنسيق أميركي- إسرائيلي حول خيار عسكري محتمل في حال فشل المسار الدبلوماسي.
-
الولايات المتحدة الأمريكية تستنكر القصف الإيراني على العراق
-
إرهاصات مستقبل العلاقات الأمريكية-الإيرانية بعد فوز رئيسي
وفي السياق ذاته، أجرى ويتكوف اتصالات مع عدد من المسؤولين في دول الخليج الذين عبّروا عن دعمهم لاستمرار الحوار مع طهران، وفق ما أفاد المصدر.
ومن جانبه، أجرى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اتصالات مع نظرائه في قطر والكويت ومصر، وأطلعهم على مجريات الجولة الأولى.
نقاط خلافية
وأكد الموقع الأمريكي، أن واشنطن أكدت على أن تقوم إيران. بخطوات ملموسة لإبعاد برنامجها النووي عن مسار التسليح.
-
وزير الخارجية الأمريكي: لا اتفاق وشيك بشأن العودة لـ”نووي إيران”
-
بنسبة 24%.. انخفاض ميزانية إيران العسكرية بسبب العقوبات الأمريكية
وأشار أحد المصادر، أن من بين هذه الخطوات المحتملة أن تقوم إيران. بتخفيض نسبة تخصيب اليورانيوم من مستوى 60% إلى مستويات أقل، وهي خطوة تُعرف تقنيًا بـ”التخفيف” أو “التقليل من التخصيب”.
ويُقدّر أن الكمية التي بحوزة إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%. قد تكفي لإنتاج ما يصل إلى ست قنابل نووية، وهو ما يثير قلقًا بالغًا لدى العواصم الغربية.
في المقابل، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، يوم الأحد. أن الهدف الأساسي لطهران من هذه المفاوضات هو رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، في إشارة إلى أولوية الملف الاقتصادي بالنسبة للحكومة الإيرانية.