سياسة

الحوثيون ومرحلة النكسة

فهد ديباجي


غياب الإجراءات الدولية الحازمة تجاه مليشيا الحوثي الإرهابية أعطاها ‏مساحة أكبر للإضرار بالشعب اليمني وزعزعة أمن واستقرار المنطقة.

فتجاهل المجتمع الدولي ومجلس ‏الأمن اتخاذ إجراءات صارمة تجاه هذه المليشيا المدعومة من إيران جعلها تعرقل جميع ‏جهود السلام الساعية إلى التوصل إلى حل سياسي شامل في اليمن تحت رعاية الأمم المتحدة، ووفقاً لقرارات ‏مجلس الأمن ذات الصلة، خاصةً القرار 2216، ومبادرة مجلس التعاون الخليجي ومخرجات مؤتمر ‏الحوار الوطني.

وما اعتراف مليشيا الحوثي باستهدافها مواقع مدنية في السعودية والإمارات على طريقة وسلوك تنظيمي “القاعدة” و”داعش” الإرهابيين، إلا تأكيد لعدم احترامها أو التفاتها للقوانين والأنظمة الدولية والإنسانية، في مسعى منها لنشر الإرهاب والفوضى في المنطقة، كسبيل لتحقيق غايات وأهداف إيرانية تضر باليمن وشعبه والمنطقة.

أغلب دول العالم دانت الاعتداء الإرهابي الذي قامت به مليشيا الحوثي مؤخرا ضد منشآت مدنية على أرض دولة الإمارات، وقبلها الاستهدافات المتكررة للسعودية.. لكن هذه الإدانات لا تعني شيئًا ما لم تُتوَّج بالضغط لتصنيف “الحوثي” جماعة إرهابية.

لقد ارتكبت مليشيا الحوثي خطأً فادحاً، وخطّت بيدها بداية النّهاية والنكسة، فلن يمرَّ استهداف المنشآت المدنية مرور الكرام، فقد تعدى الحوثيّون الحدود، وعليه بدأت مرحلة جديدة في التعامل معهم، وستدفع عناصر المليشيا ثمنا باهظا لهذا السلوك الإجرامي، لا سيما أنّها تستغل المُنشآت المدنيّة في اليمن، وتحديداً مطار صنعاء الدّولي وميناء الحُدَيْدة، غطاءً لاعتداءاتها.

يمر الحوثيون بواحدة من لحظات ضعفهم المتقطعة نتيجة الضغوط العسكرية والدبلوماسية، وسيل الإدانات الدولية والأممية التي يتعرضون لها، بسبب قراءتهم الخاطئة للتحولات الدولية، ونتيجة رهن قرارهم بشكل كامل إلى الحرس الثوري الإيراني.

وتعاظمت الضربات الناجحة للتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، بقيادة السعودية، على أماكن تمركز الحوثيين في العاصمة اليمنية، ما أوصل الحوثي إلى مرحلة النكسة والصراع بين أجنحة الانقلاب الحوثي، والانسحاب والهروب من جبهات القتال، فضلا عن تحرير شبوة ومواقع عدة جنوب مأرب، كما أن التحالف استطاع إفشال الاجتماع الذي كان في منزل القيادي الحوثي عبدالله الجنيد، والذي كان مخصصاً لتقييم نتائج استهداف المنشآت المدنية بالإمارات ووضع خطط استهداف مواقع أخرى، لكن قصف التحالف للاجتماع أنهى المخطط وقُتل “الجنيد” وقيادات أخرى ومن يُسمَّون “خبراء” من “حزب الله” اللبناني وإيران.

لقد دأبت مليشيا الحوثي على تنفيذ أعمال إرهابية بحق اليمنيين ودول الجوار، وتجاوزت الاتفاقات الدولية والتزامات القانون الدولي الإنساني، لتهدد اليمن والمنطقة، بل والملاحة الدولية والعالم بأسره، والاعتداء الأخير رسالة تصعيد إيرانية موجهة لدول العالم، بما فيها أمريكا، لكنه يبقى اعتداء يائسا، ليس بمقدوره تغيير موازين المعارك في شبوة ومأرب، فقد أجبرت الهزائم الحوثيين على السقوط في محاولات بائسة ظنا منهم أنهم يتخلصون من الخناق الميداني المفروض عليهم، لكن يبدو أن نهاية الحوثي قريبة، فكأنه الرمق الأخير، بينما يُعاد تشكيل مشهد عالمي جديد، وبالتأكيد ستخسر فيه مليشيا الحوثي داعمها وحمايتها.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى