سياسة

الصومال.. خبراء يحذرون من سيطرة قطر على الأجهزة الأمنية في البلاد


على خلفية الرسائل التي سربتها وسائل إعلام صومالية والتي كشفت عن تلقي عناصر أمنية تدريباتهم في الدوحة، تمهيداً لإعادة تعيينهم في جهاز الشرطة خصوصاً في العاصمة مقديشو، أطلق خبراء صوماليون تحذيرات من التداعيات الخطيرة لخطوات تحويل قوات جهاز الشرطة المحلية وقوات الأمن والاستخبارات من أجهزة حكومية مستقلة إلى أخرى تابعة لتوجهات قطر.
وأكد الخبراء أن المحاولات التي يقوم بها عميل قطر في الصومال فهد الياسين، لتنفيذ خطة الدوحة في إحكام هيمنتها وسيطرتها على كل الأجهزة الأمنية، ستقود البلاد إلى مزيد من التشرذم الأمني والانقسام السياسي، وحذروا من أن هذا الانقسام ينذر بتجدد الصراعات المسلحة.
ويقود فهد الياسين، بحسب جهات صومالية مطلعة، مع أجهزة المخابرات القطرية منذ وصول الرئيس عبدالله فارماجو إلى السلطة، خطة محكمة لتحويل كل الأجهزة الأمنية للدولة لتصبح أداة طيعة لخدمة قطر، اعتمدت على إجراء تغييرات واسعة وحساسة في مناصب مهمة بتوجيه مباشر من قطر، وفق ما نقلت العين الإخبارية.
كما اتهمت تلك الجهات شخصيات أمنية رفيعة المستوى بالعمل على استبعاد كل التيارات والأجنحة التي تسعى للحفاظ على استقلالية الأجهزة الأمنية الصومالية وحيادها كصمام أمان، للحفاظ على وحدة البلاد وإعادة تماسكها.
ورأى فرح عابدي طاهر، الخبير الأمني الصومالي أن الحكومة الحالية قامت بقرارات مشبوهة تضرب بالدستور الصومالي والقوانين الداخلية للبلاد عرض الحائط، من خلال ارتهانها تغيير الأجهزة الأمنية لأجندة دولة قطر، التي باتت تسيطر على جميع مفاصل البلاد الأمنية، وقال إن الخطوات الأخيرة بتعيين ضباط من جهاز الأمن والمخابرات في جهاز الشرطة، هي مخطط لتصفية حيادية واستقلالية قوات الشرطة وتحويلها من جهاز مستقل عن المخابرات إلى جهاز تابع يتلقى التعليمات من مكاتب المخابرات.
ووصف فرح التغييرات بأنها في غاية الخطورة على مستقبل البلاد الأمني والسياسي، مضيفاً أن محاولات عملاء قطر الساعية لتحويل البلاد إلى وكر أمني وحديقة خلفية لمخططات قطر في منطقة القرن الأفريقي ستكون وبالاً على علاقات البلاد مع دول الجوار أولاً وعلى السلم والأمن الاجتماعي الداخلي.
كما حذر الخبير الأمني من أن التدخلات الخارجية واختراق الأجهزة الأمنية خصوصاً من دولة راعية للإرهاب مثل دولة قطر، ستقود إلى مزيد من تمزيق النسيج الاجتماعي الداخلي وشرذمة العلاقات الاجتماعية بين المكونات الصومالية وإعادة لسيناريوهات الحرب والنزاعات الدموية التي ستقود لتقسيم البلاد.
وكان الرئيس فارماجو قد قام بتعيين عميل قطر فهد الياسين في منصب نائب رئيس جهاز المخابرات وطرد النائب السابق للجهاز عبدالله عبدالله وجرده من مناصبه.
ومن جهته، قال المحلل السياسي الصومالي محمد نورسيدو، إن محاولة إرضاء قطر وتنفيذ أجندتها في الصومال والقرن الأفريقي سيقود إلى تلطيخ سمعة الأجهزة الأمنية والشرطية وفقدانها لمهنيتها ومصداقيتها في الداخل والخارج.
وأضاف كان يجب على القيادات الصومالية أن تنأى عن الأجندة القطرية المشبوهة التي تدعم الإرهاب وتدعم إيصال الجماعات المتشددة والسيطرة على الدول”، موضحاً أن تلك التغييرات والإشارات السلبية التي ترسلها القيادات الصومالية ستنعكس مستقبلاً على الوضع الأمني والسياسي للبلاد.
ولفت إلى أن التوجهات الأخيرة القطرية بإيصال الجماعات الإرهابية ودعم وجودها في الصومال مثل حركة الشباب، ستقود إلى شرذمة الصومال وتمزيقه ليقع فريسة لخدمة عملاء قطر الذين لا يهمهم مستقبل الصومال السياسي والاقتصادي.
من جانبه، رأى الخبير الأمني الصومالي عبدالرحمن سعيد جامع أن مستقبل البلاد يبدو أكثر غموضاً بسبب تدخلات قطر ومحاولتها فرض أجندتها الأمنية والسياسية ونشر الفكر الإخواني بالقوة، وإعادة تكوين مجموعات إخوانية تابعة لها في الصومال وتمريرها لأجندتها بدون الالتفات لمعاناة الشعب الصومالي ورغبته في الأمن والاستقرار.
وكشف عن أنه يمتلك معلومات مؤكدة عن رفض الدول المجاورة خصوصاً كينيا التعامل مع أجهزة الأمن والاستخبارات الصومالية بعد تعيين الياسين بسبب ارتباطاته المعروفة بالجماعات الإرهابية التي تنشط في القرن الأفريقي، وتلقيه تدريباته على يد أجهزة المخابرات القطرية التي تستخدمه كمخلب في المنطقة.
وأشار جامع إلى أن الوضع الأمني في الصومال سيكون على المحك ومرشح للانفجار في أي وقت بسبب التغييرات الأخيرة في أجهزة الأمن والمخابرات، والتي قادت إلى أزمات داخلية كبيرة وانفراط الوضع الأمني في العاصمة والولايات.
وتابع قائلاً إن قطر لا يهمها سوى إحكام سيطرتها على الصومال وتنفيذاً لأجندتها بعد تبيان فشل وكذب مشاريعها في كثير من الدول الأفريقية وتسببها في تمزيق كثير من الدول وتهديدها للسلم والأمن العالمي، ولفت إلى أن الفترة المقبلة ستكون أشبه بالمحرقة القطرية للصوماليين.
ونقلت العين الإخبارية عن مصادر أمنية مطلعة، تفاصيل الخطة القطرية المحكمة التي تم وضعها للسيطرة على جهاز الشرطة الصومالية في مقديشو بالذات، بعد أن أحكمت سيطرتها على جهاز المخابرات، وذلك عقب قرارات وتوجيهات قطر للياسين للتفرغ لتنفيذ المخطط الثاني بتغيير جميع القيادات السابقة في الشرطة واستبدالها بقيادات في جهاز الأمن والمخابرات ممن تلقوا تدريبهم في الدوحة.
وتشير مصادر خاصة إلى أن تلك المخططات لا تنفصل عن دعوات سابقة لسياسيين يتبعون قطر داخل البرلمان أطلقوا دعوات تطالب بتغيير القوات المشرفة على حماية العاصمة، التي تعرف بقوة استقرار مقديشو إلى قوات الدفاع المدني ووفقاً لمخطط مرسوم لإحكام السيطرة القطرية على العاصمة مقديشو.
وكانت العين الإخبارية قد أوردت الشهر الماضي على لسان نائب في مجلس الشعب الصومالي معلومات عن إرسال حكومة فارماجو ما يقارب 2000 من عناصر جهاز الأمن والمخابرات إلى قطر وتدريبهم تمهيداً لعودتهم وتعيينهم في مواقع أمنية حساسة، الأمر الذي أثار الرأي العام الصومالي وقتها عن الأهداف وراء إعارة العدد الكبير من عناصر الجهاز.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى