سياسة

الرئيس السوري: لم تكن مسألة التنحي عن السلطة مطروحة


قال الرئيس السوري، بشار الأسد إن مسألة تنحيه عن السلطة لم تكن مطروحة، لأن تلك الخطوة كانت تعني الهروب بسبب الحرب، كما أن رئيس الدولة يجب أن يرحل عندما تكون ثمة مطالب داخلية بحصول ذلك، وليس بإيعاز من الخارج.

وتابع الأسد في مقابلة مع قناة “سكاي نيوز عربية”، أنه من الناحية النظرية، كانت هناك إمكانية لتفادي ما حصل في سوريا، لو جرى الإذعان لمطالب تعاكس مصالح الدولة، والتخلي عن الحقوق السورية، وعندئذ، كان الثمن سيكون أكبر بكثير، بحسب قوله.

أما من طالبوا برحيل الرئيس الأسد داخل سوريا فكان عددهم محدودا، وفق الأسد، ولم يكونوا يتجاوزون مئة ألف، مقابل عشرات الملايين من السوريين.

وعند حديثه عن الخسائر التي وقعت وسط المدنيين، قال الأسد إن الإرهاب هو الذي كان يقتل ويحرق، وليس الدولة السورية “ليست ثمة دولة تقوم بتدمير الوطن، حتى وإن كانت دولة سيئة”.

وأضاف أن مسؤولية الخسائر التي وقعت تقع على عاتق من قدم الدعم للإرهاب، “ومن نوى وخطط للحرب، أي المعتدي وليس المعتدى عليه”.

واستطرد أن التعامل مع الوضع يحتمل عدة طرق، لكن ما جرى اتباعه بعد 2011 كان يجري في إطار سياسة الدفاع عن سوريا واستقلالية قرارها “فلو عدنا بالزمن إلى الوراء، كنا سنتبع نفس السياسة”.

وأردف “كنا نعرف بأن هناك شيئا يحضر لسوريا، وبأن الحرب ستكون طويلة، وليست أزمة عابرة”، ثم قال “كنا نخوض معركة وجودية”.

وتحدث الرئيس السوري عن سيناريوهات لصناعة الرعب في بلاده، بحسب قوله، على غرار ما حصل مع الزعيم الليبي الراحل، معمر القذافي، والرئيس العراقي السابق، صدام الحسين، والاثنين أطيح بهما عقب تدخل بمباركة غربية.

وأكد الأسد أن بلاده تمكنت من تجاوز قانون العقوبات الذي فرضته الولايات المتحدة وعُرف باسم “قيصر”، موضحا أن ذلك تم عبر عدة طرق.

وعلى صعيد آخر، قال الأسد في المقابلة التي أجريت في قصر المهاجرين بدمشق، إن قانون “قيصر” لم يعد العقبة الأكبر.

وفي حديثه عن عودة دمشق إلى الجامعة العربية، تحدث عما وصفه بالطابع الشكلي للعلاقات العربية، “مشكلة العرب أنهم لم يبنوا العلاقات عبر مؤسسات”، والجامعة العربية لم تتحول إلى مؤسسة بالمعنى الحقيقي.

ولدى حديثه عن التعامل مع المعارضة، قال الأسد إنه يعترف بالمعارضة المحلية، وليس بالمعارضة “المصنعة خارجيا”، فيما كانت دمشق قد اتهمت مرارا جهات خارجية بالتآمر لأجل تأجيج الصراع بالبلاد.

ولدى تطرقه إلى العلاقة التي تجمعه بابنه حافظ، قائلا إن الأمر يتعلق بعلاقة عائلية، وهو لا يناقش معه قضايا الحكم.

وفي الشق المتعلق بالتفاوض مع الولايات المتحدة، استبعد الأسد حصول أي تقدم أو انفراج، لأن الأمريكيين يحرصون على أن يأخذوا ويأخذوا دون أن يعطوا شيئا، وبالتالي، ليست ثمة انتظارات من أي مباحثات قد تنعقد مع الجانب الأمريكي.

أما بشأن الجارة تركيا، فأبدى الأسد عدم حماسه للقاء الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، دون شروط مسبقة، لأن المطلوب بحسب قوله، هو وجود أجندة ونقاط للتباحث.

وقال الأسد أن تركيا تريد شرعنة الأراضي التي سيطرت عليها في الشمال السوري، مضيفا أن الإرهاب الموجود في سوريا “صناعة تركية”، بحسب قوله.

وعلى صعيد آخر، اعتبر الأسد الضربات الإسرائيلية التي تستهدف سوريا بين الفينة والأخرى، في خطوة تعزوها تل أبيب إلى ضرب أهداف إيرانية “إسرائيل عدو، وتلك الهجمات ستستمر طالما أننا نتمكن من إفشال مخططات الإرهابيين ولو جزئيا”.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى