سياسة

الحوثي ينهب المساعدات الدولية الواردة عبر ميناء الحديدة.. ما علاقة الأمم المتحدة؟


رغم الأدلة والتقارير الأممية التي تؤكد أن جماعة الحوثي الانقلابية باليمن، تستخدم ميناء الحديدة لمهمتين عسكريتين. أولهما استقبال الأسلحة والمعدات التقنية والخبراء الأجانب الذين يتم تهريبهم، والأخرى استخدامه كقاعدة لانطلاق الهجمات البحرية الإرهابية ضد الملاحة الدولية. إلا أن المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة تصر على إرسال المساعدات الإنسانية فقط عن طريق هذا الميناء. ولا يتم استخدام الموانئ الأخرى في المناطق المحررة (المكلا-عدن-المخا)، وهو ما يثير العديد من علامات الاستفهام حول الموضوع.

سرقة المساعدات الدولية

تتفنّن ميليشيا الحوثي، منذ سيطرتها على ميناء الحديدة، في سرقة المساعدات الدولية وانتهاك الاتفاقات، بما فيها اتفاق ستوكهولم.

وتستخدم المليشيا الإرهابية الميناء لتهريب الأسلحة الإيرانية، بدلاً من استخدامه في إغاثة ملايين من شعب اليمن. واليوم تتخذ منه مركزا لتفخيخ وإطلاق الزوارق وعمليات قرصنة السفن والتهديد المستمر للملاحة الدولية. وهو الأمر الذي يتطلب موقفاً دولياً من قضية ميناء الحديدة واستغلال الحوثيين له.

وخلال الثلاث سنوات الماضية، طالما استهدف الحوثيون قوافل الإغاثة والحيلولة دون وصولها إلى المدنيين. ووقتها طالبت الحكومة اليمنية بتغيير مسار المساعدات عبر ميناء عدن بدلاً عن ميناء الحديدة، لضمان وصولها إلى ‏المستحقين دون عراقيل. كما اقترحت تولي الأمم المتحدة مراقبة الميناء، وذلك لمواجهة تدفق السلاح للانقلابيين عبر ميناء الحديدة، لكن دون جدوى.

تأمين موانئ الحديدة

أنهى رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة اللواء، مايكل بيري، أولى زياراته للمنطقة استغرقت أسبوعا لبحث جهود تكثيف الرقابة. لضمان خلو موانئ الحديدة، غرب اليمن، والخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي الإرهابية، من السلاح ودخول المساعدات الإنسانية دون عوائق.

وفي بيان لها، قالت بعثة “أونمها” إن بيري زار المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة الأردنية الهاشمية. موضحة أن المداولات تمحورت حول سبل تكثيف جهود البعثة الرقابية لضمان خلو موانئ الحديدة من السلاح ودخول المساعدات الإنسانية دون عوائق.

وجدد اللواء بيري على أهمية الحفاظ على الطابع المدني للموانئ ومنع المزيد من التصعيد لحماية أهالي الحُديدة.

وأضاف البيان أن بيري التقى في الرياض برئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار، اللواء محمد مصلح عيظه، وكبار المسؤولين والقادة العسكريين السعوديين. وأجرى مباحثات مع السفير السعودي محمد آل جابر، فيما التقى بأبوظبي بممثلين عن وزارتي الدفاع والخارجية الإماراتية.

هذا، وأجرى المسؤول الأممي، الذي تسلم أواخر يناير الماضي مهام عمله كرابع رئيس للبعثة ولجنة تنسيق إعادة الانتشار المشكلة بموجب اتفاق استوكهولم، نقاشات معمقة مع الدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن. مطالبا باستمرار الدعم لتفويض البعثة ولاسيما بعد التحول في المشهد العسكري، بحسب البيان، كما التقى رؤساء بعثات دول الاتحاد الأوروبي وسفير أيرلندا في العاصمة الأردنية عمان.

عسكرة ميناء الحديدة

خلال كلمة أمام مجلس الأمن، أكد المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ أنه يتم التحقيق في استخدام ميناء الحديدة لأغراض عسكرية من جانب الحوثيين. وذلك بعد أن قدم تحالف دعم الشرعية في اليمن أدلة تثبت استخدام ميليشيات الحوثي ميناءي الحديدة والصليف لأغراض عسكرية.

حذر رئيس أركان الجيش اليمني، الفريق الركن صغير بن عزيز، من استمرار بقاء ميناء الحديدة خاضعا لسيطرة جماعة الحوثي. مضيفا أن ميناء الحديدة ما زال تحت سيطرة الحوثيين، ولن يحصد من ورائه اليمنيين إلا الشر، بحسب قناة اليمن الفضائية.

هل هناك تواطؤ أممي؟

رغم اطلاع الأمم المتحدة على التقارير الدولية، والأدلة الدامغة، التي تؤكد استخدام الحوثي لميناء الحديدة لأغراض عسكرية بعد سيطرتها عليه. ومعرفتها بنهب المليشيا للمساعدات الإنسانية الموجة للشعب اليمني عبر ذاك الميناء، تواصل المنظمات التابعة لها باستخدامه لإدخال المساعدات للبلد الذي انهكته الحرب. وكأنها تقدم تلك المساعدات على طبق من فضة للجماعة الإرهابية المدعومة من إيران.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى