سياسة

“الدعوة الإسلامية” منظمة إخوانية النشأة


تُعتبر منظمة الدعوة الإسلامية أكبر أذرع التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، أنشأها التنظيم بقيادة الترابي في العام 1980، وفق قانون الهيئات التبشيرية لعام 1961، وباتفاقية مقرة وفق قانون أجازه مجلس الشعب، ووقع عليه الرئيس نميري، وتم تجديد القانون بعد انقلاب الإسلاميين عام 1990 الذي منح المنظمة امتيازات وحصانات ضاهت البعثات الدبلوماسية.

يقع مقرها الرئيس في العاصمة السودانية الخرطوم، وتنشط بشكل أساسي في القارة الأفريقية، ولها مكاتب في (41) دولة عبر العالم، وهي الواجهة الرئيسة للإخوان المسلمين في أفريقيا.

تروج المنظمة لنفسها على أنّ الهدف الأساسي لها هو نشر الإسلام في أفريقيا وأوروبا الشرقية وآسيا، وأنّها تسعى لرفع المستوى المعيشي للسكان في المجتمعات الفقيرة، ودعم وإغاثة المحتاجين، وتشجيع المبادرات المحلية في التنمية والبناء.

ويقوم البرنامج الدعوي للمنظمة على مرتكزات رئيسة؛ هي نشر الدعوة الإسلامية، وتوعية المسلمين بدينهم وفق المنهج النبوي القائم على الحكمة والموعظة الحسنة، وصياغة المواد الدعوية المناسبة لواقع المجتمعات الفقيرة، وتأهيل وإعداد الدعاة لخدمة الإسلام والدفاع عنه وردّ شبهات أعدائه، والتعامل مع التحديات المعاصرة التي يواجهها المسلمون.

يشرف على عمل المنظمة، بحسب ما يعرفها به (المركز العربي لدراسات التطرّف)، مجلس أمناء يتكون من (60) عضواً من دول عربية وإسلامية مختلفة، ويتولى الجانب التنفيذي فيها مجلس إدارة يرأسه الأمين العام، وينعقد بصفة دورية لتقييم الأداء العام للمنظمة وفروعها والمؤسسات التابعة لها.

ويقول المركز إنّها تتبع (8) مؤسسات اقتصادية وتعليمية واجتماعية، لكل منها كيانه الاعتباري الخاص وميزانيته المستقلة.

وتُعدّ مؤسسة (دانفوديو) القابضة واحدة من الإمبراطوريات الاقتصادية الكبرى في السودان، وتملك العديد من الشركات الكبرى التي تحتكر السوق في مجال عملها، مستفيدة من الامتيازات الحصرية التي منحها لها نظام الرئيس السابق عمر البشير

ومن أهم الشركات التابعة للمؤسسة: دانفوديو للمقاولات والطرق والجسور. دانفوديو للتجارة، وهي من أكبر الشركات التجارية في السودان. ووكيل لكبريات الشركات العالمية في عدة مجالات، دانفوديو للصناعات المتطورة (سوريبا). الشركة العالمية للأعمال الكهربائية والميكانيكية. دانفوديو لخدمات البترول. علاوة على ذلك، تمتلك المؤسسة نسبة 50% من الأسهم في شركات سودانية كبرى. أبرزها طيبة للهندسة والمقاولات، وشركة عابرة للنقل. وشركة الكنار للأدوية والكيماويات، ومركز الدراسات الهندسية والتقنية (ستس).

وتُعدّ قطر الداعم الرئيس للمنظمة، ويُعدّ مكتب قطر أكبر المكاتب الخارجية للمنظمة وأكثرها نشاطاً. وهو مرتبط بشكل مباشر بمؤسسة قطر الخيرية. الذراع القطرية الرئيسة لتمويل هياكل وأنشطة التنظيم الدولي للإخوان.

وبحسب المركز العربي لدراسات التطرّف، يعود ارتباط منظمة الدعوة الإسلامية (مدى) بالإخوان المسلمين إلى لحظة تأسيسها. فجميع مؤسسي المنظمة هم من الشخصيات المحسوبة على الإخوان المسلمين والحركة الإسلامية

ومن أبرزهم الداعية مبارك قسم الله الذي عمل مديراً تنفيذياً للمنظمة لأعوام طويلة. والرئيس السوداني السابق عبد الرحمن سوار الذهب الذي ترأس مجلس أمناء المنظمة بعد تركه السلطة عام 1986. والقطب الإخواني الراحل يوسف القرضاوي الذي كان عضواً بارزاً في مجلس الأمناء. وقد خصص فصلاً كاملاً في مذكراته “ابن القرية والكتاب” للحديث عنها والإشادة بدورها وإنجازاتها الدعوية والخيرية.

وجاء ذكر المنظمة في كتب ومذكرات معظم قيادات الحركة الإسلامية في السودان. مثل حسن الترابي وحسن مكي والمحبوب عبد السلام. باعتبارها المنظمة الأهم التي يعتمد عليها الإسلاميون في السودان للتسويق لأفكارهم الإيديولوجية في أفريقيا واستقطاب أتباع جدد.

ويبقى الدليل التاريخي الأهم على ارتباط المنظمة بالإيديولوجيا الإسلاموية أنّ البيان الأول للانقلاب الإسلاموي العسكري الذي حضّر له الزعيم التاريخي للحركة الإسلامية السودانية .حسن الترابي ونفذه الجنرال عمر البشير عام 1989. تم تسجيله داخل أحد مباني المنظمة في الخرطوم.

في نيسان (أبريل) 2020 صدر قرار من مجلس السيادة السوداني .بحلّ وإلغاء تسجيل المنظمة وحجز واستعادة ممتلكاتها وأصولها داخل السودان وخارجه لصالح الدولة. وإلغاء سجل الشركات المملوكة لها ومشاريعها الاستثمارية. وإلغاء اتفاقية المقر وإغلاق مكتب السودان، لكن بعد عامين. في نيسان (أبريل) 2022، تم إلغاء هذا القرار بحكم قضائي صدر عن المحكمة العليا بالسودان. واستعادت المنظمة كل أملاكها وأصولها.

وكان قرار حلّ المنظمة قد أثار ردود أفعال غاضبة لدى الإخوان والهياكل الدولية التابعة لهم. على سبيل المثال علي القره داغي. الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين المرتبط بالتنظيم الدولي للجماعة، استنكر في تصريحات صحفية غاضبة قرار الحل معتبراً أنّه “لا يخدم الشعب السوداني .والشعوب الأفريقية المحتاجة إلى خدمات إغاثية وتنموية. بل لا يخدم سوى أعداء الإسلام والسودان”.

ويرأس مجلس أمناء (منظمة الدعوة الإسلامية) القطري عبد الرحمن آل محمود.

وفي كانون الثاني (يناير) 2023 انتخب مجلس الأمناء قيادة جديدة لدورة 2023 ـ 2027. تتكون من السوداني أحمد محمد آدم أميناً عاماً للمنظمة. وموسى المك كور (من دولة جنوب السودان) رئيساً لمجلس الإدارة.

يُذكر أنّ أحمد محمد آدم هو مدير سابق لفرع مؤسسة قطر الخيرية في كل من غانا وكينيا وأوغندا.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى