سياسة

العجمي الوريمي.. خليفة الغنوشي الساعي لإنعاش إخوان تونس


العجمي الوريمي، أمين عام حركة النهضة، هو شخصية إخوانية مهادنة، يصنف ضمن «الحمائم» في تنظيم الإخوان بتونس، ويعول عليه التنظيم في إعادة الحركة للحياة ورص صفوفها، في محاولة بائسة لإخفاء جرائمها وخداع الشعب التونسي.

واعتبر محللون أن تعيين الوريمي كأمين عام لحركة النهضة في 3 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، جاء باعتباره “شخصية متلونة معروفة بانحنائها أمام العواصف من أجل تحقيق أهدافها بهدف إعادة إحياء الحركة بثوب جديد”، مؤكدين أنه “هذه الحيل لن تنطلي على الشعب التونسي الذي بات يحفظ عن ظهر قلب ألاعيبهم”.

يأتي هذا بعد الانشقاقات التي شهدتها وحملة الاعتقالات التي تواجهها قيادات حركة النهضة لإدانتهم بارتكاب جرائم إرهابية.

وكان الوريمي قد تم تعيينه أمينا عاما حركة النهضة، إثر سجن رئيس الحركة وزعيمها التاريخي راشد الغنوشي بتهم إرهابية قبل أشهر، وسجن المنذر الونيسي رئيسها المؤقت في سبتمبر/أيلول الماضي بتهمة التآمر على أمن الدولة.

تلون وانحناء

وقال زياد القاسمي، المحلل السياسي التونسي، إن “قيادات حركة النهضة تنقسم بين الحمائم والصقور، وبالنسبة للوريمي فإنه يعد من الحمائم باعتباره شخصية وديعة في الشكل لكنها مخادعة ومناورة في العمق”.

وأوضح أنه “رغم زعمه بأنه من دعاة التغيير داخل الحركة ومن دعاة التخلي عن الجانب الدعوي للحزب فإنه يعد من الشخصيات الخطيرة في الجماعة حيث تم سجنه في بداية التسعينيات من القرن الماضي وحكم عليه بالمؤبد لجرائم إرهابية”.

وأكد أن “الوريمي عبر عن استعداده، منذ تقلده منصب أمين عام الحركة، لإجراء تغييرات جذرية داخل الحزب أولها تغيير اسمه واسم مجلس شوراه وإخراج النهضة من جلباب زعيمها راشد الغنوشي وإعادة ترميم الانشقاقات الداخلية والمصالحة مع المنشقين”.

ويرى أن الوريمي “يبحث من خلال اعتماده على أسلوب المهادنة، عن الاعتراف من جديد بحزب يدعي أنه يقوم بمراجعات داخلية وفكرية”.

وبين أنه “منذ وصول الإخوان للحكم لم يتقلد الوريمي أي منصب سياسي أو حكومي، بل كان بعيدا كل البعد عن لعبة الكراسي لذلك تم تعيينه في هذا المنصب من أجل استغلال تلك النقطة كي يكون قادرا على رص صفوف التنظيم المفكك”.

تغيير في الاستراتيجية

وأوضح أن “إعلان الإخوان للترشح للانتخابات الرئاسية هو دليل آخر عن تغيير الحركة لاستراتيجيتها القائمة على مقاطعة الانتخابات والتي أثبتت فشلها بالتأثير على المشهد السياسي”.

وسبق أن قال الوريمي، في تصريحات متعددة منذ تقلده منصب الأمانة العامة للنهضة، إنه “يتعهد بتقديم عرض سياسي جديد إلى التونسيين”.

وزعم أن الحركة “تشهد على المستوى الداخلي مرحلة إصلاحيّة عنوانها حوكمة الموارد البشرية والمادية للنهضة بغاية جعلها حزبا رياديا قادرا على تحمّل المسؤولية في البلاد ولإنجاح العيش المشترك، ورفض الإقصاء، والتأسيس لديمقراطية سليمة خالية من العاهات”، بحسب قوله.

وتابع أنّ “العرض السياسي الجديد للحركة سيواصل مسار التطبيع مع الدولة وسيكون من مهام النخبة السياسية في المرحلة القادمة -خاصة ممن سيفوزون في الانتخابات- إصلاح الدولة لتكون دولة القانون والمؤسسات ودولة مواطنة”، بحسب زعمه.

وأضاف أن “الاسم الجديد لحركة النهضة يجب أن يعبّر عن المرحلة التاريخية والأهداف السياسية للحزب”، مرجحا أن يحمل مجلس الشورى مستقبلا اسم “المجلس الوطني”.

وأكد المحللون أن الوريمي “يسعى من خلال إعلانه تغيير اسمي حركة النهضة ومجلس شوراها وإعلانه ترشيح شخصية سياسية للانتخابات الرئاسية التي من المنتظر أن تنتظم في أكتوبر المقبل إلى إعادة النهضة إلى المشهد السياسي بعد أن لفظها الشعب وفقد الثقة بها”.

وتسبب هذا الإعلان في انشقاقات داخل القيادات الإخوانية، حيث قال وزير الخارجية الأسبق وصهر رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، رفيق عبدالسلام، الهارب خارج تونس، إن” تغيير الاسم ليس مطروحا أصلا، وهذا النقاش خارج السياق، والنهضة ثابتة على نهجها وخطها وفق أولوياتها المعلنة”.

من هو الوريمي؟

والوريمي ولد في 8 يناير/كانون الثاني 1962، بمنطقة شط مريم التابعة لمحافظة سوسة الساحلية.

ويعد الوريمي من قيادات الجيل الثاني في حركة النهضة بعد الجيل المؤسس، وعلاقته بها تعود إلى فترة نشاطه الطلابي، حيث التحق بصفوف حركة الاتجاه الإسلامي التي أصبحت لاحقا تحمل اسم النهضة حاليا، عندما كان طالبا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتونس التي بدأ دراسته بها في العام 1981.

وفي أبريل/نيسان 1984، أسس الوريمي، صحبة قيادات طلابية من “الاتجاه الإسلامي”، الاتحاد العام التونسي للطلبة ليكون منافسا للاتحاد العام لطلبة تونس الذي سيطرت عليه مجموعات يسارية ومنعت الإسلاميين من دخوله.

وفي عام 1985 التحق الوريمي بجامعة محمد الخامس أكدال بالمغرب، حيث تحصل على شهادة الإجازة في الفلسفة.

واستأنف الوريمي سنة 1988 دوره في قيادة الاتجاه الإسلامي بالجامعة حيث أصبح رئيسا لمكتبه السياسي والناطق باسمه، وأصبح من جهة أخرى مسؤولا عن تحرير جريدته الأسبوعية الحدث الطلابي، وهو ما خوله أن يصبح عضوا بصفته تلك في المكتب السياسي لحركة النهضة.

وعند صدور جريدة الفجر، التحق بهيئة تحريرها مسؤولا عن القسم الجامعي الشبابي والشؤون الدولية.

وإثر اعتقال علي العريض الناطق باسم الحركة، وحمادي الجبالي المدير المسؤول عن جريدة الفجر، عيّن العجمي الوريمي في فبراير/شباط 1991 عضوا في المكتب التنفيذي لحركة النهضة ورئيسا لمكتبها السياسي.

وفي مارس/آذار 1991 اعتقل، ثم حوكم ضمن قيادة النهضة في يوليو/تموز 1992 أمام القضاء العسكري وحكم عليه بالسجن مدى الحياة.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى