القوات المسلحة الليبية تحاصر الإرهاب بعمليات عسكرية بالجنوب
أعلنت الغرفة الأمنية المشتركة في سبها، مناطق بالجنوب الليبي، مسرحا لعمليات عسكرية، يمنع الاقتراب منها.
وتؤكد مصادر ليبية لـ”العين الإخبارية” أن الإعلان يأتي لقطع الإمدادات عن الجماعات الإجرامية والخلايا الإرهابية بالمنطقة
وقال اللواء خالد المحجوب مدير إدارة التوجيه المعنوي بالقوات المسلحة الليبية، إن الهدف من إعلان “رمال زلاف بالجنوب الليبية منطقة عمليات عسكرية، هو قطع الطريق والإمدادات على الخلايا النائمة للمتطرفين المتفرقين في مناطق عدة”.
وأضاف المحجوب لـ”العين الإخبارية” أن القوات المسلحة الليبية دفعت بالتعزيزات العسكرية لدعم مديرية أمن سبها لاستئصال الجماعات الإرهابية وضرب عصابات الإجرام المنظمة في مقتل.
وتابع مدير التوجيه المعنوي بالجيش الوطني الليبي، أن العملية الأمنية قائمة حتى يستعيد المواطن الليبي في سبها وغيرها من مناطق الجنوب الليبي كافة مقومات الحياة، وفي مقدمتها استتباب الأمن داخل الشارع الجنوبي.
مسالك الهجرة
وتقول مصادر أمنية ليبية جنوبية لـ”العين الإخبارية” إن عصابات التهريب المنظمة تتبع مسارات محددة من الشمال إلى الجنوب والعكس، مرورا بمنطقة زلاف الرملية.
وأضافت المصادر أن مهربي الوقود والبشر يسلكون الطريق الرابط بين براك الشاطي وسبها، بعد السير بمسافة ٢٠ كيلومترا في الشمال الغربي من منطقة “قويرة المال” التي بها البوابة الشمالية لمدينة سبها.
وتابعت أن ثاني المسالك الحديثة للمهربين هي “طريق صحراوي يربط بين حي عبدالكافي غربي مدينة سبها، وحي محروقة بوادي الشاطي مرورا بأقصى غرب منطقة زلاف الرملية”.
وأوضحت المصادر أن الطرق القديمة التي عبدها الاستعمار الفرنسي باستخدام سعف النخل والتي تمر بوسط رمال زلاف طرق نشطة لعصابات التهريب والجريمة المنظمة، وشهدت العديد من المواجهات بين العصابات فيما بينها للسيطرة على الطريق أو لتهريب المهاجرين من الجنسيات الأفريقية خاصة الإريتريين.
مهاجرون إريتريون
وتؤكد المصادر أن المهاجرين الإريتريين يعتبرون أهم جنسيات الهجرة غير الشرعية، حيت يتم نقلهم إلى المناطق الساحلية التي يهاجرون منها إلى مسارات مختلفة في أوروبا.
وتحرص عصابات الهجرة المنظمة على توفير ملاذ أمن لهم، وسبق أن اشتبكت العصابات فيما بينها بسبب الأحقية في إيوائهم كونهم يدفعون مبالغ مالية ضخمة.
أما عن الطريق الذي تعبره التنظيمات المتطرفة، قالت المصادر إن رمال سلطان التي تربط بين أدري الشاطئ وأوباري غربي صحراء زلاف هي من أنشط المسالك التي يعبرونها.
وأكد أن قائد عمليات المرتزقة في جنوب غربي البلاد المدعو “علي كنه”، كان يسلك هذا الطريق للعبور إلى منطقة الجبل الغربي ومنها إلى العاصمة طرابلس في فترة سيطرة حكومة الوفاق غير الشرعية على الحكم في ليبيا.
دوريات وإجراءات مطلوبة
من جانبه، قال الخبير العسكري الليبي محمد صالح الترهوني، إن المنطقة الصحراوية جنوبي البلاد تحتاج إلى مسح جوي عن طريق طلعات استطلاعية من قبل سلاح الجو الليبي.
وأضاف الترهوني لـ”العين الإخبارية” أن عمليات المسح الجوي تسهل على عربات الدوريات الصحراوية مهامها عن طريق المخابرة على مدار الساعة.
وتابع أن المناطق النشطة للمهربين والإرهابيين تحتاج إلى استطلاع ليلي كونهم يعتمدون على عتمة الليل في أغلب عمليات التحرك والنقل.
واختتم قائلا إن المنطقة الجنوبية وكامل ليبيا تحتاج إلى عملية أمنية تشارك فيها كافة الأجهزة لفرض الأمن والاستقرار للمواطنين.
مناطق محظورة
وفي وقت سابق، أعلن الجيش الوطني الليبي مناطق بجنوب البلاد، مناطق عمليات عسكرية يحظر فيها تحرك المركبات والأفراد، في إجراء للتصدي للجماعات الإرهابية.
وقال الناطق باسم الغرفة الأمنية المشتركة بسبها علي الطرشاني إنه تم الشروع في تنفيذ الخطة الأمنية التي وضعتها غرفة عمليات المنطقة الجنوبية التابعة للقيادة العامة للقوات المسلحة الليبية للقضاء على الجماعات الإرهابية والإجرامية في المنطقة.
وأكد الطرشاني، في تصريحات لـ”العين الإخبارية”، أن المرحلة الثانية من خطة القوات الليبية لتأمين سبها وأطرافها ستسهم في القضاء على عصابات الاتجار بالبشر والمحروقات والجريمة المنظمة.
وتابع أن القوات المسلحة أعلنت مناطق شمال سبها، في مقدمتها منطقة زلاف الرملية، منطقة عمليات عسكرية يمنع فيها تحرك السيارات والأفراد.
وأعلنت مديرية أمن سبها قبل يومين عن تمركز وحداتها داخل وحول أطراف مدينة سبها، لغرض تأمينها وقطع الطريق أمام المجموعات الإجرامية التي تمارس الخطف والسطو والتهريب.
وأكدت القوات المسلحة الليبية، في بيان صادر عنها الأسبوع الماضي، إطلاق عملية أمنية داخل نطاق الجنوبي الغربي من ليبيا مكنتها من وضع يدها على أهم النقاط الاستراتيجية في البلاد، في مقدمتها معبر “ايسين” الحدودي الرابط بين ليبيا والجزائر.