يعتزم الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) فتح تحقيق في تصريحات سياسية خلال افتتاح بطولة كأس أمم إفريقيا للمحليين التي تستضيفها الجزائر.

والتي أضفت عليها حتى قبل انطلاقها طابعا سياسيا بأن امتنعت عن منح المنتخب المغربي ترخيصا لإقلاع طائرة الخطوط الجوية المغربية الناقل الوطني للفريق (المغربي) لاستخدام أجوائها وسط قطيعة دبلوماسية وتوترات بين البلدين الجارين. ما دفع فريق اسود الأطلس للانسحاب قبل أن يتراجع عن قراره.

وقال ‘الكاف’ في بيان إن التحقيق يتعلق بما قيل من تصريحات خلال حفل الافتتاح بعد أن دعا حفيد نيلسون مانديلا. التي أطلقت الجزائر اسمه على أحد ملاعبها، إلى “تحرير” الصحراء المغربية، وهي تصريحات تعتبر استفزازية لمشاعر المغاربة ويبدو أنها مدفوعة جزائريا.  

   

وجاء في البيان أن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “سيحقق وينظر في التصريحات السياسية. والأحداث التي جرت خلال حفل افتتاح بطولة أمم إفريقيا للمحليين 2022 بالجزائر”.

وفي حفل افتتاح البطولة بالعاصمة الجزائرية، ألقى شيف زولي فوليل حفيد نيلسون مانديلا في ملعب يحمل اسم جده خطابا تحدث فيه عن نزاع الصحراء وقال “دعونا لا ننسى آخر مستعمرة في إفريقيا الصحراء الغربية، لنقاتل من أجل تحريرها”.

ونزاع الصحراء يسمم العلاقات بين الجزائر والمغرب منذ عقود وقد غاب منتخب “أسود الأطلس” عن نسخة البطولة الحالية، رغم أنه حامل لقب النسختين الأخيرتين عام 2018 على أرضه و2020 في الكاميرون وذلك بسبب الخلافات الدبلوماسية الحادة مع البلد الجار المضيف منذ سبتمبر 2021.

وكان الاتحاد المغربي اعتبر ذلك “خرقا سافرا للقوانين المنظمة للتظاهرات الكروية. التي تقام تحت لواء الاتحاد الإفريقي لكرة القدم” وراسل الاتحاد الإفريقي “لتحمل كامل مسؤولياته أمام هذه الخروقات السافرة”.

وأكد ‘الكاف’ في بيان الأحد أن تلك التصريحات السياسية التي أُطلقت “لا تخص الكاف ولا تعكس وجهات نظر أو آراء الكاف كمنظمة محايدة سياسيا”.

وكان لافتا منذ البداية أن الجزائر تدفع الوضع لتصعيد أكبر رغم أن قوانين اتحادات كرة القدم في العالم تمنع تسييس التظاهرات والتفاعلات الرياضية. لكن النظام الجزائري تجاهل ذلك ورفض جهود باتريس موتسيبي رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم بدعوى أن المسألة سيادية.

مضيفا “أمضيت الأيام الماضية في عمل كل ما بوسعي من خلال محادثات مع الحكومة الجزائرية لمعالجة المشكلة. قلت للحكومة الجزائرية اسمحوا لهم بالمجيء (أسود الأطلس)، لكنهم قالوا إنها مسألة سيادية”.

وأغلقت الجزائر مجالها الجوي في 22 سبتمبر 2021 أمام جميع الطائرات المدنية والعسكرية المغربية، بعد قطع العلاقات الدبلوماسية مع الرباط متذرعة “بارتكاب أعمال عدائية”. فيما أعرب المغرب عن أسفه إزاء هذا القرار ورفض “مبرراته الزائفة”.