سياسة

الرئيس التركي ينتقد الحلفاء ويلوح بعملية عسكرية شمال سوريا


 صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن العمل الذي قام به في سوريا لم يكتمل بسبب الوعود التي قطعها “الحلفاء” ونكثوا بها. ملمحا إلى شن هجمات جديدة بقوله أنه لا يمكن لتركيا أن تشعر بالأمان طالما وجد حزب العمال الكردستاني مكانًا للعيش في سوريا والعراق، وأشار إلى أن التفاهمات مع بغداد بهذا الخصوص على قدر كبير من الأهمية، بحسب وكالة الأناضول التركية.

ويشير أردوغان إلى اتفاقه مع الولايات المتحدة وروسيا في أكتوبر /تشرين الأول 2019، حيث أوقفت تركيا عملية “نبع السلام” التي استمرت أياماً في شمال شرقي سوريا. بعد تعهد واشنطن وموسكو بإبعاد وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، مسافة 30 كيلومتراً جنوب الحدود التركية، مقابل وقف العملية العسكرية بعد أن سيطرت القوات التركية وفصائل “الجيش الوطني السوري” الموالي لأنقرة على بعض المناطق في شرق الفرات، منها تل أبيض ورأس العين.

و أكد أردوغان خلال كلمة ألقاها بعد اجتماع مجلس الوزراء الرئاسي في العاصمة التركية أنقرة الاثنين، مواصلة القتال بصبر حتى يتم تجفيف مستنقع الإرهاب شمال العراق بالكامل، قائلا “عندما يحين الوقت والساعة، سنكمل بالتأكيد عملنا غير المكتمل في سوريا”.

وتطمح أنقرة لإقامة “منطقة آمنة” بعمق 30 إلى 40 كيلومترًا داخل الأراضي السورية، وإخراج مقاتلي “قسد” منها، وهو ما يشمل معظم أجزاء محافظة الحسكة، وأجزاء أخرى من ريف حلب الشرقي والرقة.

وتعتبر الولايات المتحدة الأميركية الداعم الرئيس لـ”قسد”، بينما تمنع روسيا حليفتها تركيا من إطلاق عمل عسكري ضد “قسد” في منبج وتل رفعت حيث لا وجود للقوات الأميركية.

وتتمركز قوات الجيش السوري على الحدود بين سوريا وتركيا وفق تفاهمات مع “قسد” في محاولة من الأخيرة لإثبات عدم وجودها على الحدود التركية، وهو ما لم يقنع تركيا خلال السنوات الماضية. وهو ما برز خلال حديثه الاثنين بالقول “بارونات الإرهاب في سوريا يغتنمون كل فرصة، وسيواصلون تعطيل بلدنا، والتدخل في السياسة والضغط على مواطنينا. ولا يمكن لأي دولة أن تتجاهل مثل هذا التهديد. ولن نتردد في القيام بكل ما هو ضروري لضمان أن يعيش أطفالنا في مناخ خال من الإرهاب في الفترة المقبلة، “وسوف نبدأ في رؤية آثار رحلتنا إلى العراق على نطاق واسع في المستقبل القريب”.

ويولي الرئيس التركي أهمية كبيرة لزيارته التي أجراها إلى العراق في أبريل/نيسان الماضي مع وفد كبير بعد انقطاع دام 13 عامًا، مؤكدا أن لها أهمية تاريخية سواء من حيث نتائجها أو الرسائل التي تحتويها.

وأشار إلى أنهم ناقشوا بالتفصيل القضايا المدرجة على جدول أعمالهم المشترك مع الرئيس العراقي ورئيس الوزراء، وخاصة الأمن والنقل والطاقة والمياه، وتوجت الزيارة بتوقيع 27 اتفاقية في مجالات مختلفة.

ونوه أنه تم تجاوز عتبة حرجة أخرى من خلال الاتفاقية الرباعية الموقعة بشأن مشروع طريق التنمية، والتي ستحدد مستقبل المنطقة، مشيرا إلى أنهم يريدون زيادة حجم التجارة، الذي يبلغ حاليًا مستوى 20 مليار دولار. إلى مستويات أعلى.

وأشار أردوغان إلى أن إعلان الحكومة العراقية حزب العمال الكردستاني منظمة محظورة يعد خطوة مهمة في سياق الحرب ضد الإرهاب، وقال “لقد أعربنا أيضًا عن أننا نتوقع إعلان حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية. لقد اجتمعنا معًا”. مع إخواننا التركمان العراقيين وأعربنا عن وقوفنا معهم في اتصالاتنا في بغداد. “لقد أجرينا مشاورات مثمرة وإيجابية وصادقة للغاية في أربيل العام الماضي. وأود أن أشكر جميع إخواننا العراقيين الذين رحبوا بنا وبوفدنا ترحيباً حاراً”.

وتتزامن تصريحات أردوغان مع تصعيد للهجمات التركية شمال سوريا، وأعلنت وزارة الدفاع التركية، في بيان الثلاثاء، القضاء على 4 من عناصر الوحدات الكردية، قالت إنهم أطلقوا نيراناً استفزازية بهدف زعزعة مناخ السلام والأمن في منطقة عملية “درع الفرات”.

وكانت وزارة الدفاع قد أعلنت الاثنين، مقتل 7 من عناصر الوحدات، بعد التأكد من استعدادهم لشن هجمات “إرهابية” على منطقتي “غصن الزيتون” و”درع الفرات” الخاضعتين لسيطرة القوات التركية والفصائل السورية في حلب.

لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان نفى ما أعلنته تركيا مشيراً إلى أن جندياً واحداً من القوات السورية قُتل في المنطقة نتيجة استهدافه بالرصاص مباشرة من قبل عناصر “الجيش الوطني” الموالي لتركيا، على محور مدينة تادف بريف حلب.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى