سياسة

الرباط وواشنطن يطلقان مناورات “الأسد الأفريقي”


أعلن المغرب انطلاق الدورة التاسعة عشرة من مناورات “الأسد الإفريقي” المشتركة مع الولايات المتحدة ودول أخرى والتي صارت تقليدا عسكريا بين الرباط وواشنطن.

في وقت تحرص فيه المملكة على مزيد رفع جاهزية قواتها العسكرية في ظل محاولات جبهة البوليساريو الانفصالية التصعيد من خلال نزاعها المفتعل حول الصحراء المغربية بدعم من الجزائر. بينما باتت الرباط تحظى بإجماع شبه دولي حول مقترح إقامة منطقة حكم ذاتي مع احتفاظها ببسط سيادتها على كامل أراضيها.

وقال الجيش المغربي في بيان نشرته وكالة المغرب الرسمية إنه “تم تنظيم حفل بمدينة أكادير (وسط). للإعلان عن الإطلاق الرسمي لتمرين الأسد الإفريقي المشترك متعدد الجنسيات بحضور ممثلين عن البلدان المشاركة (لم يذكرها)”. مضيفا أن التمرين يستمر حتى 16 يونيو الجاري.

وأشار إلى أن أبرز الأنشطة خلال المناورات تتمثل في تمرين التخطيط العملياتي لفائدة أطر هيئات الأركان والتدريبات التكتيكية البرية والبحرية والجوية المشتركة ليلا ونهارا.

كما تتضمن المناورات “تمرينا مشتركا للقوات الخاصة والعمليات المحمولة جوا والمستشفى العسكري الميداني. الذي يقدم خدمات جراحية وطبية لفائدة السكان، إضافة لتمارين مكافحة أسلحة الدمار الشامل”، حسب بيان الجيش.
وذكر البيان أن المناورات سيتم تنظيمها في 7 مناطق بالمغرب وهي أكادير وتزنيت وتفنيت (وسط) وطانطان والمحبس (إقليم الصحراء) والقنيطرة وبن جرير (شمال).
وهذه هي المرة الثالثة على التوالي التي يتم خلالها ضمّ منطقة المحبس في الصحراء والتي تقع على خط التماس عند الحدود مع الجزائر إلى المناطق التي ستجرى فيها المناورات.

ويأتي انضمام هذه المنطقة التي تشمل أقاليم صحراوية مسترجعة إلى تمرين الأسد الإفريقي، تكريسا للاعتراف الأميركي بمغربية الصحراء. 

ويرمي التمرين إلى المساهمة في توطيد التعاون العسكري المغربي – الأميركي وتقوية التبادل بين القوات المسلحة لمختلف البلدان المشاركة من أجل تعزيز الأمن والاستقرار بالمنطقة.
وعام 2007، انطلقت أول نسخة من مناورات “الأسد الأفريقي” بين المغرب والولايات المتحدة وتشارك فيها دول أوروبية وإفريقية وهي تُجرى سنويا. لكن أقيمت أحيانا أكثر من نسخة في العام الواحد وتعد أكبر مناورات عسكرية في أفريقيا.

وتهدف المناورات إلى التدرب على مواجهة التحديات الأمنية التي تهدد القارة الأفريقية، لا سيما منطقة الساحل حيث يتصاعد حضور المنظمات الإرهابية.

وكان مارك ميلي رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة قد أشاد في تصريح سابق بالشراكة الوثيقة بين الولايات المتحدة والمغرب. مؤكدا أهمية مناورات “الأسد الإفريقي” باعتبارها تمثل رافعة أساسية لإنجاح قابلية التشغيل المشترك للقوات المسلحة.

ووقعت واشنطن والرباط في العام 2020 اتفاقية لتعزيز التعاون العسكري تمتد 10 سنوات، بينما يعتبر المغرب شريكا وحليفا كبيرا للولايات المتحدة. وبلدا مستقرا للغاية في قارة ومنطقة تحتاج إلى الاستقرار.

والمغرب حليف قوي ليس فقط للولايات المتحدة وإنما أيضا للدول الأوروبية التي تعوّل عليه بدرجة كبيرة للحفاظ على الاستقرار في أفريقيا. بينما نجحت الدبلوماسية المغربية في استثمار هذه الميزة لخدمة مصالح بلادها خاصة فيما يتعلق بالاعتراف بسيادتها على إقليم الصحراء.
وخلص مؤشر الإرهاب العالمي لعام 2022 إلى أن “أربعة دول من أصل عشرة التي سجلت أعلى زيادة في عدد الوفيات المرتبطة بالإرهاب تقع في أفريقيا جنوب الصحراء وهي النيجر ومالي ونيجيريا وبوركينا فاسو”.

ويدور منذ عقود نزاع مفتعل حول مصير الإقليم الصحراوي بين المغرب وجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر المجاورة.
وتقترح الرباط التي تسيطر على ما يقرب من 80 في المئة من المنطقة منحها حكما ذاتيا تحت سيادتها وحصدت إجماعا دوليا حول مقترحها، فيما تطالب الجبهة الانفصالية بإجراء استفتاء لتقرير المصير برعاية الأمم المتحدة، لكن طلبها لم يجد تجاوبا دوليا يذكر.

وافتتحت نحو 22 دولة أفريقية وعربية ممثليات دبلوماسية في مدينتي العيون والداخلة في الصحراء المغربية. وتُعتبر الإمارات ثم البحرين من أولى البلدان التي تفتتح قنصليات لها في الإقليم المغربي دعما للاعتراف الدولي بوحدة أراضي المملكة.
 

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى