سياسة

الرئيس الأميركي السابق يكشف “سر” الرد الإيراني المتواضع على مقتل سليماني


 

في إطار الحملة الانتخابية التي انطلق بها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب مبكرا كشف عن “سر” لم يكشفه سابقاً عن قصة مقتل القائد السابق لفيلق القدس قاسم سليماني وإسقاط درون أميركية كانت تتجسس على إيران، واستئذان النظام الإيراني منه قبل الرد على عملية الاغتيال لحفظ ماء وجهها وخشية من رد فعل أميركي أقوى.

وقتل قاسم سليماني قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني الذي ارتبط اسمه بالتدخل العسكري الإيراني في الخارج، لا سيما في العراق وسوريا. في ضربة أميركية مطلع عام 2022، استهدفت سيارة كان يستقلها بالقرب من مطار العاصمة العراقية بغداد. وقد وقال الكونغرس إن سليماني قتل بأمر من ترامب.

وفي خضم مقارنة سياسته أثناء توليه الرئاسة بين 2016 و2020 مع الرئاسة الحالية تحت قيادة جو بايدن، قال ترامب في حدث انتخابي في ولاية تكساس بمدينة هيوستن الأميركية، إن أيران أسقطت طائرة مسيرة أميركية قديمة، وكان خلفها طائرة تجسس أميركية ضخمة تحمل تقريباً 39 مهندساً وطياراً، لكنها لم تعترضها.

وتابع: “قلت حسناً، هذا أمر مثير للاهتمام! علينا الرد عليهم! وتم الرد عليهم وقمنا بتخريب بعض الرادارات وبعدها قتلنا سليماني”.

وكان سليماني من الأسماء الإيرانية البارزة المتهمة بالإرهاب من قبل الولايات المتحدة، والتي أكدت مسؤوليتها في عملية قتله إلى جانب أبو مهدي المهندس، نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي وهو تحالف من فصائل مسلحة موالية بغالبيتها لطهران.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون إن سليماني وعناصر فيلق القدس “مسؤولون عن مقتل المئات من أفراد القوات الأمريكية وقوات التحالف”، مشيرة إلى أن “الميليشيات الإيرانية كانت شنت هجمات على قواعد التحالف في العراق”.

وتابع: ترامب “لقد كان عليهم أن يردوا لحفظ ماء وجههم وهذا أمر طبيعي. ثم أبلغونا أنه سيتم إطلاق 18 صاروخاً على قاعدة أميركية في العراق (عيد الأسد) لكنها لن تستهدفها مباشرة، بل ستستهدف فقط محيط القاعدة”.

وأوضح ترامب أن أي جندي أميركي لم يصب بأذى في القصف، مضيفاً أنه “الشخص الوحيد الذي لم يكن متنرفزاً” إثر هذا القصف بسبب علمه “بنوايا إيران”.

وعلى إثر مقتل سليماني توعد الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي في بيان نقله التلفزيون بالانتقام قائلا “بلا شك، ستثأر له إيران وغيرها من الدول التي تسعى إلى الحرية في المنطقة”. مضيفا “ليعلم جميع الأصدقاء والأعداء أيضا أن نهج الجهاد في المقاومة سيستمر بدوافع مضاعفة وأن النّصر الحاسم سيكون حليف مجاهدي هذا المسار المبارك”.
وتشير إيران غالبا إلى دول وقوى إقليمية معارضة لإسرائيل والولايات المتحدة على أنها جبهة “المقاومة”.

وأضاف أن ”استشهاد سليماني سيجعل إيران أكثر حزما في مقاومة التوسع الأمريكي والدفاع عن قيمنا الإسلامية”.

وعلى الرغم من اللهجة الحادة، إلا أن هذا الخطاب لم ينص صراحةً على استخدام إيران لمجموعاتها الوكيلة أو وسائل أخرى لتصعيد الوضع وإرغام الولايات المتحدة على الخروج من الشرق الأوسط. وعلى العكس من ذلك، شدّد خامنئي على “صفعة” القوة الناعمة كأكثر ردّ مناسب. كما دعا إلى تحقيق تقدم تكنولوجي وعلمي وعسكري متسارع لتعزيز قوة الردع الإيرانية ضد العدو، الأمر الذي يشير أيضاً إلى صحة مزاعم ترامب الحالية.

وأوضح الرئيس الأميركي السابق أنه يعلن هذه القصة لأول مرة من أجل “إثبات احترام أميركا”. معتبراً أن إيران بعهد بايدن لا تحترم الولايات المتحدة. في نفس الخطاب. أكد ترامب أن رئيس وزراء باكستان السابق عمران خان “فرح” بمقتل سليماني.

وتقول إيران باستمرار أن “إخراج القوات الأميركية من المنطقة. سيكون الصفعة الأقوى للرد على اغتيال قاسم سليماني.”

 

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى