تحقيقات

الجيش السوداني في مأزق بسبب الإخوان


بعد الهزائم التي مُني بها الجيش خلال الفترة الماضية، وجدت قيادة الجيش السوداني نفسها في مأزق شديد؛ بسبب تعويلها على المستنفرين والميليشيات والجماعات الإسلامية “الإخوان“، خاصة بعد الترويج بشكل واسع للمقاتلين الجدد للإيحاء بوجود دعم شعبي للجيش، وأنّ السودانيين مستعدون لدفع ثمن باهظ للدفاع عنه.

وقال مراقبون: إنّ خطاب الجيش حول المعارك وصل إلى مرحلة التشكيك في فحواه، ولم يعد هناك من يصدقه، في عتاده وقوته أو التأييد الذي يحظى به في الشارع، فالهزائم المتلاحقة تسير في اتجاه يشير إلى مخاطر النفخ في القدرات العسكرية التي أفقدت فئة من الموالين الثقة في الجيش والرهان عليه، وفق ما نقلت صحيفة (العرب) اللندنية.

وأضاف المراقبون أنّ الجيش في ورطة، لأنّه فقد جزءاً كبيراً من زمام الأمور. ولم تعد قيادته قادرة على التحشيد. وإيصال التعليمات للمستويات الأدنى التي خسرت جولات عسكرية عديدة في مناطق مختلفة، وانهارت أو استسلمت.

وقد علّق عضو تحالف قوى الحرية والتغيير المعز حضرة على الموضوع قائلاً: إنّ الجيش تم إضعافه منذ عام 1989، لأنّ تفكير جماعة الإخوان لا يعترف بالمؤسسة العسكرية. وقائد هذا المشروع الراحل حسن الترابي لم يقرّ بدور الجيوش، ويتبنّى وجهة نظر تقوم على تجييش الشعب. ومنذ ذلك الوقت وقيادة الجيش تعتمد على الميليشيات الجهوية والعقائدية، وهي بلا روح قتالية تدافع عن الوطن، ولذلك فالشعب يدفع الثمن الحقيقي الآن.

وأضاف حضرة في تصريح صحفي أنّ المستنفرين التابعين للتيار الإسلاموي يقودون الحرب. وغالبية قادة الجيش غير منخرطين في القتال بصورة عملية. وعدد كبير من الضباط تم اعتقالهم من قبل قوات الدعم السريع، أو فروا خارج البلاد بعد تيقنهم أنّ هذه الحرب عبثية. باعتراف البرهان نفسه في بداية الحرب.

وأوضح أنّ الحركة الإسلامية التي اخترقت صفوف الجيش ترفض وقف إطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات، والبرهان ومن معه يسيرون خلف الكثير من قياداتها .بعد عودتهم بكثافة إلى الجيش منذ انقلاب تشرين الأول (أكتوبر) 2021. واستمرار الوضع بهذه الكيفية يؤدي إلى قيام حاميات أخرى بتسليم معداتها والنأي عن الحرب.

وأعلنت قوات الدعم السريع خلال اليومين الماضيين عن سيطرتها على العديد من المناطق وتمركزات الجيش.

يُذكر أنّه لم يعد حديث البرهان المكرر عن الفوز بالحرب يقنع شريحة كبيرة من السودانيين. وفقد خطابه تأثيره، ممّا يفرض إعادة النظر في رؤية الجيش. لا سيّما مع حالة التشكيك المتصاعدة في توجهات وولاءات العناصر التي تقاتل داخله.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى