السيناريو المحتمل للعملية العسكرية التركية في شمال سوريا
قلق دولي بعد أن أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن نيته إطلاق المرحلة البرية قريبًا من عملية المخلب السيف. وهي عملية عسكرية تهدف إلى تطهير المناطق الواقعة على طول الحدود الجنوبية لتركيا من المقاتلين التابعين لحزب العمال الكردستاني أو حزب العمال الكردستاني.
وقد أبلغ وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، نظيره التركي معارضته القوية لعملية عسكرية تركية جديدة في سوريا، معبراً عن قلقه من تصاعد الوضع في البلاد.
ووفق ما أفاد البنتاغون في بيان، وقالت وزارة الدفاع الأميركية إن أوستن عبر في اتصال هاتفي عن “قلقه من تصاعد الوضع في شمال سوريا وتركيا، بما في ذلك الضربات الجوية في الآونة الأخيرة التي هدد بعضها على نحو مباشر سلامة الأفراد الأميركيين العاملين مع شركاء محليين في سوريا لهزيمة داعش”.
معارضة أمريكية
كان الرئيس التركي قد أشار إلى أن اختيار التوقيت سيكون مفاجئاً قائلًا: ” فجأة في منتصف الليل سوف نكون هناك”، وسط تقارير محلية تشير إلى اكتمال الاستعدادات للعملية البرية.
دعا وزير الدفاع الأميركي إلى خفض التصعيد، معبراً عن معارضة وزارة الدفاع القوية لعملية عسكرية تركية جديدة في سوريا، وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية الجنرال بات رايدر قدر الثلاثاء أن إطلاق تركيا عملية برية في سوريا من شأنه أن “يعرض للخطر” إنجازات الحرب ضد تنظيم “داعش” في هذا البلد، داعياً أنقرة إلى ضبط النفس.
يخدم مصلحة داعش
ويجد كرم سعد المحلل والباحث في الشؤون التركية، أن أردوغان يستخدم التحركات العسكرية وقصف الشمال السوري مع اقتراب الانتخابات أملًا في تحسين صورته المنهارة. مؤكدًا أن العملية البرية للجيش التركي شمال شرقي سوريا ستكون سببًا رئيسيًا في انضمام جيل جديد إلى مقاتلي داعش ويخدم مصالح التنظيم الإرهابي الأخطر في المنطقة.
وتابع الباحث في الشؤون التركية أن الأزمات الاقتصادية في سوريا تدفع الشباب في المناطق المتضررة للبحث عن مصادر للعيش وهو ما تنجح داعش في توفيره بسهولة. مؤكدًا أن الضغوط الأميركية قد تفلح في وقف الضربة التركية لسوريا، إلا أن الأمر لا يزال حتى الآن غير مضمون بسبب احتياج أردوغان الشديد لقضية هامة وانتصار خارجي يعزز من شعبيته في الداخل التركي قبل الانتخابات الرئاسية التي اقتربت في ظل تدهور اقتصادي وظروف داخلية شديدة الصعوبة.